مدارات

الشيوعي النمساوي يدخل الانتخابات المبكرة بقائمته المفتوحة

رشيد غويلب
يعتبر الحزب الشيوعي النمساوي نفسه امتدادا للحركة العمالية. وهو حزب ديمقراطي اممي مدافع عن حقوق النساء، تأسس الحزب في عام 1918، وكان قوة رائدة في حركة مقاومة الفاشية. وكان الحزب بعد الحرب العالمية الثانية، احد ثلاثة احزاب اسست جمهورية النمسا.
واليوم يُعرف الحزب نفسه كحزب منفتح، وقوة اساسية في يسار البلاد. والحزب ممثل في بعض الولايات، والعديد من البلديات ومجالس المصانع، وينشط اعضاء الحزب في العديد من المبادرات الاجتماعية والنسوية. ومنذ 2005 يشكل الحزب قوة اجتماعية قوية في برلمان ولاية شتايرمارك. ومعروف دور الحزب في بلدية مدينة غراس. وعلى الرغم من امكانيات الحزب المتواضعة، فان دور الحزب السياسي فائق الأهمية، باعتباره القوة السياسية الوحيدة التي تتبنى سياسة منفتحة، وتقف على يسار الديمقراطيين الاجتماعيين وحزب الخضر اللذين يستمران في تبني سياسات يمنية تفقدهما موقعهما في معسكر اليسار.
امميا ينشط الحزب في اطار الحركة الشيوعية وحركة اليسار العالمي. والحزب قوة مؤسسة لحزب اليسار الأوروبي، ويعتبر عيد جريدة المركزية "فولكسشتمه" (صوت الشعب)، الذي ينظم سنويا في احدى حدائق العاصمة فيينا، من الفعاليات السياسية والتضامنية الهامة في البلاد.
واستعدادا لخوض الانتخابات العامة المبكرة، والتي ستجري في تشرين الاول المقبل، اعلن الحزب، وبالاشتراك مع اتحاد شبيبة الخضر، وعدد من الشخصيات المستقلة عن قائمته الانتخابية الموسومة "الحزب الشيوعي النمساوي – القائمة المفتوحة زائد" والتي ستخوض الحملة الانتخابية تحت شعار: " انهم يسرقون مستقبلنا وعلينا استعادته". وتهدف القائمة الى إشراك أكبر عدد من المواطنين في الحراك السياسي، وتعزيز تنظيمهم، باعتبار ان ذلك يمثل الوسيلة الأمضى في مواجهة الماكنة السياسية والاعلامية للاحزاب السائدة. وسيستمر العمل المشترك بين المساهمين في القائمة بعد الانتخابات المبكرة باعتبارها منبرا لحركة يجري العمل على تعزيزها، لكي تتحول الى حركة قوية تعيد الثقة في المستقبل.
ومن المعروف، استمرار الحزب الشيوعي النمساوي في العقود الاخيرة في محاولاته لتجميع قوى اليسار، سواء كان ذلك على الصعيد الاتحادي، او على صعيد الولايات وبلديات المدن، وكذلك على الصعيد الأوروبي، وقد حققت هذه المحاولات نجاحات نسبية. ويأتي استمرار الحزب على هذا الطريق انعكاسا لتمسكه بنهج صائب يتلاءم مع خصوصية الساحة السياسية في البلاد.
ويأتي انتقال شبيبة الخضر للتحالف مع الشيوعيين على خلفية صراعات فكرية وسياسية داخل حزب الخضر دفعت قيادته، التي يزداد توجهها نحو اليمين، الى انهاء علاقتهم مع اتحادهم الشبابي، الذي تتوق قيادته الى تبني سياسة بديلة تحقق تغييرا سياسيا اساسيا في حياة الناس.
وتقول فلورا باتريك المتحدثة الاتحادية باسم شبيبة الخضر: "اذا كنا نريد مواجهة موجة اليمين، فنحن في حاجة الى يسار قوي، وقوة اجتماعية يمكن أن تفعل شيئا جديا لمواجهة التحول إلى اليمين. وقوة تفتح فضاء لجميع الذين يشعرون بان الاحزاب السائدة لا تمثلهم. قوة قادرة على تنظيم السكان في مناطقهم. نحن نريد هذه القوة، ولذلك نشارك في الانتخابات الوطنية، وبمشاركة العديد من المستقلين في قائمة الحزب الشيوعي النمساوي المفتوحة".
من جانبه عبر ميكرو ميسنر المتحدث الاتحادي باسم الحزب الشيوعي النمساوي (السكرتير) عن سعادته لقرار شبيبة الخضر: "شبيبة الخضر ساهموا في تأسيس هذا المنبر، ويدخلون الانتخابات بقائمة مشتركة مع حزبنا. وهذا يمثل رؤية جديدة واعدة. وهنا اعبر عن سعادتي بالعمل المشترك معهم، ومع المرشحين المستقلين الآخرين. معا سنعمل على ضمان بديل اجتماعي ثابت في المشهد السياسي المتكلس في النمسا. معا سوف نستعيد المستقبل! "
وشدد ميسنر على ان التحالف الجديد يجمع بين الخبرة وحماس الشباب، معتبرا ان القائمة الجديدة تمثل تطورا نوعيا في تحالفات الحزب الانتخابية. ان الهدف هو ملء الفراغ السياسي على يسار الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر. وان ما يربط الشيوعيين مع شبيبة الخضر، الى جانب المصداقية والمبادئ الأساسية، هو نشاط نواب الحزب في برلمانات الولايات والمدن حيث يقدمون سياسة نافعة وحقيقية. وذكر ميسنر بان النظام الداخلي للحزب الشيوعي في النمسا يلزم اعضاءه، الذين يتقاضون رواتب من مؤسسات الدولة السياسية، بتقديم ما يزيد على 2200 يورو شهريا من رواتبهم لأغراض المعونة الاجتماعية. ويستطيع الراغبون من المواطنين والمتابعين، وبسلاسة، القاء نظرة على جميع الوصولات والوثائق المصرفية الخاصة بهذه الانشطة.
واكد ميسنر على ان شبيبة الخضر اثبتوا رفضهم للخضوع، وعبروا عن قناعاتهم، ولم يضحوا بها في سبيل صعود وظيفي او مواقع في الهرم الحزبي، لذلك استحقوا احترام الشيوعيين واستعدادهم للتنسيق المتكافئ معهم.