مدارات

الحزب الشيوعي الشيلي: الانتخابات عززت مواقعنا ونسعى لدور أكبر في الحياة السياسية / رشيد غويلب

استنتج الحزب الشيوعي الشيلي ان حصيلة عمله في عام 2013 كانت ايجابية ومشجعة. جاء ذلك خلال حفل عشاء تقليدي تنظمه منظمة الحزب في العاصمة الشيلية سانتياغو بمناسبة العام الجديد، وقد أقيم حفل الاستقبال لهذا العام على شرف ميشيل باشليه رئيسة الجمهورية الجديدة، ومرشحة تحالف "أكثرية جديدة"، الذي يساهم فيه الحزب بفعالية، وبحضور 85 شخصية سياسية وثقافية هامة ي البلاد.

وشدد غييرمو تيليي رئيس الحزب الشيوعي الشيلي، وعضو البرلمان الشيلي، على ان عام 2013 لم يشهد فقط هزيمة اليمين في انتخابات الرئاسة التي جرت على مرحلتين في 17 تشرين الثاني و15 كانون الأول على التوالي، وإنما كان عام تلقى فيه المحافظون والليبراليون الجدد هزيمة واسعة.
لقد اشر مسار الأحداث ان المواطنين يريدون تغييرا حقيقيا في البلاد، ولم يكن ممكنا الاستمرار بما هو قائم، وبهذا الخصوص يقول رئيس الحزب: "اعتقد أننا اتبعنا خلال الحملة الانتخابية إستراتيجية ناجحة في مواجهة اليمين، وسوف نستمر بالسير الحثيث على هذا الطريق". وبشأن مشاركة حزبه في حكومة الرئيسة باشليه أوضح الزعيم الشيوعي أن الأمر لم يحسم بعد من قبل الحزب، وليست هناك أسماء محددة. وينتظر الحزب قرار الرئيسة المنتخبة بعد عودتها من عطلة السنة الجديدة، ولكنه يضيف "ولكن لدينا ثقة كاملة ستكون هناك محادثات بهذا الشأن".
ويمكن ان يتمثل النجاح القادم في الحفاظ على وحدة الحزب، وتحقيق البرنامج الانتخابي للتحالف. وأشار تيليي الى مضاعفة مقاعد الحزب في البرلمان الشيلي من 3 الى 6 مقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وما يوفره هذا النجاح من إمكانية اكبر للمشاركة والتأثير: "لكوننا نمتلك الآن كتلة برلمانية، فان لدينا حقا بالمشاركة في رئاسة البرلمان، وفي اللجان البرلمانية على تنوعها: لجنة إعداد الميزانية العامة، لجنة الدستور، العمل، التعليم، الصحة، الإسكان، والعلاقات الخارجية، بل وحتى رئاسة بعضها، والحوار مستمر بشأن هذه القضايا، و?م يتم التوصل الى اتفاق لحد الآن". أما العضوة المنتخبة لأول مرة في البرلمان وسكرتيرة اتحاد الشبيبة الشيوعية كارول كاريولا فقد أكدت: " يجب أن نقف بأقدام ثابتة في الشارع، ولكن أيضا يجب أن نكون مهيئين جيدا للمساهمة في قصر الرئاسة وتحت قبة البرلمان". ولضمان تقدم شيلي الى الأمام يجب أن تكون المستويات الثلاث فاعلة: الرئاسة، البرلمان، والتعبئة الاجتماعية. ان البلاد تطالب بصوت عال جدا بالتغيير، "ومن الأفضل أن يتحقق اليوم قبل الغد".
ويعود النجاح الذي حققه الحزب الشيوعي الشيلي، على الرغم من حملات الإبادة التي تعرض لها، الى إصراره على تبني احتياجات المواطنين الأساسية، والى مشاركته الدؤوبة والفاعلة في الحركة الاحتجاجية التي اجتاحت البلاد خلال السنوات الثلاثة الماضية، والتي تصدرتها الحركة الطلابية والشبابية، وحولتها الى حركة واسعة وشاملة مطالبة بازاحة ما تبقى من ارث دكتاتورية بينوشيت الفاشية، وهو كثير يبتدئ بالدستور الذي ما يزال نافذا، وبالقوانين التي ما تزال تكبل قطاعات أساسية في حياة الناس، ومنها النظام التعليمي، الذي شكلت المطالبة بتغ?يره شرارة انطلاق الحركة الاحتجاجية. يذكر ان الرئيسة المنتخبة وعدت باقرار دستور جديد للبلاد، والقيام باصلاح شامل، ولكنها تحتاج لتنفيذ وعدها الأول الى أكثرية الثلثين في البرلمان، وهو ما سيكون ساحة لصراع فكري وسياسي داخل البرلمان وخارجه.