المنبرالحر

هوس و اميبيا المحافظات و المطر/ د.محمود القبطان

كل يوم يمر على العراق وشعبه نرى أحداث يشيب منها الجنين جراء التخبط الذي يعصف بالدولة ومديريها, استحداث محافظات, قرار

بقضم ال4 دولارات عن المحافظات المنتجة للنفط والتراجع عنه.
مدن الزيارات المليونية تطوف على مياه الأمطار وعلى قلتها. ويبقى العراق في تخبط لا نظير له في العالم.
فجأة يستيقظ العراقي على صوت المفخخات بديل صوت الديكة وفي أول قراءة لعناوين الصحف ، يقرأ إنشاء محافظات من بعض الاقضية بمجرد أن قرر احدهم بذلك, مثل رئيس هيئة الحج والعمرة. هلهل الردادة لهذا القرار "المنصف" مع علمهم بأنه فاشل وسوف لن يقر قبل أن يمر عبر موافقة البرلمان المنتهية مدته عن قريب. والسؤال هو لماذا هذا الاستعجال بإعلان كهذا ومجلس الوزراء يعلم علم اليقين إن مشروعه سوف توصد الأبواب بوجهه؟ هل هي دعاية انتخابية؟،نعم و بامتياز. إذا ما الفائدة من تحريض الآخرين لمطالبتهم بإعلان أقضية أخرى لمستحقاتها بان تصبح محافظة خوفا من التهميش؟ هل العراق سائر بتطبيق خطة بايدن بتقسيم العراق عن طيبة خاطر ولا رجعة فيها؟ ايهما الأهم الآن هو القضاء على القوى الإرهابية المجرمة وتخليص المنطقة الغربية من جرائمهم والعودة الى حياة آمنة أم إعلان محافظات جديدة هنا وهناك. لقد طلبت الكوفة مؤخرا تحويلها من قضاء الى محافظة بعد أربعة أقضية أعلن عنها سوف تصبح محافظات وسوف لن تكون الأخيرة في هذا الأمر. والمحافظون اعترضوا على هذا. مجلس الوزراء ومستشاروه فتحوا باب جهنم عليهم وسوف لن يخرجوا منها سالمين لان الانتقادات الحادة في ذوي الشأن بدأت ساخنة وسوف تبقى تغلي كلما قربت الانتخابات لتنفجر بوجه من أقترح المشروع. يعتقد الخبراء أن توقيت هذا المشروع لم يأت من فراغ وجاء في وقت ليس ملائما على الإطلاق ولم تكن له أية مبررات لاسيما لم تكن التحضيرات لمثل هكذا خطوة مدروسة أبدا ولم تكن حاجة ملحة له في الوقت الحاضر. إنها" اميبيا" سياسية قابلة للانشطار .
ارتفعت الأصوات لمدة أسبوع حول قضم أربعة دولارات من أصل خمسة من المحافظات المنتجة للنفط تعويضا لما تتعرض لها جراء تلوث البيئة وغيرها من الأمور. وما أن تعالت الأصوات والتهديد والتنديد بقرار مجلس الوزراء حتى تراجع هذا المجلس الموقّر عن قراره باعتبار قرار ال5 دولارات هو قرار دستوري ولا يمكن التلاعب به. إذا ما الفائدة من افتعال الأزمات ؟اليوم محافظ ذي قار يبشر الجميع بإنشاء مؤسسة إنتاج النفط في ذي قار بعد أن كانت تابعة لنفط الجنوب. المحافظ نسي أن يقول إن الخمس دولارات التي سوف تأتي له سوف توظف لبناء مدينته التي شاهدها الشعب العراقي كيف غرفت بأقل كمية من المطر والناس يصعب عليهم التنقل من مكان الى آخر. هل يستطيع المحافظ أن يعد أبناء مدينته متى يتمكن من إنشاء شبكة مجاري حقيقية وتبليط شوارع مدينته وتوفير الخدمات مادامت الأموال سوف تنهمر عليهم من 5 دولارات البترول؟ أما الحديث عن البصرة أم النفط فقد كثر الحديث عنها ولكن ليس هناك من يسمع أو يقرأ فهي مدينة القرن السابع عشر وربما أتعس في الوقت الذي تستحق أن تكون واحدة من أجمل مدن العالم بخيراتها وثرواتها وشعبها.
أما مدينة الزوار المليونية فأنها ليست بأفضل حال, فقد ظهرت على الفضائيات وقد غرقت بعض مناطقها بسبب الأمطار. أين تذهب الأموال التي جاءت الى المدينة فقط خلال شهر محرم الحرام والعشرة التي تلته هل تبخرت ,هل سرقت, هل صرفت وأين؟ لكن الخدمات ما زالت شحيحة, لماذا؟ هل من مسؤول يراقب أو يحاسب؟
على الواعين والمخلصين أن لا يعطوا فرصة لأحد بتطبيق خطط بايدن الإجرامية في تقسيم العراق. يجب أن يبقى العراق واحدا ليس قابلا للتقسيم.