مدارات

النمسا.. الشيوعي يخوض انتخابات البرلمان الأوروبي بقائمة مشتركة / رشيد غويلب

شهدت العاصمة النمساوية فينا، الأحد الفائت، الإعلان عن تحالف تقدمي انتخابي لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي، التي ستجري في الخامس والعشرين من أيار المقبل.. ويضم التحالف الوليد الحزب الشيوعي في النمسا، حزب القراصنة، حزب "التغيير"، وشخصيات يسارية وتقدمية مستقلة.
جاء ذلك في تصريح لوسائل الإعلام أدلى به فياض ملا من "التغيير"، وأضاف أن حزبه صوت بالغالبية العظمى لصالح الدخول في التحالف. وشدد ممثلون عن الحزب الشيوعي وحزب القراصنة على ان العمل المشترك لم تفرضه الحاجة، وإنما جاء على أرضية أهداف ومطالب مشتركة أهمها إزالة النواقص التي تعاني منها الديمقراطية على الصعيد الاوروبي، تعزيز دور البرلمان الاوروبي، امكانيات اكبر لمشاركة المواطنين في الحياة السياسية، تقوية حماية المعلومات، تحقيق عدالة أكثر في التوزيع، بالإضافة إلى "اقتصاد مستدام"، وسياسة سلمية نشطة.
ويذكر أن الأحزاب الثلاثة خاضت الانتخابات العامة في النمسا بقوائم منفردة. وان حزبي القراصنة و"التغيير" ساهما تلبية لدعوة من الحزب الشيوعي في النمسا بأعمال المؤتمر الرابع لحزب اليسار الاوروبي، الذي استضافته مؤخرا العاصمة الاسبانية مدريد. وستوقع الأحزاب الثلاثة خلال الأسبوع الحالي اتفاقية التعاون. وسينظم في الأول من آذار المقبل مؤتمر تأسيسي، يعلن فيه عن قيام التحالف، وتسمية مرشحيه.
وفي تصريح مشترك للمتحدثين باسم التحالف الانتخابي تم التأكيد على: "ان القاعدة التي يستند اليها تحالفنا هو المطالبة باوروبا الناس، بدلا من قارة للشركات والبيروقراطيين، والمصالح القومية، وهذه ليست رغبة أحزابنا فقط، بل يشترك معنا فيها أناس كثيرون. وقوة نهجنا تكمن في تنوع واتساع قراءتنا للواقع، وزوايا تناوله. وبهذا نستطيع، من خلال عملنا المشترك تطوير الديمقراطية، التي نطالب يتعزيزها".
من جانبه قال المتحدث الاتحادي باسم الحزب الشيوعي للشؤون السياسة "مكرو ميسنر": "ان هذا التحالف الانتخابي يمثل فرصة كبيرة لتحريك الأوضاع في النمسا، ويوفر للعديد والعديد من الساخطين اجتماعيا وبيئيا، و من واقع حقوق الإنسان و الواقع الثقافي، فرصة لتحويل همومهم الى فعل سياسي. والتحالف الانتخابي ليس اندماجا بين الأحزاب المشاركة فيه، وإنما شبكة تقدمية لنقاد النظام السائد في اوروبا، مع توجه اجتماعي واضح، وهو مفتوح بشكل صريح لغير الحزبيين".
ويشير كرستوفر كلاي عضو المجلس التنفيذي الاتحادي لحزب القراصنة الى: "نتساءل سوية عن السياسة التي تقدمها الأحزاب السائدة، باعتبارها سياسة لا بديل لها مثل: الهيكلية غير الديمقراطية للاتحاد الاوروبي، والبعيدة عن المواطنين، إنقاذ البنوك وسياسات التقشف، التي يسدد بموجبها المجتمع فاتورة المضاربات المالية، أو التآكل المستمر لحقوق الإنسان، من خلال المراقبة غير المبررة، والتعامل السيئ مع البيانات الشخصية".
ويضيف فياض ملا: "من خلال إعطاء الأولويات للمشتركات، ومن دون التقليل من الفوارق الموجودة، نفتح طرقا جديدة، ونخلق مساحات للتفكير الجديد، وللعمل التحرري، وسوية نملك قوة الدخول الى البرلمان الاوروبي، وعندها نستطيع أن نثبت هناك ان سياسة مختلفة وان أوروبا أخرى ممكنة".
وشدد المتحدثون الثلاثة: "نحن نعمل من اجل اوروبا اجتماعية، اوروبا الديمقراطية، واوروبا السلام، التي تضع مصالح نسبة الـ 99 في المئة في مركز الاهتمام. اوروبا التي لا تسطر فيها حقوق الإنسان على الورق فقط، بل نجدها في كل مكان في العالم الواقعي، والعالم الافتراضي".
وقد حصلت الأحزاب لثلاثة على 90 ألف صوت في الانتخابات الأخيرة، وعلى هذا الأساس يمكن للتحالف الانتخابي، وبالتعاون مع الكثيرين من المستقلين، ان يشكل بديلا سياسيا قويا في انتخابات البرلمان الاوروبي، مع تطلعات مشروعة لتحقيق نجاح سياسي.