المنبرالحر

" امام انظار المفوضية العليا للانتخابات !/ محمد عبد الرحمن

التزوير اشكال وانواع ، وفي ما له صلة بالانتخابات البرلمانية القادمة يبدو انه هو ايضا بدأ في وقت مبكر، كما الحملة الانتخابية. هذا على الاقل ما يتناقله المواطنون ، وما يحكيه الاقارب والاصدقاء ، بل ان البعض لم يتوان عن نشره. وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بنماذج من ذلك ، فضلا عن تصريحات نشطاء مدنيين ، منشورة في العديد من المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام الاخرى.
ففي احدى مدن بلدنا المبتلي بداعش واشباهها ، والطائفيين والفاسدين والمزورين ، هناك من بدأ يدور على البيوت حاملا ، في هذا الوقت بالذات ، «عباءة الزهراء» ليوزعها على سكنتها. والحق انها لو وزعت في غير هذا الوقت لما اثارت اية تساؤلات. فكيف وقد جاءت فوق ذلك ، وياللمفارقة، مصحوبة بطلب التوقيع على قسَم بان ينتخب المستلم القائمة الفلانية ، بل والمرشح الفلاني المطلوب تأشير اسمه في يوم الاقتراع .
ولا يقف الامر عند هذا الحد. فقد نُشرت ورقة مطبوعة منسوبة الى احدى الكتل المتنافسة في الانتخابات، تتضمن قسما بالله وتعهدا بانتخاب الكتلة إياها ، ومن يوقع عليها يتسلم نقدا خمسة وعشرين الف دينار! وقد دارت هذه الورقة على البيوت في مدن عدة ، وليس في مكان واحد .
وهناك من تعمق في دراسة احوال الناس ومعاناتهم، التي كانت لكتلته، وما زالت، اليد الطولى في استمرارها واشتدادها ، فتبين له ان البطالة تطحن الكثيرين من المواطنين، فطفق يجمع الفايلات من الشباب العاطل عن العمل ومعها شرط حضور " الصداميات الاربع " ومع وعود "على الحصاد " بالتعيين والتوظيف - على الاقل حماية مع السيد المرشح الذي سيصير نائبا! وطبعا لا يفوت فاعل الخير هذا ان يدس بيد الشاب المائة الف الجاهزة . فيا ترى كم من هذه المئات الاف سوف يدفع ؟ وكم خصصت هذه الكتل من الاموال لحملتها الانتخابية ؟ ثم السؤال الكبير: من اين لهؤلاء كل هذه الاموال التي تنفق بهذا الكرم الحاتمي ؟
ولعل الامر الآخر اللافت ، ان البعض قضى ما يقرب من اربع سنوات في موقع المسؤولية والقرار ، وتراه لم يفكر ان يلتقي مع الناس الا في هذه الايام! الآن تذكر ان هناك جمهورا قد انتخبه واجلسه على " كرسي السلطة " ، فعاد اليه متوسلا ، حاملا بعض ما " حصده " في الفترة الماضية، لعله يغفر له نسيانه ، وتناسيه الوعود الت سبق وان اغدقها عليهم .
وهناك البعض الاخر من الناس ، وهو في موقع القرار ايضا ، حشر كل ما يريد ان يقوم به ، او ان ينجزه، في هذه الايام وهذه الايام فقط لا غير ، مستغلا موقعه الوظيفي ومسوقا ما يقوم به على انه جزء من هذا التكليف . والعراقيون " مفتحين باللبن " لذلك يتساءلون مثلا : هل في هذا الوقت بالذات ظهرت مشكلة السكن؟ ولماذا في هذا الوقت جرى تذكر الفقراء المساكين الذين لا سكن لهم ؟
ونضيف الى اعلاه ما بدأه البعض من حملة انتخابية مبكرة ، وباشكال مختلفة ومتعددة ، على مرأى ومسمع من بيده سلطة مراقبة ذلك، واتخاذ الاجراءات الواجبة لايقافها ومعاقبة من يقدم عليها .
هذا غيض من فيض ما يتناقله المواطنون ، وما يكتبونه وينشرونه ، نضعها ، باخلاص ، امام المفوضية العليا للانتخابات ، وبحكم مسؤوليتها. فهل ستقدم على اتخاذ اجراءات مبكرة قبل ان تنزلق الاوضاع الى تزوير اوسع، لا يبقى قيمة ولا مصداقية للانتخابات القادمة ؟
هذا تحذير مبكر نأمل ان نسمع له صدى !