مدارات

تحضيرات استثنائية للاحتفال بعيد الميلاد الـ 200 لكارل ماركس

رشيد غويلب
ستة اشهر تفصلنا عن الذكرى الـ 200 لميلاد واحد من ابرز الفلاسفة والاقتصاديين والمفكرين في العالم. وفي هذه المناسبة تجري تحضيرات استثنائية على قدم وساق في مسقط رأسه- مدينة ترير الألمانية. وتوضع هذه الايام الترتيبات الاساسية لذروة الاحتفالات في 5 ايار 2018 ، حيث ماركس ولد قبل قرنين من هذا التاريخ. وتؤشر التحضيرات إن الاهتمام ببرنامج مدينة ترير الاحتفالي، يتجاوز حدود المانيا الاتحادية ليصل إلى الصين.
فمن ناحية ستبدأ المرحلة النهائية لانجاز تمثال قدمته الصين هدية بهذه المناسبة. وستحل في بكين المسؤولة عن الأبنية في مدينة ترير ادرياس لودفيغ من الحزب الديمقراطي المسيحي، عندما يضع الفنان الصيني "وو ويشان" اللمسات الأخيرة على التمثال. وسيصبح التمثال الذي يبلغ ارتفاعه5,5 متر متاحاً للعامة في مدينة ترير في 18 ايار 2018 .
وبعد مناقشات مطولة في نيسان الفائت، أعطى مجلس مدينة ترير الضوء الأخضر للمضي قدما في نصب "تمثال ماركس العملاق" في ساحة سيمونشتفت وسط المدينة. وقال المتحدث باسم بلدية المدينة مايكل شميتز ان قاعدة التمثال يجب ان تبنى فى اوائل عام 2018 . وتجري في الوقت الحاضر الاختبارات في الموقع. ومن المقرر أيضا اقامة معرض كبير عن كارل ماركس، ولقد وافقت جميع المعارض والمتاحف تقريبا على المشاركة فيه. وقالت المتحدثة باسم المعرض الوطنى لولاية راينلاند- فالس، حيث تقع مدينة ترير، ان هناك ما يقرب من 400 قطعة من 12 دولة يمكن عرضها في موقعين في المدينة.
وفي ايام 5 -21 ايار يشترك متحف الولاية الرايني في مدينة ترير، ومتحف مؤسسة سيمون للمفكرين الثوريين في المدينة، في عرض تحت عنوان " كارل ماركس 1818- 1883 حياته واعماله". وسيهتم متحف الولاية بالتأثير السياسي لماركس ومؤلفاته، فيما يركز متحف المدينة على ماركس الانسان وحياته الشخصية، واشارت بلدية المدينة إلى أن العديد من المجاميع الزائرة من المانيا وخارجها التي ستصل الى المدينة.
وفي البيت الذي ولد فيه ماركس سيفتتح معرض دائم جديد، وسوف لا يقتصر اهتمام المعرض على ماركس الانسان، وانما يمتد إلى تأثيره التاريخي وأعماله. وستشغل المواد المعروضة أكثر من نصف مساحة المعرض البالغة 450 مترا مربعا. وكان محتوى المعرض السابق، في المكان نفسه، يمتد إلى عام 1989 . ويزور المعرض سنويا قرابة 40 الف زائر من مختلف بقاع الأرض.
إن تنظيم الرحلات الى المتحف من قبل بلدية المدينة "يعزز الاهتمام بشخصية كارل ماركس". وهناك طلبات كثيرة مقدمة من البلدان الأوربية والصين. ويقول نوبرت كاتلر مدير شركة ترير للسياحة والتسويق: "نحن نتوقع تصاعداً في عدد الطلبات العالمية لزيارة المتحف".
واعتمادا على المعلومات المتوفرة ستقام قرابة 150 فعالية بهذه المناسبة بينها مؤتمرات، وندوات، ومعارض فوتوغرافية وأخرى للبوستر، واعمال مسرحية، وافلام سينمائية، وحفلات موسيقية. ويشارك في تنظيم هذه الفعاليات 50 جهة من مختلف الأوساط الاجتماعية. وسيكون البرنامج متاحا على شبكة الانترنيت، اعتبارا من نهاية الشهر الجاري.
ومن الواضح إن المدينة تريد الاستفادة من المناسبة التاريخية. وقال فولفرام لايبه عمدة المدينة وهو من الحزب الديمقراطي الاجتماعي: "ليس هناك خلاف على إن ماركس هو احد اهم شخصيات المدينة.وان التعامل مع المفكر وإعماله من مختلف الاتجاهات مهم بالنسبة للمدينة وسيكون مادة للحديث في عموم المانيا والعالم".ويضيف عمدة المدينة"نأمل إن يزور ترير الكثير من الناس بمناسبة عيد ميلاد كارل ماركس، ونأمل إن يكرروا الزيارة".
وكانت رئيسة "حزب اليسار" الألماني في المدينة، كاترين فيرنر، قد اكدت في وقت سابق انه " ينبغي على ترير أن تهيئ احتفالا كبيرا لواحد من أبنائها ذائعي الشهرة. إن عمل ماركس، وخصوصا تحليله العميق للرأسمالية حرك الناس في جميع أنحاء العالم، وسيبقى يحركهم". وأضافت، إن التمثال والمكان المهم الذي سيحتله، سيكونان فرصة لوقفة نقدية ازاء ماركس، وأعماله، وتأثيره.