مدارات

د. فؤاد معصوم رئيس الجمهورية: نعتز بمكانة حزبكم في الكفاح الوطني والديمقراطي

السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم
نعبر لكم، ونحن نشارككم هذا الحدث الهام في حياة حزبكم والحركة الوطنية، حدث انعقاد المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي، عن أصدق التمنيات بنجاح اعمال المؤتمر، وتوصله الى اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تعزز دوره في الحياة السياسية والاجتماعية.
إننا لننظر الى هذا المؤتمر باعتباره محطة جديدة في تاريخ حزبكم ونضاله، ومنطلقاً جديداً لتعزيز مكانة الحزب، واسهامه في الحياة السياسية، وفي تعزيز الوحدة الوطنية، وإرساء العملية السياسية على أسس سليمة، وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي الموحد.
ونؤكد اعتزازنا بمكانة حزبكم في الكفاح الوطني والديمقراطي، وثقتنا بأن تاريخ العراق المعاصر يحفظ لحزبكم دوره الفاعل في تحديث الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية. فليس بوسع أي منصف أن يتجاوز الدور المحوري الذي قام به الشيوعيون في تطوير المجتمع العراقي، والتضحيات الجسام التي قدموها من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والسلام في العراق.
ويتواصل هذا الدور المميز في مختلف ساحات العمل السياسي والاجتماعي، ومن خلال إسهامات الحزب في سائر الميادين، ومواقفه التي تتسم بالتوازن والروح الوطنية والشعور العالي بالمسؤولية تجاه مصائر الشعب والوطن.
إن هذا المؤتمر ينعقد في ظروف دقيقة تخوض فيها البلاد حرباً ضد الارهاب، تتطلب توحيداً للجهد الوطني في مواجهة (داعش)، وتعزيزاً لوحدة وطنية تتخطى الانقسامات الطائفية والاثنية.
وإننا نوجه، من هذا المنبر، تحية الاعتزاز بقواتنا المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة والمتطوعين المحليين وسائر المقاتلين ضد داعش، والتقدير للبطولات والتضحيات والأمثلة الملهمة التي يقدمونها في هجومهم الكاسح وحربهم المقدسة. نشكر الدول التي قدمت ولا تزال الإسناد والدعم للعراق في محاربة الارهاب.
ومن الطبيعي أن القضاء على الارهاب لا يتحقق بمجرد الانتصار العسكري، وإنما يجب أن يقترن بطائفة من التوجهات والاجراءات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من أجل تحويله الى انتصار حاسم.
وما لا ريب فيه أن هناك ضرورة لاستخلاص الدروس من التجربة المريرة الماضية في سبيل تصحيح المسيرة وتقويم بناء الدولة ومؤسساتها، وإعادة بناء نسيج اللحمة الوطنية، وتمكين العراق من السير في طريق الاعمار، وتعميق البناء الديمقراطي الاتحادي للدولة.
ويمثل الانتصار العسكري على داعش محطة أمل، إذ يجسد تآلقاً وطنياً يمكن أن يخلق أجواء سياسية لتحقيق مصالحة مجتمعية فعلية، وايجاد تسويات وطنية للمشاكل العالقة في البلاد.
ونرى أن برنامج الاصلاح الحقيقي، المستند الى بناء مؤسسات الدولة بعيداً عن المحاصصات ووفقاً للاحتكام الى الدستور، واعتماداً لمبدأ المواطنة، لا بد أن يهدف الى إحلال الأمن والسلام في سائر ربوع العراق، وإعادة بناء المناطق المنكوبة المحررة وعودة النازحين والمهجرين، وإشاعة السلم الأهلي، وتقعيل العمل الحقيقي من أجل مصالحة مجتمعية، والقضاء على الفساد وايجاد حلول مناسبة لاجتياز الأزمة المالية، واعتماد برنامج متكامل لتطوير البنى التحتية، وضمان حقوق المواطنين وتوفير الخدمات الأسامية لهم.
نتمنى لمؤتمركم النجاح... ولحزبكم المزيد من الانجاز الوطني والاجتماعي..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.