مدارات

كتلة الوركاء دعت إلى إبعاد مناطق سهل نينوى عن الخلافات بين بغداد وأربيل

طريق الشعب
انطلقت الحملة الدعائية لاستفتاء استقلال اقليم كردستان، وسط رفض الحكومة الاتحادية، وبعض الاحزاب الكردستانية، وتجاهل الدعوات الدولية لتأجيله، وحتى الآن لم تسجل 3 أحزاب كبيرة في الإقليم أسماءها في هذه الحملة.
ومن المقرر أن تستمر الحملة الدعائية التي انطلقت يوم الثلاثاء، حتى تاريخ 22 أيلول الجاري، أي قبل 3 ايام من موعد الاستفتاء.
بارزاني: لا تأجيل
ذكر رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، خلال مقابلة اجرتها معه قناة العربية، ان محاولات كثيرة اجريت من اجل ثني الكرد عن قرار اجراء الاستفتاء، رادا على الذين طالبوا بتأجيل الاستفتاء بالقول "ليعطونا البديل، لنعلم ما هو البديل؟"
وجوابا عن سؤال عن اهدافه قال البارزاني ان هدفه هو استقلال شعبه وعندما يتحقق هذا الهدف فان مهمته تنتهي.
وجاءت مقابلة بارزاني مع قناة العربية في اطار برنامج خاص بالقناة من المقرر ان يعرض اليوم الخميس.
ولم يتبق على موعد اجراء الاستفتاء لاستقلال اقليم كردستان سوى 20 يوما، حيث قررت احزاب سياسية كردستانية في اجتماع بحضور البارزاني في السابع من حزيران الماضي اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم في 25 من شهر ايلول الحالي.
أحزاب غير مشاركة
وأوضحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء، في الاقليم، أن الأطراف التي لم تسجل أسماءها لن يكون بمقدورها المشاركة في العملية الدعائية للاستفتاء، كما لن يكون من حقها مراقبة الاستفتاء.
وأفاد مسؤول تسجيل الأحزاب والأطراف السياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء بإقليم كردستان، جيار آزاد، في تصريح صحفي، أنهم "أصدروا عدداً من التعليمات بهدف عدم التسبب بإزعاج المواطنين خلال الحملة الدعائية للاستفتاء، وأن هذه الحملة يجب أن تسير وفق تلك التعليمات"، وأضاف آزاد أن "9 أحزاب سياسية سجلت أسماءها حتى الآن".
وبحسب المعلومات التي ذكرتها شبكة رووداو الإعلامية الكردية، فإن ثلاثة أحزاب هي الاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير، والجماعة الإسلامية في كردستان، لم تسجل أسماءها حتى الآن.
توجيه دعوات للمراقبة
بدوره، أكد عضو اللجنة العليا لاستفتاء كردستان، عبد الله ورتي، امس، في تصريح صحفي، أن اللجنة المشرفة على الاستفتاء وجهت الدعوات للمنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والدولي للمشاركة في متابعة سير عمليات الاستفتاء التي ستجري تحت إشراف المفوضية العليا للانتخابات في الإقليم.
وأشار ورتي إلى أن "منتسبي الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة سيدلون بأصواتهم قبل يوم من عملية الاقتراع من أجل فسح المجال لهم لتأمين مراكز الاقتراع في جميع مدن الإقليم، بما فيها مدينة كركوك".
معارضو الاستفتاء
وبشأن معارضة البعض للاستفتاء، أفاد بأن "تلك المعارضة لديها ملاحظات ومقترحات بشأن موضوع الاستفتاء وتوقيته، ولديهم وجهات نظر، وهذا أمر طبيعي، ولكنني أعتقد أن الجميع سيذهبون إلى مراكز التصويت يوم الاقتراع، وبالتأكيد سيكون هناك مؤيدون ورافضون، فهذا أساس العملية الديمقراطية".
وقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، الاثنين، أن 5 ملايين ونصف المليون شخص يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في استفتاء الاستقلال المقرر إجراؤه في الإقليم وكركوك ومناطق بمحافظة نينوى.
المناطق المتنازع عليها
وبحسب مصادر رسمية مطلعة في الإقليم فأنه سيُسمح لسكان المناطق المذكورة ضمن المادة 140 من الدستور بالتصويت في الاستفتاء.
وقال الناطق باسم المفوضية شيروان زرار، في مؤتمر صحفي عقده في أربيل، ان "المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة في نينوى سيجرى فيها الاستفتاء، وقد خاطبونا رسميا ونحن بدورنا أجبناهم".
وذكرت مصادر مطلعة، أن المناطق التي سيحق لمواطنيها المشاركة في الاستفتاء هي سنجار وبرطلة والحمدانية وخانقين وشيخان ومخمور وتلكيف ووانة وربيعة والعياضية وبعشيقة وألقوش وجلولاء وجبارة وطوز خرماتو وقره تبة وزمّار.
وأوضحت المصادر أنه سيتم وضع صناديق الاستفتاء في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة. أما المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش فسيُسمح لسكانها المقيمين في الاقليم أو النازحين من مناطق القتال إلى مخيمات ومدن الإقليم بالتصويت في مراكز نزوحهم.
كما قررت حكومة الإقليم أنه يحق للأكراد المقيمين في الخارج بالتصويت في الاستفتاء.
واتخذ مجلس محافظة كركوك قرار المشاركة في الاستفتاء وسط مقاطعة الكتلتين العربية و التركمانية. ووصفت تركيا قرار مجلس محافظة كركوك بأنه انتهاك خطير لدستور البلاد.
كركوك وديالى
قال مدير مكتب الانتخابات والاستفتاء في محافظة كركوك، امس، في تصريح صحفي، إن "مفوضية الانتخابات والاستفتاء انهت كافة التحضيرات اللوجستية لاجراء استفتاء اقليم كردستان حيث سيشارك فيه نحو 926 الف ناخب وناخبة من المحافظة"، مبيناً أن "المفوضية افتتحت 43 مركزا وفروع في الاقضية والنواحي وبمخيمات النازحين للمشاركة في الاستفتاء".
‬ وفي ديالى، اعلن مسؤول مكتب استفتاء استقلال إقليم كردستان، مسعود دارا، "شمول 225 الف شخص من سكان مناطق خانقين والسعدية وجلولاء وقره تبه ومندلي وجبارة باستفتاء استقلال كردستان عن العراق"، مشيرا الى "فتح 10 مراكز تسجيل في المناطق المشمولة في المحافظة".
إبعاد سهل نينوى
الى ذلك، قالت كتلة الوركاء الديمقراطية، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه "اننا في كتلة الوركاء الديمقراطية نقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها ونرى وفقا لذلك ان من حق الاقليم اتخاذ الاجراءات القانونية والدستورية بما فيها اجراء الاستفتاء للوقوف على رأي ابناء الاقليم، مع الاخذ بالاعتبار كافة الظروف المحيطة وتوقيت اجرائه بما في ذلك اهمية الحوار الجاد والبناء مع الحكومة الاتحادية قبل وبعد الاستفتاء ان تقرر المضي به".
واضافت "نظرا لعدم استقرار الاوضاع في سهل نينوى بعد، وعدم عودة النازحين والمهجرين اليه الى الان، فنرى عدم جاهزية سهل نينوى لإجراء الاستفتاء فيه، اضافة الى شموله بتنفيذ اجراءات المادة 140 من دستور العراق الاتحادي"، مؤكدة "مطالب شعبنا في ابعاد منطقة سهل نينوى من حالة الشد والجذب بين بغداد واربيل، وعن الصراعات الاقليمية والدولية، وكذلك المضي في تهيئة مستلزمات تفعيل قرار مجلس الوزراء الاتحادي لاستحداث محافظة في مناطق سهل نينوى وتمكين سكانها من ادارتها وصولا الى اقامة صيغة ادارة مستقبلية وفقا لإرادة بنات وابناء سهل نينوى عندما تتوفر ظروف ومستلزمات ذلك".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي اعتبر، في (13 حزيران 2017)، أن إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان "غير موفق"، وقد يعرقل حل المشاكل بين بغداد وأربيل.