مدارات

الشيوعي الفرنسي .. خطة جديدة لتنظيم مؤتمره الإستثنائي

رشيد غويلب
في اجتماع موسع عقد في 1 كانون الأول الجاري ، اقر المجلس الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي "خارطة الطريق" لعقد مؤتمر استثنائي وإعداده، وكان اجتماع موسع قد شارك فيه 900 من سكرتاريي منظمات المحلية قد صوت في 18 تشرين الثاني لصالح هذا التوجه، وسيعقد مؤتمر الحزب الاستثنائي في الفترة 24 - 26 تشرين الثاني 2018. وشارك في الاجتماع ايضا اعضاء الكتلة البرلمانية للحزب، وطيف واسع من الكادر المتقدم وترتبط المناقشات باعتماد اسلوب جديد في التحضير للمؤتمر ومجرياته.
وفي الوقت نفسه، اطلق المجلس الوطني للحزب حملة وطنية بعنوان "اوضاع للتقدم الاجتماعي العامة"، لمواجهة سياسة الرئيس ماكرون الذي يعتمد سياسة غير مسبوقة في سرعتها وقسوتها لتقليص المكتسبات الاجتماعية. وشدد النداء الذي اصدره الحزب على ضرورة "وضع مقترحات رائدة لمجتمع اكثر عدالة"، فلم تعد مواجهة هذه السياسات لوحدها كافية. وخصص الحزب فورا موقع "تقدم اجتماعي" على الانترنيت ، لجمع وتبادل المقترحات والنشاطات والمبادرات، وكراريس "التقدم الاجتماعي". وستنظم في عموم البلاد فعاليات، منتديات، وخمس ورش لمناقشة محاور تتعلق بالعمل والتوظيف، الصناعة، الخدمات العامة، بناء المساكن، واختفاء الأموال.
وفي الثالث من شباط يجرى تلخيص حصيلة النقاش، ويطرح للمهتمين في الراي العام ، وخصوصا النقابيين وناشطي الحركات الاجتماعية. وسيشكل ذلك "خطوة اولى" للاتفاق على سياسة بديلة تساعد على تعبئة وطنية من أجل التقدم الاجتماعي.
وأشار السكرتير الوطني بيير لوران في عرضه لهذا التوجه ، انه يعتمد على تقييم 13842 استبيان، ناتجه عن استطلاع تحريري لآراء اعضاء الحزب، مضيفا إن طريقة الاستبيان وطبيعة أسئلته قد واجهت أيضا انتقادات جزئية في الحزب. وستجري. التحضيرات الخاصة بعقد المؤتمر ستجري على مرحلتين:
المرحلة الأولى: تمتد من كانون الأول 2017 إلى ايار 2018 وستشهد مناقشات ديمقراطية مفتوحة لأعضاء الحزب، يتناولون فيها كل القضايا التي تدور في اذهانهم، دون محددات،على إن تتم في الاجتماعات الحزبية، وعن طريق الكتابة الفردية، و الجماعية، وكذلك عبر الانترنيت. وقال لوران إن هذه المرحلة سوف لن تكون مرحلة صياغة الإجابات، بل مرحلة تفعيل "الثروة الجماعية" من الآراء والأفكار والمقترحات. وستتخذ القرارات بشأنها في المؤتمر. وقد تم تحديد المحاور الرئيسة الأربعة: نضالات الشيوعيين الراهنة، المفهوم الاستراتيجي لتشكيل العلاقات، وتجميع القوى اللازمة، تحويل الحزب الشيوعي الفرنسي إلى الحزب الذي يحتاجه العصر الجديد، الذي يبحث فيه الشبيبة والنساء والرجال عن الثورة في القرن الحادي والعشرين، ويندفعون للتجمع فيه، واخيرا انتخابات البرلمان الأوربي 2019 .
ولكل موضوع من هذه المواضيع، سيتم انشاء ورشة عمل الكترونية، تخصص لها "لجنة متابعة" مفتوحة لجميع المساهمات من داخل الحزب وخارجه. على أن تقدم لجان المتابعة، حتى نهاية أيار تلخيصا للمساهمات والاقتراحات الواردة.
المرحلة الثانية: تبدأ في بداية حزيران 2018 . ويتم فيها تحويل المساهمات الناتجة عن المناقشات، إلى مقترح "القاعدة المشتركة"، ستجري مناقشاته في اجتماع آخر للمجلس الوطني في 2 – 4 حزيران. تطرح بعدها الوثيقة إلى المناقشة الحزبية العامة، على إن يجري بشأنها استفتاء حزبي عام في يومي 5 و6 تشرين الأول 2018 . وبعد التصويت سيتم طرح المحتوى الحاصل على الأكثرية لمناقشة تمتد 30 يوما، تبدأ في 15 تشرين ألأول. وسيكون القرار النهائي لمؤتمر الحزب في الفترة 24- 26 تشرين الثاني 2018 .
وفي الكلمة الرئيسة في الاجتماع أكد لوران، إن الكثير من اعضاء الحزب لا يرغبون في مناقشة نصوص جاهزة، ونصوص بديلة اخرى، وانما هناك رغبة واسعة في إن تأتي الوثائق نتيجة لجهد مشترك يخصص له الوقت الكافي. ولهذا فان المؤتمر سيكون استثنائيا ليس بسبب تقديم موعده فقط،بل يجب إن يكون استثنائيا في نقله الحزب إلى وضع يؤهله لمواجهة التحديات الراهنة. وعندما يصبح الجميع مطلعين بشكل مشترك على حجم المستجدات وطنيا وعالميا، وطبيعة الأسئلة التي تواجه الحزب الشيوعي، وقوى التغيير، والقدرة على مواجهة التحديات المطروحة بالجرأة والالتزام اللازمين.
واتخذ الاجتماع قرارات بشان القضايا والإحداث التي ستجري بالتوازي مع التحضير لمؤتمر الحزب ومنها: "الاصلاح الدستوري" الذي ينوي ماكرون تنفيذه في 5 آذار، "تطورات التكنولوجيا الرقمية" في 9 و10 اذار، النضال المتواصل ضد العنصرية، حملة الشيوعيين البيئية في أيار، دعم نشاط حركة السلام بمناسبة الذكرى المئوية لنهاية للحرب العالمية الأولى في 22 ايلول، مؤتمر الثقافة والفن في 29 – 30 ايلول فضلا عن حملة للمساواة، في الأراضي، بين البلديات ، والحملة من أجل حقوق المرأة ومكافحة العنف. وتقرر أيضا إجراء تحليل شامل لحالة المجتمع الفرنسي اليوم، بما في ذلك الصراع الطبقي الذي يجري فيه، فضلا عن نقاش حول "النماذج التنظيمية الجديدة"، بخصوص السياسة التعليمية والنشاط الجماهيري للحزب.