مدارات

شيلي: مرشحة تحالف اليسار تكتسح جولة الانتخابات الأولى / رشيد غويلب

حققت رئيسة الجمهورية السابقة، ومرشحة "تحالف "أكثرية جديدة" اليساري فوزا كاسحا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في شيلي الأحد الفائت، وحصلت ميشيل باشيليه على 47 في المئة من أصوات الناخبين، في حين حصلت أقوى منافسيها مرشحة اليمين المحافظ ايفلين ماتاي على 25 في المئة، بعد فرز غالبية الأصوات، وستذهب المتنافستان الرئيسيتان الى جولة انتخابات ثانية في 15 من الشهر المقبل.
ولأول مرة في تاريخ البلاد تتنافس سيدتان على كرسي الرئاسة في جولة الانتخابات الثانية.
وتوقع أنصار باشيليه فوزها بأكثر من 50 في المئة خلال الجولة الأولى، لما تتمتع به من شعبية كبيرة بين الناخبين، ودعم واسع من أطراف، تحالف "أكثرية جديدة"، الذي يضم الحزب الاشتراكي، الحزب الشيوعي، الحزب الديمقراطي المسيحي، وقوى عديدة أخرى من الوسط واليسار. وقالت باشيليه بعد إعلان النتائج: "لقد كنا قريبين جدا من هدفنا"، وستعود باشيليه ثانية بعد الجولة الثانية من الانتخابات، الى قصر الرئاسة، بعد ثلاث سنوات، لان الدستور النافذ حرمها من الترشيح لدورتين رئاسيتين متتاليتين، في ختام دورتها الرئاسية التي انتهت في عام 2010.
وجاء حصول مرشحة اليمين المحافظ على 25 في المئة مفاجئا، إذ لم تمنحها أفضل استطلاعات الرأي، التي سبقت الانتخابات، أكثر من 21 في المئة، لذا عبرت ماتاي عن فرحتها بوصولها الى جولة الانتخابات الثانية. شاكرة معسكرها المحافظ، الذي وقف موحدا خلفها ومكنها من دخول جولة السباق الثانية، واعتبر معلقون خسارة اليمين "خسارة مشرفة".
وسيؤدي فوز مرشحة اليسار في الجولة الثانية الى تغييرات سياسية عميقة بعد ثلاث سنوات من حكم الرئيس اليميني سابستيان بينيرا، الذي واجه حركة احتجاج فجرتها الحركة الطلابية للمطالبة باصلاح نظام التعليم الموروث من سنوات نظام بينوشيت الفاشي، ثم اتسعت الحركة الاحتجاجية، لتشارك فيها أوساط سياسية واجتماعية متعددة، طالبت بالخروج من سياسة الليبرالية الجديدة، وتبني حركة إصلاح جذرية تضع تحقيق شكل من العدالة الاجتماعية في مقدمة أولوياتها. وقد وعدت مرشحة اليسار في حال فوزها باجراء تعديل دستوري، يتيح بناء نظام ضريبي، ونظام تعليم جديدين.
وستتحدد إمكانية الحكومة الجديدة على المناورة، في ضوء الانتخابات البرلمانية، التي جرت في نفس اليوم، وشارك فيها 56 في المئة من مجموع الناخبين البالغ 13,5 مليون، اللذين انتخبوا أعضاء مجلس النواب، وقسم من أعضاء مجلس الشيوخ، وحسب النتائج الأولية، احتلت المركز الثالث فيها قائمة المرشح المستقل فرانكو باريسي، التي حصلت على 12 في المئة من الأصوات تقريبا.
لقد ساهم الحزب الشيوعي بنشاط في "تحالف الأكثرية"، ودعا قبل الانتخابات الى دعم باشيليه، على الرغم من وجود مرشحين يساريين آخرين، وقد ركز الحزب على دعم المرشح اليساري الأوفر حظا، لإزاحة اليمين من سدة الحكم. وترك الحزب الباب مفتوحا، بشأن المشاركة في الحكومة الجديدة، انطلاقا من تأكيد الحزب على تفاصيل البرنامج، الذي ستعمل الحكومة بموجبه، وليس على دور الأفراد فيها. فأولويات الحزب تتضمن زيادة واردات الضرائب، للتمكن من تمويل نظام تعليم شامل، وبرنامج رعاية صحية يلبي احتياجات الإنسان الأساسية، فضلا عن التأكيد على تحقيق التعديلات الدستورية، التي تتيح إلغاء النظام الانتخابي المزدوج الموروث من سنوات حكم الدكتاتورية، والذي يحرم الأحزاب الصغيرة من المشاركة في السلطة التشريعية.

من هي مشيل باشليه؟

ميشيل البالغة من العمر 62 عاما، طبيبة أطفال وأم لثلاثة أبناء، وهي ابنة ألبرتو باشليه قائد سلاح الجو الشيلي في عهد حكومة الوحدة الشعبية اليسارية بقيادة سلفادور الليندي، وتتمتع باشليه بسمعة طيبة ومصداقية كبيرة بسبب الاضطهاد القاسي الذي تعرضت له عائلتها بعد الانقلاب الفاشي، الذي أطاح بحكومة تحالف اليسار المنتخبة، في الحادي عشر من أيلول 1973. وتعتبر باشليه الشخصية السياسية الأكثر شعبية في شيلي.