المنبرالحر

التمويه في الانتخابات / سلام حربه

اقتربت الانتخابات البرلمانية وكثرت معها تصريحات الكتل التي تحاول ان تستدرج الناخب الى شراكها وحبائلها، ان معظم الكتل السياسية لها مجساتها في الشارع تقرأ فيه المزاج العام وبوصلة الناخب الى أي كيان تتجه ولذا فانها تتلون كالحرباء لما يدور في عقل الناخب حتى لو كان هذا يتعارض مع برامجها السياسية وثوابتها الفكرية والفلسفية ..ان تمويه الناخب واللعب على مشاعره وتوجهاته الفكرية امر ليس بجديد، فمنذ اليوم الاول ما بعد التغيير عملت الكتل السياسية التي أمسكت السلطة الى الان على طرح برامج فضفاضة تستوعب كل الاطياف الفكرية، فالكل يدعي الدولة المدنية في العراق واقامة المؤسسات الدستورية وترسيخ دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، لكن ما ان تتجاوز الامتحان الانتخابي وتَسرق اصوات الناخبين حتى تظهر على حقيقتها وكل خطواتها تدل على ان الدولة المدنية امر يتعارض مع بنيتها العقائدية وان الديمقراطية التي تتعامل معها لم تكن الا وسيلة لاستلام الحكم وتبقى الغاية الاهم، اقامة الدولة الدينية وتعمل بكل ممكناتها على تقييد الحريات وملاحقة المظاهر الحضارية وتهديم كل مرتكزات الحداثة وخلق الازمات، وترجيح المنطق الخرافي على المنطق العلمي.
وهذا ما لمسه المواطن طيلة العشر سنين من التغيير الذي حصل في عام 2003 ..لقد فشل سياسيو الصدفة فشلا ذريعا في بناء دولة تحفظ كرامة المواطن وتنعم عليه بالخير والامان، الطائفية تجذرت والارهاب يحصد الارواح يوميا والفساد آفة تصيب كل مفاصل الدولة، وهناك تراجع في الخدمات والحريات وغياب ملامح الدولة والقانون ..كل هذه الامور جعلت المواطن يغسل يديه من هذه القوى التي لم ولن تقدم له حياة كريمة في يوم من الايام، ولذا فقد حزم امره في الانتخابات القادمة في 30 نيسان عام 2014 ان يمنح صوته للقوى المدنية والديمقراطية كي تكون ب?يلا حقيقيا عن القوى المتنفذة..لقد تبارى الطائفيون في اطلاق التصريحات الرنانة، وانهم هم من سيقيم الدولة المدنية وهم بريئون من الدولة الدينية وبدأوا بذر الرماد في العيون من اجل تضليل الناس وايقاعهم في الوهم والخديعة..الدولة المدنية لا تبنى بالتصريحات بل بالبرامج السياسية والاقتصادية والتي تستفيد من تجارب الشعوب في بناء بلدانها واختيار العناصر الوطنية والمهنية الكفوءة التي يعيش في ضمائرها وعقولها العراق ماضيا وحاضرا ومستقبلا ،لن تبني المدنية الاحزاب والقوى التي أمسكت البلد لعشر سنوات ولا تملك برنامجا سياسيا ولا رؤية واحدة لبناء دائرة صغيرة، فكيف يمكنها ادارة بلد متنوع كالعراق؟ انها لن تقدم في قوائمها، في كل الانتخابات، سوى العناصر الهزيلة التي وضعت مصالحها الشخصية والحزبية فوق مصلحة الوطن..انه العراقي الفطن الذي لن تنطلي عليه هذه اللعبة بعد اليوم..