مدارات

ايران تقطع مياه "الزاب الصغير" وتقصف قرى حدودية في اربيل

قصفت المدفعية الايرانية، فجر امس الإثنين، المناطق الحدودية التابعة لمدينة اربيل، ما أدى الى اصابة امرأة وحرق مساحات من البساتين والاراضي الزراعية في المنطقة، واستمر القصف أكثر من خمس ساعات متواصلة، فيما قطعت ايران وبشكل مفاجئ المياه عن نهر "الزاب الصغير".
قصف بالمدفعية
قال قائممقام قضاء جومان شمال شرق أربيل أحمد قادر، في تصريح صحفي، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "قرى تابعة لمنطقة حاج عمران الحدودية تعرضت لقصف عنيف، صباح اليوم (امس)، استمر لأكثر من خمس ساعات متواصلة"، لافتا الى أن "امرأة تعمل مربية للأغنام أصيبت بجروح جراء ذلك القصف الذي تسبب أيضاً بحرق بساتين ومساحات واسعة من الغابات".
وأضاف قادر، أن "الهجوم تسبب في نزوح العديد من مربي المواشي والأغنام المتواجدين في المنطقة خشية من استهدافهم"، مشيراً إلى أن "الهجوم انعكس سلبا على الأوضاع المعيشية لسكان المنطقة خصوصا أنها تشهد حاليا حركة زراعية وسياحية كبيرة".
وتابع قادر، أنه "تم الاتصال بالجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان للتدخل بوقف القصف الإيراني على المنطقة"، مبيناً أنه في "العامين الماضين شهدت المناطق الحدودية مع إيران استقرارا ملحوظا أدت إلى انتعاش الزراعة والسياحة فيها".
وأفاد شهود عيان، صباح امس، بأن المدفعية الإيرانية قصفت منطقة حدودية شمال شرق أربيل، مؤكدين أن الهجوم أسفر عن إصابة مدني.
قطع المياه
وفي سياق متصل، ربط وزير الزراعة والموارد المائية باقليم كردستان، عبد الستار مجيد، قطع إيران المفاجئ لمياه نهر “الزاب الصغير” مؤخرا، باستفتاء الاستقلال المقرر إجراؤه في الإقليم في 25 أيلول المقبل.
و نهر الزاب الصغير ينبع من شمال غربي إيران ويدخل الأراضي العراقية من محافظة السليمانية، واعلن الأحد الماضي، مسؤولون في الإقليم، عن قيام ايران بقطعه.
وأوضح مجيد، أن “قطع المياه بشكل مفاجئ أثّر بشكل سلبي على قرابة 80 ألف شخص يقيمون في قضاء قلعة دزة التابع للسليمانية” مضيفا أن “إيران تحاول إظهار تأثيرها على المنطقة من خلال استخدام المياه كأداة ضغط، ونرى ذلك على أنه عمل يستهدف استفتاء الاستقلال”.
وقال ان “سلطات الإقليم تواصلت مع الحكومة المركزية في بغداد، وطالبتها بالضغط على إيران بغية إنهائها قطع المياه”، مشيرا إلى أنه “لم يخرج أحد عن صمته حتى الآن”.
ولفت إلى أنهم سيزورون إيران عبر وفد، في حال واصلت قطعها المياه؛ لبحث المسألة مع مسؤوليها.
وذكر مجيد ان وزارته ابلغت الجانب الاتحادي بانه في حال قيام ايران بمنع اطلاق مترين مكعبين من المياه في نهر الزاب الصغير، فان الاقليم سيقوم بقطع متر مكعب واحد عن الجنوب العراقي.
تظاهرة واحتجاج
الى ذلك، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة كركوك، امس الاثنين، مطالبين الحكومة الاتحادية بالتدخل "عاجلا" لمعرفة الاسباب الحقيقة لقطع ايران مياه نهر الزاب الصغير لتأثيره على الحياة الاقصادية وكميات المياه المتدفقة لكركوك.
وطالب المتظاهرون حكومة الاقليم وحكومة كركوك المحلية بـ"ممارسة الضغط" على الحكومة الاتحادية لتقوم الاخيرة وعن طريق علاقاتها الوثيقة بمطالبة ايران بالتخلي عن تلك العملية وعدم التسبب في الحاق الضرر البيئي و الزراعي والاقتصادي بشعب كردستان. وكان النائب عن كتلة التغيير الكردستانية امين بكر، انتقد الثلاثاء ( 27 حزيران 2017)، "الصمت الحكومي" على قطع ايران مياه نهر الزاب الصغير عن العراق كليا، مشيرا الى ان ما تبقى من مياه من مخزون سد دوكان فقط، فيما حذر من جفاف النهر في الاراضي العراقية خلال ايام قليلة اذا لم تتدخل الحكومة وتضغط على ايران لاعادة المياه الى النهر.
وتقع منابع نهر الزاب الصغير في شمال غربي إيران ويمتد لمسافة 402 كم داخل العراق، يعتبر من أحد الروافد المهمة ل‍نهر دجلة، حيث يصب في نهر دجلة شمال مدينة بيجي بعد مروره بمنطقة التون كوبري.
كما انه أهم الموارد المائية في منطقة كركوك حيث تعتبر مياهه مصدرا مهما لمياه الشرب.