مدارات

الكوريتان .. حوار جديد بعد قطيعة

طريق الشعب
لأول مرة منذ عامين، تريد الكوريتان الحديث مع بعضهما البعض مرة أخرى، ودون وسيط. وكان الشمال قد رد بالفاكس يوم الجمعة الفائت على اقتراح وزير التوحيد في كوريا الجنوبية تشو ميونج جيون، معتبر ذلك دعوة الى اجراء حوار اليوم الثلاثاء في نقطة بانمونجوم الحدودية. وكما اشارت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، ان المحادثات ستتناول امكانية السماح لكوريا الشمالية بالمشاركة فى دورة الالعاب الاولمبية الشتوية فى بيونج تشانج في كوريا الجنوبية، وكذلك لتحسين العلاقات بين البلدين.
وكان رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، قد ضمن خطابه، بمناسبة العام الجديد لغة مرنة تحدثت عن المصالحة بين شطري كوريا، آملا مشاركة رياضيي كوريا الشمالية في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لذوي الاحتياجات الخاصة. لقد جاء الرد سريعا، وفعل لاول مرة، خط الهاتف المباشر وغير المستخدم، منذ عامين، بين العاصمتين. . وكان الرئيس الامريكى دونالد ترامب قد وافق الخميس الفائت على طلب الرئيس الكورى الجنوبي مون جاى بشأن تأجيل المناورات العسكرية المشتركة ، التي كان من المقرر اجراؤها قبل الاوليمبياد، إلى ما بعد انتهاء مسابقات دورة الالعاب الاوليمبية الشتوية ، التي سيستضيفها الجنوب في الفترة 9 - 18 اذار المقبل.
وجاء تأجيل المناورات العسكرية، والتي تشكل لحظة تصعيد في التوتر بين شطري البلاد، ليعزز نهج الرئيس الكوري الجنوبي مون، والذي يتبنى منذ توليه مهام منصبه، نهجا لتحسين العلاقة بين البلدين. وكان قد عارض منذ كانون الأول الفائت اجراء المناورات العسكرية قبل او خلال دورة الألعاب الأولمبية، معتبرا ذلك محاولة لإبداء حسن النية. ويأمل مون إن تؤدي مشاركة الشمال في الألعاب الأولمبية إلى تحسين العلاقة بين البلدين، مؤكدا انه سيعمل على التشاور الدائم مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال المفاوضات مع حكومة الشمال.
ووصف وزير الدفاع الامريكى جيمس ماتيس تأجيل المناورات بانه "خطوة عملية" وجزء من مرونة مطلوبة. وأعلن أن مناورات الربيع يجب أن تبدأ مباشرة بعد دورة الألعاب الاولمبية. وتعتبر كوريا الشمالية المناورات جزءا من الاستعداد لغزوها، وتقوم بالاحتجاج المنظم والمستمر ضدها.
وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قد اعلن الخميس الفائت ان الوضع الامني حول اليابان اكثر توترا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال المتحدث باسم الحكومة يوشيهيد سوغا الجمعة الفائتة ان اليابان اتفقت مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على مواصلة العمل معا من اجل "زيادة الضغط على كوريا الشمالية بكل الوسائل الممكنة" لوقف برنامجها الصاروخي والبرنامج النووي. كما سيتم تنسيق هذا الإجراء مع الصين وروسيا.
ورحب متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين بالمحادثات المقبلة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. لقد اضطلعت الصين باستمرار بدور بناء وعملت بلا كلل من أجل حل المشاكل في شبه الجزيرة الكورية. ويؤمل أن يقدم المجتمع الدولي الآن مزيدا من الدعم.
وكشفت التطورات الاخيرة إن الرئيس الكوري الشمالي يجيد التعامل الدبلوماسي، وبدا اكثر ذكاء من خصمه النوعي دونالد ترامب الذي عمل على عزل كوريا الشمالية، ووجه نقدا شديدا للصين بسبب تصدير النفط المزعوم لكوريا الشمالية. وفي الوقت الذي استمر فيه الرئيس الكوري الشمالي في خطابه المضاد للولايات المتحدة، مد نصف يده للرئيس الكوري الجنوبي، آملا بمساهمة مشتركة للكوريتين في الألعاب الأولمبية.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد اتهم حليفة الكبير ترامب، في الخريف الفائت، بالجهل الدبلوماسي. ويبدو إن على ترامب إن يكون اكثر حذرا لكي لا يبتعد عنه اهم حلفاء الولايات المتحدة الامريكية في القارة الاسيوية.