مدارات

"الأمعاء الخاوية" تنطلق في "يوم الأسير" ومئات الآلاف يتظاهرون للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال

القدس، رام الله، بيت لحم - وكالات
أحيا الشعب الفلسطيني، امس الاثنين، يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف السابع عشر من نيسان من كل عام، باعتباره تعبيرا عن استمرار نضاله في سبيل حرية الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.
بدء الاضراب المفتوح
وفي هذه المناسبة، ذكر مسؤولون فلسطينيون، أن مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بزعامة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، بدؤوا إضرابا مفتوحا عن الطعام، للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم.
ويقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، إن "الحركة الأسيرة منذ عام 1967 نفذت 23 إضراباً، كان آخرها الإضراب الجماعي الذي خاضه الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال عام 2014، واستمر 63 يوماً، مع التأكيد أنه ومنذ عام 2012، نفذ الأسرى، خاصة الإداريين، عشرات الإضرابات الفردية، والتي ما زالت مستمرة".
ويقدر عدد الفلسطينيين الذين تم أسرهم منذ عام 1967 بحوالي مليون أسير، منهم نحو 15 ألف امرأة.
تظاهرات داعمة
وانطلقت مسيرات داعمة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، امس الاثنين، في الأراضي المحتلة بالتزامن مع خوضهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم، فيما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في مدن الضفة الغربية.
وأعلن الأسرى الفلسطينيون في كافة سجون الاحتلال إضرابا عن الطعام، بالتزامن مع إحياء مناسبة ذكرى (يوم الأسير الفلسطيني)، للمطالبة بحقوقهم ووقف ممارسات التضييق التي تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية بحقهم.
وتظاهر المئات من الفلسطينيين أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية للأسرى داخل سجون الاحتلال وللمطالبة بالإفراج عنهم.
ورفع المتظاهرون، الأعلام الفلسطينية، وصورا لعدد من الأسرى في السجون، بينهم الأسير مروان البرغوثي، ورددوا هتافات منددة بسياسة مصلحة سجون الاحتلال بحق الأسرى، وأخرى تطالب بالإفراج عنهم.
وطالب المتظاهرون بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع برعاية مصرية في القاهرة في مايو/أيار 2011.
وأكدت حركة فتح، دعمها وتضامنها مع الأسرى الذين بدؤوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام داخل سجون الاحتلال، وأن أي اتفاق سلام لن يتم دون إطلاق سراح كافة الأسرى. حزب الشعب الفلسطيني
من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، إلى استمرار التحرك الجماهيري لنصرة قضية الأسرى في معركتهم، حتى استجابة مصلحة سجون الاحتلال لمطالبهم بتحسين ظروف اعتقالهم واعتماد قائمة مطالبهم العادلة.
كما شهدت مدن الضفة الغربية فعاليات تضامنية مماثلة مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما سجلت الطواقم الطبية الفلسطينية عدة إصابات خلال مواجهات اندلعت في مدينة بيت لحم بين فلسطينيين وجيش الاحتلال.
وأصيب عدد من المواطنين، بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة تضامنية مع الأسرى في بيت لحم.
وفي وسط مدينة رام الله احتشد مئات المواطنين في ميدان الشهيد ياسر عرفات، ضمن الفعاليات المساندة لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال، وإحياء يوم الأسير الفلسطيني.
تواصل قمع الأسرى
وحذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، في كلمة له خلال المهرجان، من أن تقدم إدارة مصلحة سجون الاحتلال على قمع الأسرى المضربين والبطش بهم، لافتا إلى أن كل التداعيات مفتوحة اذا ما حصل مكروه لأي أسير.
وقال قراقع، إن “شعبنا في كل أماكن تواجده يعلن اليوم، بأن قضية الحرية مقدسة بالنسبة له ويتعطش للانعتاق من الاحتلال، ولن تحظى حكومة الاحتلال بالسلام والأمن ما دامت تمارس الإرهاب والجريمة المنظمة ضد شعبنا وأسراه”.
ودعا قراقع مؤسسات المجتمع الدولي ومجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، تجاه ما يحصل للأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية لهم، ومحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين على جرائمهم المستمرة.
بدورها، قالت فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان، إن “الحشد اليوم يؤكد على دعم الأسرى الذين يعتبرون جزءا من الحرية والكرامة والنضال الذي استمر على مدى سنوات طويلة، وإذ لا يسمح الشعب للمحتل بأن يستفرد بأسرانا داخل السجون”.
ودعت البرغوثي، إلى ضرورة توسيع نطاق التضامن مع الأسرى، وألا يكون يوم الأسير هو اليوم الوحيد لإحياء الفعاليات التضامنية معهم.
ويحيي الفلسطينيون اليوم ذكرى (يوم الأسير الفلسطيني) التي بدأت منذ إطلاق سراح أول أسير فلسطيني لدى الاحتلال الإسرائيلي محمود حجازي، في أول عملية لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال عام 1974.
كما شارك المئات من محافظة طوباس، في مسيرة تضامنية شاركت خلالها أمهات أسرى، وبعض المحررين، رفعوا خلالها لافتات تدعم إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وفي نابلس، نظم العاملون في مديرية التربية والتعليم، وقفة تضامنية أمام مبنى المديرية دعماً لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال.
ونظمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين والقوى الوطنية في قلقيلية، اعتصاما تضامنيا مع الأسرى الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام، وسط المدينة، حيث أقيمت خيمة اعتصام.
وشارك في الاعتصام لفيف من الفعاليات الفلسطينية، وممثلو الفصائل والقوى الوطنية، وأهالي الأسرى وأسرى محررون.
ونظمت مديرية التربية والتعليم في محافظة بيت لحم، وقفة أكدت خلالها التضامن مع الأسرى الذين يتعرضون في كل لحظة للتنكيل والقمع داخل السجون مضحين بحريتهم من أجل حرية الوطن واستقلاله.
وفي الخليل، جاب أهالي الأسرى وحشد جماهيري كبير شوارع المدينة للتضامن مع الأسرى الذين يخوضون إضرابا جماعيا عن الطعام، ضد سياسة الإهمال الطبي، والانتهاكات، والاعتقال الإداري.
الشيوعي الفلسطيني
واصدر الحزب الشيوعي الفلسطيني، بيانا، بمناسبة يوم الاسير، جاء فيه "يا جماهير شعبنا ان معركة ابنائكم هي معركة الكل الفلسطيني فالاسرى هم أبناء فلسطين قبل أي تنظيمات والانتصار لهم هو انتصار لسيف الحرية المشرع في وجه المحتلين، يمضي الأسرى نحو الشمس رغم كل ما تعرضوا ويتعرضون له من إهمال وتغييب وتهميش، وهم بمعركتهم يؤكدون لكم أنهم كانوا وسيبقون بوصلة النضال وشعلة الاستمرار حتى دحر آخر جندي غاصب لأرض فلسطين واقتلاع آخر مغتصبة لوثت أرضنا الطاهرة".
واضاف "إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني ندعو الجموع الى نصرة الأسرى والوقوف الى جانبهم ولو بالقليل، فلتجُب أرض فلسطين حافلاتكم ومركباتكم العامة والخاصة بيوم الأسير وهي مزينة بصور الأسرى لندع الخلافات جانبا ولنتوحد خلف أسرانا ولندعُ معا لتنفيذ وثيقة الأسرى الوحدوية".
الجبهة الديمقراطية للسلام تتضامن
وبهذه المناسبة، وجه الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التحية للأسرى في سجون الاحتلال.
وأصدرا بيانا أشادا فيه بالأسرى الذين شرعوا الاثنين، بإضراب عن الطعام، بالذات في يوم الأسير الفلسطيني 17 نيسان، تصديا لاستبداد المحتل وتنكيله، يدعوان فيه الكوادر الى الانطلاق في سلسلة نشاطات ميدانية تضامنا مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها. وأكد الحزب الشيوعي والجبهة، أن "الأسرى في سجون الاحتلال يدفعون ثمن نضالهم العادل من أجل حرية شعبهم واستقلاله، وهم يعانون لحظة بلحظة من بطش المحتل وتنكيله، إلى جانب حرمانهم من الحرية". وتوجه الحزب الشيوعي والجبهة إلى كوادرهما في كافة أنحاء البلاد للانطلاق في حملة نشاطات ميدانية، كفاحية في كافة المدن والبلدات.
كما دعوا إلى أوسع مشاركة في المهرجان الاحتفائي بالأسيرة المحررة لينا الجربوني، يوم الجمعة القريب في مدينة عرابة، ليكون أيضا تظاهرة حاشدة دعما للأسرى في معركتهم.