مدارات

الطبيب الشيوعي الجوال قدوة لرفاقنا ومنظماتنا / محمد جاسم اللبان*

منذ ان انبثق الحزب الشيوعي العراقي عام 1934، كانت المبادرات المختلفة لصيقة بنشاط الشيوعيين وبطريقة تفكيرهم، بصرف النظر عن طبيعة العمل الذي يتصدون له، سياسيا كان ام اقتصاديا، اجتماعيا ام ثقافيا، لانهم يسترشدون بفكر تنويري خلاق، يساعد المناضل الشيوعي على رؤية الواقع الملموس بدقة وتفحص دقيقين، ومن زوايا مختلفة، تؤمن له الألمام بالمشهد كله، ومن خلال ذلك يسطر اولوياته في دفتر النضال، ليأتي على الأهم فالمهم من المشاكل والصعوبات والظواهر المختلفة، مكرسا كل طاقاته وجهوده لحلها، ووضع المعالجات لها، او لتطويرها، ان كانت تمتلك بعض السمات الايجابية.
ان اكثر المشاكل التي تؤرق الشيوعيين، وتثير حفيظتهم وتدفع بهم الى اعمال الذهن لايجاد الحلول المطلوبة، والقابلة للتطبيق، هي المشاكل والصعوبات التي تواجهها الجماهير الشعبية في حياتها اليومية، دون نسيان الافق المستقبلي لنضالها، وتحقيق ما تصبو اليه في العيش الرغيد والحرية والكرامة الانسانية. ولذلك يرون في العمل الجماهيري والنشاط المطلبي للجماهير الغفيرة، طريقا مجربا لانتزاع حقوق الناس وتأمين مصالحهم وطموحاتهم، فتراهم يبتكرون الأساليب والوسائل الجديدة، القادرة على اجتذاب ابناء شعبنا العراقي الى ساحة النضال، وتوفير الخدمات لهم قدر استطاعتهم، سيما اذا كانت السلطات المعنية مقصرة في هذا المجال والمجالات الاخرى، وجل همها سرقة المال العام، والصراعات العبثية فيما بينها، كما هو حال مؤسسات دولتنا العراقية الرشيدة..
من المبادرات الرائعة التي قام بها الشيوعيون العراقيون بعد سقوط النظام الدكتاتوري المجرم، فعالية الطبيب الجوال من قبل رفيق يعتز به الجميع، هو الدكتور مزاحم صاحب الفكرة ومنفذها مع عدد من مساعديه الرائعين، وساهم فيها باندفاع كبير عدد من رفاقنا واصدقائنا الاطباء من ذوي المهن الصحية. وتتجسد اهمية هذه الفعالية الجماهيرية المتميزة، ليس في معالجة الكادحين والمحرومين من ابناء بغداد والمحافظات القريبة والبعيدة على اهميتها، وانما تكمن ايضا في دأب التفتيش عن الاماكن والمناطق المنسية من عاصمتنا بغداد، ليقيموا في كل منها كرنفالا للبهجة والفرح والاعتزاز الكبير بجهود الشيوعيين، الذين لا يتخلون عن شعبهم حتى في اصعب الظروف والاوقات.
لقد انجز العزيز د. مزاحم ورفاقه البواسل خلال الفترة المنصرمة ما يقارب المائة وستين فعالية للطبيب الجوال في مختلف مناطق بغداد الاكثر فقرا، وبعض المناطق القريبة والبعيدة عنها مثل (ديالى/ النعمانية/ بعشيقة وبحزاني/ تللسقف/ القوش) متحملين مخاطر كبيرة، ومضايقات من المتخلفين والشعوبيين، بل من الاجهزة الرسمية ايضا، دون ان يثنيهم ذلك عن الاستمرار في اداء واجبهم النبيل والمشرف، خدمة للكادحين من ابناء شعبنا المبتلى بسرطان المحاصصة الطائفية والاثنية، وبمن جاءت بهم الصدفة المحضة الى كراسي الحكم، مدركين في ذات الوقت حجم مسؤوليتهم في رفع وعي المواطنين وبتعبيرهم بكيفية انتزاع حقوقهم، وتأمين مصالحهم، من خلال خوض الحوارات والنقاشات السياسية معهم، بلغة بسيطة وبسلاسة المحب، وتوزيع "طريق الشعب" وبيانات الحزب المتوفرة عليهم.
في هذه المناسبة السعيدة، نتوجه بالثناء الحار والتثمين الكبير للرفيق د. مزاحم وللرفيقات والرفاق والاصدقاء الذين شكلوا معه فرقة رائعة رفعت راية الحزب، وعززت مكانته الجماهيرية في مناطق عديدة كما نثمن فعاليات العيادة الطبية الشيوعية في الشطرة وكربلاء التي نهض بها رفاق الحزب واصدقاؤه هناك.
وشكرا جزيلا لكل من ساهم في هذا العمل الانساني النبيل، وعسى ان يكون مثالا وقدوة لمنظماتنا الحزبية ورفاقنا في مختلف المحافظات والمدن العراقية.
ـــــــــــــــــــــ
* عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وقد القى الكلمة باسم اللجنة المركزية في احتفال السبت الماضي بالذكرى العاشرة لانطلاق العيادة الطبية الشيوعية في بغداد.