مدارات

تونس: الاحتجاجات تصل الى العاصمة .. والحكومة ترد باعتقال رجال اعمال بتهمة تمويلها

نفت السلطات التونسية استخدام الرصاص الحي في تفريق المحتجين بمدينة تطاوين جنوبي تونس والتي شهدت مصرع شابين في الاحتجاجات التي توسعت ووصلت إلى قلب العاصمة التونسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية ياسر مصباح في مؤتمر صحفي مشترك بين وزارتي الداخلية والدفاع تم تنظيمه بعد اجتماع وزاري عاجل لبحث التطورات الأمنية إن "قوات الأمن تعاملت بأقصى حدود ضبط النفس ولم تستعمل بتاتا الرصاص في التعامل مع المحتجين بل تم استعمال الغاز المسيل للدموع فقط."
وأشار إلى أن المحتجين أقدموا على حرق تسع سيارات ودراجتين ناريتين لقوات الأمن.
وأوضح أن الاشتباكات مع المحتجين أسفرت أيضا عن إصابة 19 عنصرا أمنيا من بينهم إثنان حالتهما خطيرة لافتا إلى أنه "تم سكب البنزين على أحد الأعوان بهدف حرقه لكنه أنقذ".
من جهته ذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية العميد بلحسن الوسلاتي أن "التصعيد الحاصل في تطاوين يتمثل في محاولة المحتجين الدخول بالقوة الى مضخة النفط باستعمال شاحنات لاقتحام الحاجز فتصدت لهم قوات الأمن".
وأشار الوسلاتي إلى أن "المحتجين قاموا بتخريب أحد الأنابيب الموصلة للمضخة ما دفع الشركة الى إغلاقها لتجنب مزيد من الخسائر" مشددا على أن "الوضع مستقر الآن في المنطقة" وأن "قرار غلق المضخة اتخذته الشركة دون سواها ولا دخل للجيش التونسي في فتح المضخات أو غلقها".
في هذه الأثناء نفذ عدد من التونسيين ومنظمات المجتمع المدني وقفة إجتجاجية في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس للتعبير عن مساندتهم للمحتجين في مدينة تطاوين.
وتأتي هذه التحركات بعد أن لقي شاب مصرعه في وقت سابق الاثنين متأثرا بجروح أصيب بها خلال اشتباكات بين قوات الأمن وشباب يطالبون بالتنمية وفرص عمل بمدينة تطاوين جنوبي تونس في ظل تصاعد الاحتقان.
الى ذلك، أعلن محمد علي البرهومي، محافظ ولاية تطاوين التونسية، امس الأربعاء، استقالته من منصبه، تزامنا مع تفاقم وتيرة الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وتشهد منطقة الكامور التابعة لولاية تطاوين منذ شهر اعتصاما للسكان الذين عرقلوا حركة سير الشاحنات نحو حقول النفط والغاز، مطالبين بتقاسم أفضل للثروات وتوظيف أعداد من العاطلين عن العمل في حقول النفط بالمنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تعيين البرهومي واليا على تطاوين نهاية نيسان الماضي، وذلك على خلفية موجة الاحتجاجات التي شهدها المنطقة آنذاك، إلا أن الأوضاع ازدادت تعقيدا خاصة مع محاولة معتصمي الكامور اقتحام مضخة النفط مطلع الأسبوع الجاري ما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين.
كما قامت السلطات التونسية مساء الثلاثاء باعتقال ثلاثة رجال أعمال بينهم مرشح سابق للرئاسة، وضابط في الجمارك للاشتباه بضلوعهم في قضايا فساد وتهريب ومس بالأمن القومي عبر تمويل الاحتجاجات والمظاهرات التي طالت في الأيام الأخيرة ولاية تطاوين في جنوب البلاد.