مدارات

فنزويلا .. الحزب الاشتراكي الحاكم يكتسح انتخابات مجالس البلديات

طريق الشعب
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، امس الإثنين، أن الحزب الاشتراكي الموحد الذي يتزعمه فاز "بأكثر من 300" من بلديات البلاد الـ335 في الانتخابات البلدية التي جرت، أول أمس الأحد، وقاطعها عدد من أحزاب المعارضة
وقال الرئيس الاشتراكي أمام حشد من انصاره في العاصمة كاراكاس في ختام النهار الانتخابي الطويل الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 47,32 في المائة، بحسب السلطات الانتخابية "لقد فزنا بأكثر من 300 بلدية في البلاد من أصل البلديات الـ335".
وأتى تصريح مادورو بعيد إعلان المجلس الوطني الانتخابي أن الحزب الاشتراكي الحاكم اكتسح 20 على الأقل من بلديات عواصم الولايات الـ23.
وقال المجلس إن هذه الأرقام تستند إلى نتائج فرز 97في المائة من صناديق الاقتراع.
وإضافة إلى الانتخابات البلدية، فقد فاز الشافيزيون (نسبة للرئيس الراحل هوغو شافيز الذي حكم البلاد منذ 1999 ولغاية وفاته في 2013) بمنصب حاكم ولاية زوليا.
وفي تشرين الأول الفائت شهدت فنزويلا انتخابات لمجالس الولايات وحكامها، وقد فاز في ولاية زوليا يومها مرشح المعارضة، لكن الأخير رفض أن يؤدي قسم اليمين أمام الجمعية التأسيسية، مما استدعى إعادة الانتخابات.
وكان مادورو قد أعلن في وقت سابق الأحد، أن أحزاب المعارض التي قاطعت الانتخابات البلدية سوف تخسر فرصة المشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة في العام المقبل.
وقال مادورو خلال مؤتمر صحافي إن "كل حزب لم يشارك اليوم ودعا إلى مقاطعة الانتخابات لن يتمكن من المشاركة في الانتخابات المقبلة"، مشددا على أن هذا واحد من "معايير الجمعية التأسيسية" ..
وشكّلت الانتخابات البلدية الاقتراع المهم الأخير قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2018 والتي يطمح مادورو للفوز فيها بولاية ثانية
وقررت أحزاب المعارضة الثلاثة بزعامة انريكي كابريليس وليوبولدو لوبيز، وهنري رامون الوب، عدم تقديم مرشحين للانتخابات البلدية، منددة بـ"غياب الضمانات، ومعربة عن تخوفها من أن يتكرر سيناريو انتخابات حكام الولايات التي جرت في تشرين الأول ، وحقق فيها معسكر اليسار فوزا كبيرا.
وبعد اعمال العنف والحرب الاقتصادية التي نفذها اليمين المعارض المدعوم من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وراح ضحيتها 125 مواطنا من كلا المعسكرين، والتي كانت نستهدف، اسقاط حكومة اليسار في فنزويلا من خلال توظيف الأزمة الاقتصادية الحادة، التي سببها، ضمن عوامل اخرى، تراجع اسعار النفط، استطاع الرئيس مادورا المدعوم من أغلبية قوى اليسار في البلاد، ومن أوساط جماهيرية فقيرة واسعة استفادت من مشاريع مكافحة الفقر طيلة عهد الرئيس الراحل شافيز، والسنوات التي تلته، استطاع الصمود بوجه اعنف هجمة تواجهها التجربة التقدمية في البلاد، واستطاع الانتقال إلى تحقيق نجاحات انتخابية غاية في الأهمية، تعد عوامل تعبئة وتحفيز لانصار التجربة وهم يتوجهون الى خوض انتخابات الرئاسة الحاسمة في عام 2018 .
وبعد سنتين على انتصارها في الانتخابات التشريعية والذي اتاح لها الفوز للمرة الاولى منذ 1999، بالأكثرية في البرلمان، يبدو تحالف اليمني المعارض ممزقا بين تيارين يدعو أحدهما إلى الحوار بينما يريد الآخر الاستمرار في لعبة توظيف العنف من خلال مليشيات مسلحة، وحرب اقتصادية وإعلامية لم تصل حتى الآن إلى هدفها المعروف. ويعكس تمزق المعارضة فقدانها لبرنامج بديل، واستنادها إلى عامل وحيد، كان وراء تجميعها، الا وهو اسقاط حكومة اليسار، في اطار الحملة الإمبريالية على انظمة اليسار في امريكا اللاتينية، والتي حققت نجاحات في البرازيل والارجنتين، ولكن يبدوا إن قطارها في فنزويلا دخل في طريق مسدود