مدارات

أيام مفعمة بالحب والأمل ...( 7 ) / فيصل الفؤادي

التنظيم المحلي والعلاقة مع الجماهير
وجه الحزب جميع تنظيماته الى التحرك بين الجماهير والعمل على تنظيم صلات حزبية معهم (ركائز)، وعدم الإقتصار على الرجال فقط بل والنساء أيضا وخاصة الشباب والشابات، وإستثمار هذه الصلات في تعبئة الناس للنضال من أجل تحقيق طلباتهم واحتياجاتهم ومن أجل الحرية والحقوق المشروعة. وكانت الانتفاضات الجماهيرية المحلية إستجابة عملية لهذه التعبئة، تلك التي نسق خلالها التنظيم المحلي مع المركز وقيادة قواطع الأنصار، لاسيما في التسلل الى الداخل اي الى المحافظات الاخرى لتعزيز العمل الحزبي والتنظيمي فيها، وأعادة الصلة بالرفاق المقطوعين عن الحزب، أولئك الذين لم يتعاونوا مع اجهزة الامن وإستنباط وسائل صلة وإرتباط جديدة تتناسب والواقع .
ومن الناحية العملية وأمام بطش النظام وأجهزة مخابراته المختلفة، لم يكن هناك تنظيم حزبي بالمعنى الذي نحن او غيرنا يعرفه داخل الوطن، وإنما تنظيمات شبه خيطية أو كل رفيق يؤدي مهماته في فترات محددة وعلى ضوء ظروفه ثم يتصل بقيادة الحزب من خلال الإنتقال الى كردستان حيث مقر قيادة الحزب. ووضع الحزب مجموعة توجهات خاصة بالجماهير منها:
-وضع شعارات ملموسة للجماهير ضد استمرار الحرب مع إيران وإدانة الحرب ضد الشعب الكردي وإدانة التهجير القسري، وحل القضايا المعيشية الملتهبة.
- مخاطبة عوائل ضحايا ومتضرري الحرب، من مجندين وقتلى و أسرى، وإيجاد صلة بعوائل المهجرين لدفعهم للنضال من اجل عودة المهجرين.
- الصلة الوثيقة بالجنود والعسكريين في المدن والريف والاهوار وتوجيهم للنضال ضد الدكتاتورية ومع قوى الشعب والحركة الجماهيرية.
- ابداء المساعدة للرفاق في تامين مستلزمات العمل الحزبي في القصبات والمدن ومواصلة عملهم بشكل جيد.
- تعزيز الهيئات الحزبية وتطوير دورها في ادارة المهمات، وبما يتفق والظروف السرية لعمل الحزب.
- تراعي الهيئات الحزبية القيادية التخصص في مجال عمل الخط الحزبي (عمال، طلبة، فلاحين، نساء، قوات مسلحة ).
- تعدد طرق المراسلة بحيث يكون لكل خط تنظيمي محطة واحدة وأخرى احتياط وعدم تجميعها بيد رفيق واحد، وكتابة المحاضر بصورة مختصرة.
-تنظيم برمجة العلاقة مع الاصدقاء والمؤازرين، ودراسة ترشيح العناصر الثورية المزكاة.
- ان العدو يدرب عملائه للوصول والدخول الى تنظيماتنا واندساسهم فيها، لهذا لا بد من الاهتمام بالكادر الحزبي واختياره على ضوء سلوكه وتصرفاته .
- اللجوء الى مختلف الأساليب في تشخيص العناصر المشكوك فيها، والتأكيد على سرية العمل.
- التثقيف بأساليب العدو وطرق كشفها ومعرفة تحركاته وطبيعة تكتيكاته.
(مناظل الحزب العدد 1 لسنة 26 ايلول 1982 ص3)
وأكد الحزب على العمل مع الجنود الهاربين من الحرب المشؤومة وتعبئتهم للدفاع عن مناطقهم، والعمل مع قوات الأنصار والبيشمه مركة ضد قوات النظام وجحوشه.
ومع النشاط الكبير الذي قام به الأنصار ورفاق التنظيم المحلي إلا انه لم يصل العمل الى المستوى المطلوب او الطموح. ويشير تقييم الحركة الأنصارية الى ما يلي:
(وأخفقت حركتنا الأنصارية في كردستان في إحتواء جمهرة الجنود الهاربين وخاصة من المناطق العربية، والسبب يعود الى ضعف تنظيماتنا الحزبية في مناطق السلطة، وبالتالي ضعف دورها في توعية الجماهير وكسب هؤلاء الجنود، وبعد مناطقها على مواقع الأنصار في كردستان ومصاعب الظرف السياسي وقسوة الارهاب في بقية انحاء العراق).
لقد عاش التنظيم المحلي صراعا محتدما مع اجهزة النظام من امن ومخابرات وعملاء، وهذا الصراع تجلى في الدعاية وبث روح اليأس في نفوس الجماهير، إضافة الى اعتقال كل من يؤازر او يتعاطف مع البيش مركة والأنصار ويهان و يفتش بيته. وكان للتنظيم المحلي للحزب دور بارز في الانتفاضات التي قامت بها الجماهير الواسعة في كردستان.
كانت سرية العمل واعادة التنظيم الحزبي مهمة شاقة، وتحتاج الخبرة والذكاء وسرعة البديهية والاختفاء في اماكن لاتجلب الانتباه وكذلك تحديث خطط الاتصال. كان للتنظيم المحلي وبالتنسيق مع الأنصار دورا كبيرا في بث الذعر في صفوف ازلام النظام، من خلال الكمائن والعمليات العديدة والتي اوقعت خسائر كبيرة ومؤثره بركائز السلطة من جحوش وعملاء، برغم ظروف الاقتتال الداخلي الذي جعل الإخوة في الإتحاد الوطني وركائزهم عامل مساعد للنظام وازلامه .