مدارات

حزب الشعب الفلسطيني يحذر من التعاطي مع الحلول الإقليمية لتضييع حق العودة وتقرير المصير

طريق الشعب
الفلسطينيون يحييون الذكرى 69 للنكبة: رفض التطبيع وتوسيع حركة المقاطعة وانهاء الانقسام الداخلي

احيى الشعب الفلسطيني، امس الاثنين، الـ15 من أيار ذكرى النكبة التي ألمت به قبل تسعة وستين عاما، على أيدي الاسرائيليين الصهاينة، والتي اغتصب فيها أكثر من 80في المائة من فلسطين التاريخية، بينما لا يزال زهاء ستة ملايين لاجئ فلسطيني، منهم أكثر من مليونين في الأردن، ينتظرون عودتهم إلى ديارهم وأراضيهم التي هُجِروا منها بفعل العدوان الإسرائيلي.
وتأتي الذكرى الاليمة بالتزامن مع معركة الاضراب التي يقودها الاسرى داخل سجون الاحتلال، وفي ظل التوغل الاستيطاني المتواصل بحق الأرض الفلسطينية, وسط حديث عن تحركات دولية لتصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن الحقوق المشروعة.
وتشير البيانات الموثقة إلى أن الإسرائيليين سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى مقتل ما يزيد على 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
وفي تقرير نشر قبل عدة أيام حول اعداد الفلسطينيين خلال هذه الأيام فقد اظهر زيادة في الاعداد بمقدار تسعة أضعاف حيث قدر عدد الفلسطينيين في العالم حتى نهاية عام 2016 بحوالي 12,70 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 9,1 مرة منذ أحداث نكبة 1948.
وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر)، فإن البيانات تشير إلى أن عددهم بلغ في نهاية عام 2016 حوالي 6,41 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو 7,12 مليون نسمة، وذلك بحلول نهاية عام 2020، وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حاليا.
69 عاما مضت وحكومة الاحتلال لا تزال تمتنع عن تنفيذ القرارات الدولية، والقرار 194 الذي يدعو إلى تعويض اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة لهم إلى أراضيهم، التي هجروا منها عام 48.
العودة هي الحل
قال حزب الشعب الفلسطيني، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "اليوم تحل الذكرى التاسعة والستون لأكبر جريمة عرفتها البشرية عندما قامت الحركة الصهيونية بتواطؤ كامل مع الانتداب البريطاني والامبريالية العالمية باغتصاب فلسطين وشردت أصحابها وحولتهم إلى لاجئين غدوا الشاهد الحي على تلك الجريمة التي ما زالت أثارها متواصلة حتى يومنا هذا".
وأضاف الحزب "في هذه الأيام تمر الذكرى التاسعة والستون للنكبة، يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني بهدف كسر إرادته وفرض واقع الاحتلال عليه عبر توسيع الاستيطان وتحويل أراضي الضفة إلى معازل ومحاولات تهويد القدس وطرد سكانها، واستمرار الحصار على قطاع غزة بهدف تكريس الاحتلال وقطع الطريق على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتهرب من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرارات الصريحة بإنهاء الاحتلال، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الي ديارهم".
مرجعية دولية
وتابع الحزب في بيان، "إننا نرى أن استمرار العدوان بأشكاله المختلفة على شعبنا ومواصلة تكثيف الاستيطان مرشحا للتزايد والاتساع خصوصا في ظل الحكومة اليمينية برئاسة نتنياهو، والدعم غير المسبوق من الادارة الأمريكية الجديدة وسط حالة من الضعف والتمزق العربي وتحويل الاهتمام عّن القضية الفلسطينية الأمر الذي يتطلب الإصرار على ربط استئناف المفاوضات مع حكومة الاحتلال بوقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام تتمثل بقرارات الشرعية الدولية، وإطلاق سراح الأسرى وتلبية مطالبهم الإنسانية العادلة التي يخوضون الآن إضرابهم المفتوح عن الطعام لأجل تحقيقها وصولا للإفراج عنهم دون قيد أو شرط أو تمييز، إن ذلك يتطلب التوجه إلى المجتمع الدولي لحشد الدعم لهذا الموقف واستئناف التوجه إلى الأمم المتحدة والانضمام إلى المؤسسات والمنظمات الدولية كافة لتجديد طلب الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة دولة كاملة العضوية على كامل الأراضي المحتلة عام 1967".
معاقبة الاحتلال عالميا
وأكد الحزب أن "هذا يتحقق في إطار إستراتيجية متكاملة تقوم على تفعيل المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال والمستوطنين واستثمار الـتأييد والتضامن الدولي مع شعبنا، وتوسيع حركة المقاطعة للاحتلال ومعاقبته فى كل العالم والاهم الإسراع في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وعدم التعاطي مع الحلول الإقليمية او مشاريع التحالفات الوهمية التي تفتح الطريق نحو التطبيع مع دولة الاحتلال قبل إنهاء الاحتلال وتحقيق حق شعبنا في العودة وتقرير المصير يا جماهير شعبنا الفلسطيني".
تقلب المواقف العربية
وفي بيان مشترك بين التيار التقدمي الكويتي والمنبر الديمقراطي الكويتي حول ذكرى نكبة فلسطين، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "تسعة وستون عاماً مضت على النكبة الفلسطينية ولا يزال الشعب العربي الفلسطيني يسطر ويواصل تضحياته داخل فلسطين وخارجها، في السجون وفي المهجر، رافضاً سلطة الاحتلال الصهيوني، صامداً في وجه جبروتها، في وقت تقلبت فيه مواقف العديد من الحكومات العربية التي استكثرت حتى مطلبي حق العودة وتقرير المصير، وأخذت تطبّع مع الكيان المحتل وتنتهز الفرص لاستضافته، مستخدمة مختلف أساليب التضليل، طارحة خيار المفاوضات مع سلطات الاحتلال، وهي تدرك عدم توافر أيٍّ من شروط التفاوض".
واضاف البيان "إنّ واقع الحال يؤكد أن النكبة الفلسطينية ليست حدثاً تاريخياً مضى وانقضى، وإنما هي واقع قائم لا يزال شعب فلسطين يعاني منه تشريداً وتهجيراً وقهراً واحتلالاً، وحرماناً من أبسط الحقوق"، مهيبا "بجميع الفصائل الفلسطينية أن تنبذ جميع الخلافات الثانوية في ما بينها في سبيل قضية التحرر الوطني، والتمسك بخيار المقاومة، وعدم الانجرار وراء أكذوبة المفاوضات مع المحتل، ونكرر الدعوة إلى تشديد حملات المقاطعة للكيان الصهيوني، ورفض التطبيع معه أيا كان شكله".