مدارات

أحزاب اليمين الشعبوي المتطرف تدعو إلى "نهاية" الاتحاد الأوروبي

طريق الشعب
خلال مؤتمر في العاصمة التشيكية براغ، دعا لقاء لأحزاب اليمين الشعبوي المتطرف في اوربا إلى نهاية الاتحاد الأوروبي. ويضم تجمع "حركة أوروبا الأمم والحريات" الذي تأسس في عام 2015 : حزب الجبهة القومية الفرنسية، بزعامة مارين لوبان، وحزب الحرية النمساوي بزعامة هاينز- كريستيان شتراخه، وحزب رابطة الشمال الإيطالي، وحزب الحرية الهولندي، بزعامة خيرت فيلدرز.
وتمت دعوتهم إلى براغ من قبل وجه جديد في مسرح اليمين المتطرف في أوروبا وهو توميو أوكامورا، الذي حصل حزبه الحرية والديمقراطية المباشرة المناهض للمهاجرين، الذي تأسس في عام 2015، على 10,6 في المائة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر الفائت. وقال فيلدرز إن "بروكسل تشكل تهديدا وجوديا لدولنا". وأضاف أنه يأمل في أن "يبقي التشيكيون أبوابهم مغلقة تماما أمام الهجرة الجماعية".
وأطلقت المفوضية الأوروبية إجراءات لها علاقة بانتهاك القواعد ضد التشيك والمجر وبولندا في ايلول لرفضها استقبال المهاجرين من دول أخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بموجب خطة توزيع اللاجئين. ووصفت لوبان الاتحاد الأوروبي بأنه "منظمة كارثية". ورحبت في الوقت نفسه بتأكيد أن النمسا شكلت حكومة ائتلافية مع حزب شعبوي يميني. وفى الوقت نفسه، نظمت قوى اليسار احتجاجا سلميا أمام الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر. وهتفوا "العار"، وحملوا لافتات كُتب عليها "العدالة الاجتماعية بدلا من العنصرية والقومية وكراهية الأجانب".
حدث تاريخي
وكان قادة الأحزاب المتحالفة قد رحبوا السبت بما وصفوه بأنه "حدث تاريخي" في النمسا حيث يستعد زعيم حزب الحرية في النمسا هاينز كريستيان شتراخه لتسلم منصب نائب المستشار. وقال فيلدرز أمام الصحافيين "يجب الترحيب بأنه مرة أخرى في النمسا اليوم، أخذ حزب عضو في كتلتنا في البرلمان الأوروبي على محمل الجد الى حد انه نال فرصته في الانضمام إلى الحكومة". من جهتها رحبت مارين لوبن بـ"حدث تاريخي فعليا". وقالت "آخرون سيتبعون هذا النهج لأنه في عدد من الدول تنظم المعارضة للاتحاد الأوروبي". وأضافت "أعتقد أن الانتخابات الأوروبية يمكنها أن تحمل تغييرا فعليا للمعطيات السياسية في أوروبا وحتى إفساح المجال أمام هؤلاء المعارضين للاتحاد الأوروبي والمدافعين عن أوروبا الأمم والحريات أن يشكلوا غالبية في إطار برلمانات مستقبلية". ودخل حزب الحرية النمسوي اليميني بقوة إلى حكومة المحافظ سيباستيان كورتز بحصوله على ثلاث حقائب سيادية ووصل قادته إلى السلطة، حيث نال للمرة الأولى وزارتي الداخلية والخارجية.
ومن المشاركين أيضا في المؤتمر لورنزو فونتانا من رابطة الشمال الايطالية وغيورغ ماير من حزب حرية النمسا. ويذكر المنظمون بين المشاركين أيضا البلجيكي جيرولف انيمانز والبولندي ميشال ماروسيك وماركوس بريتسل من حزب البديل من أجل ألمانيا وجانيس اتكينسون التي كانت عضوا في حزب استقلال المملكة المتحدة (يوكيب).
صعود اليمين المتطرف
يعقد هذا المؤتمر بعد شهرين من حصول الحزب اليميني التشيكي المتطرف "الحرية والديمقراطية المباشرة" بقيادة رجل الأعمال توميو اوكامورا المولود في طوكيو، على عشرة بالمئة من أصوات الناخبين في اقتراع تشريعي بفضل خطابه الصارم ضد الاإسلام وضد الاتحاد الأوروبي في أجواء تشهد صعود الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا. وحصل الحزب التشيكي المدعوم من لوبن على 22 مقعدا في البرلمان التشيكي الذي يضم مئتي نائب. ولم تستقبل الجمهورية التشيكية التي تعارض بشدة النظام الأوروبي لحصص توزيع اللاجئين، سوى 12 مهاجرا على أرضها في إطار هذا البرنامج.
موقفان من الاتحاد الأوربي
ومن المعروف ان اليمين الشعبوي يعارض الاتحاد الأوربي انطلاقا من منهجية قومية عنصرية، تحصر معارضتها بحدود تمجيد الدولة القومية، في حين يدعم اليمين الشعبوي عمليا نهج الليبرالية الجديدة، وبالتالي لا يدعو هذا اليمين إلى بديل للنظام الرأسمالي. اما اغلب قوى اليسار والتقدم فتدعو إلى اعادة تأسيس الاتحاد الأوربي على اسس الديمقراطية الحقيقية، وقيم التحرر والمشاركة، واقامة العدالة الاجتماعية. ويعد اليوم صعود اليمين الشعبوي التحدي الأكبر الذي يواجه قوى اليسار في القارة العجوز.