مدارات

الإكوادور: تحالف اليسار يفوز في الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة

رشيد غويلب
شهدت الأكوادور في التاسع عشر من الشهر الحالي ثلاثة انتخابات: انتخابات رئاسة الجمهورية، والانتخابات التشريعية، وكذلك التصويت في استفتاء عام على قانون يحدد حركة الأموال. واعلنت الاربعاء الفائت النتائج النهائية للسباقات الانتخابية الثلاثة .
وبعد فرز جميع الاصوات، واعلان النتائج النهائية اصبح واضحا الذهاب في الثاني من نيسان المقبل إلى جولة ثانية للانتخابات الرئاسية. وبموجب النتائج المعلنة جاء مرشح تحالف اليسار الحاكم لينين مارينو بالموقع الأول وحصل على 39,35 في المائة، وكان ينقصه لحسم السباق الانتخابي في جولته الأولى قرابة 69 الف صوت فقط. وبهذه النتيجة تقدم لينين على اقرب منافسيه اليميني غييرمو لاسو بـ 11,25 في المائة، اي اكثر من مليون صوت. وحصل لاسو على 28,10 في المائة. وبموجب النظام الانتخابي النافذ يتوجب على المرشح الحصول على 40 في المائة من الأصوات، وان يتقدم على اقرب منافسيه بـ 10 في المائة ليحسم السباق لصالحه بجولته الأولى.
وبعد دقائق من اعلان النتائج النهائية قال الزعيم اليساري الفائز" لقد تقدمنا باكثر من مليون صوت، وسندافع عن انتصارنا في الثاني من نيسان". ولكن الجولة الثانية من انتخابات رئاسة الجمهورية تمثل تحديا كبيرا لتحالف اليسار ومرشحه، الذي يحتاج دعم حزب اليسار الديمقراطي الصغير الذي حصل رئيسه باكو مونكايو ومرشح مجموعة من الأحزاب الصغيرة في الجولة الأولى على 6,71 في المائة. وكان مونكايو يشغل منصب رئيس اركان القوات المسلحة الأكوادورية.
وبعد اعلان النتائج وعد المرشح الثالث د سينثيا فيتيري ، والحاصل على 16.32في المائة، من الحزب الاجتماعي المسيحي، بدعم مرشح اليمين لاسو في الجولة الثانية. لقد قسمت نتائج انتخابات الرئاسة البلاد، فمرشح تحالف اليسار الحاكم لينين مارينو يمثل نهج الاستمرار في "ثورة المواطنين" و"اشتراكية القرن 21 "، التي بدأها تحالف اليسار في عام 2006 بزعامة الرئيس المنتهية ولايته روفاييل كوريا، والذي رفض الترشيح لدورة رئاسية ثالثة. وبعد فوزه صرح مارينو انه لا يريد "للاكوادور العودة إلى الماضي"، وان "هذا النضال يحتاج منا نفس طويل"، و"سننتصر في معركة الثاني من نيسان، ولكن ينتظرنا الكثير، علينا ملء فضاءات جديدة، لقد حزنا على الكثير، وعلينا الاستمرار في بناء الهيمنة". من جانبها طالبت المعارضة مورينو بـ "تشكيل طاولة مستديرة لحكم الإكوادور". في محاولة لتوظيف اتهامات اليمين للحكومات التقدمية في البرازيل، والارجنتين وفنزويلا بانها غير قادرة على تحقيق الاستقرار في البلاد، وبهذا يحرضون السكان ضد الحكومات المنتخبة . ويمثل اليميني لا سو القوى التي تريد انهاء الدورة التقدمية في عموم امريكا اللاتينية، والعودة إلى نهج الليبرالية الجديدة بالاعتماد على الدعم الأمريكي. والرسالة الأولى التي افصح عنها لاسو: "إن سفارتنا في لندن ليست فندقا. وسنرحل السيد اسانج خلال 30 يوما، وستطالبه حكومتنا بود مغادرة السفارة". في اشارة منه إلى صاحب موقع ويكليس الذي يتمتع بحق اللجوء في السفارة الأكوادورية في لندن، والذي ترفض حكومة اليسار تسليمه إلى الولايات المتحدة.
الأكثرية لتحالف اليسار
وحصل تحالف اليسار الحاكم (تحالف البلاد) على اكثرية المقاعد في الجمعية الوطنية، واحتل 76 مقعدا من اصل 137، ولكنه خسر اكثرية الثلثين التي كان يتمتع بها. ومجموع المقاعد مقسم على غرف السلطة التشريعية بالشكل التالي 15 مقعدا على الصعيد الوطني، و116 مقعدا لبرلمانات المحافظات، و6 في برلمان اقليمي لبلدان القارة. وبموجب النتائج حصل تحالف اليسار على 38,94 في المائة، وجاء ثانيا تحالف مرشح اليمين بحصوله على 20 في المائة، وحل ثالثا الحزب الاجتماعي المسيحي بحصوله على15,17 .
طليعة في المعركة
و صوت 54,97 في المائة من الناخبين، في استفتاء عام،لصالح مشروع قانون طرحه الرئيس الأكوادوري المنتهية ولايته روفاييل كوريا، يقضي بمنع الذين ينتخبون لوظائف عامة من الاستثمار المالي في "الملاذات الضريبية"، اي تهريب الأموال إلى خارج البلاد. وجاء في موقع وزارة الخارجية على التويتر ما يلي: " إن هذا البلد الصغير يحتل موقع الطليعة في النضال ضد الملاذات الضريبية".
جولة ثانية حاسمة
ستكون جولة الانتخابات الثانية حاسمة ليس للاكوادور فحسب، وانما لعموم التجارب اليسارية والتقدمية في امريكا اللاتينية. والتجارب التاريخية تبين ان اليمين اذا خسر الانتخابات يلجأ إلى الفتنة، وتخريب المؤسسات الحكومية، والعنف، وخلق حالة من الفوضى وصولا إلى الانقلاب. وحسب الصحفي التشيلي بابلو ليال فان " إن اهمية الثاني من نيسان تكمن في انه يأتي في فترة تشهد صعودا لليمين في امريكا اللاتينية، ولذلك فهو اكثر من يوم لجولة ثانية لانتخابات رئاسية". وكتب الرئيس المنتهية ولايته كوريا في التويتر: "إن القرار النهائي في يد الشعب الأكوادوري".