المنبرالحر

التغيير مطلوب../ يوسف أبو الفوز

الاوضاع في محافظة الانبار لاتزال ملتهبة، مع استمرار التفجيرات والاغتيالات وأعمال التخريب في مناطق مختلفة من ارجاء الوطن . المعركة متواصلة ضد «داعش» وملحقاتها. ابناء العراق في ترقب دائم، فخلف كل هذا ثمة خارطة سياسية معقدة متشابكة دفعت صديقي الصدوق ابوسكينة الى الصراخ :»بويه حتى بان كي مون ، صاحب الامم المتحدة من زارنا طلع لازمته السخونة وقال يا العراقيين سالفتكم سالفة!» قالت زوجتي: والادارة الامريكية كل يوم تصريح شكل! سأل ابو جليل:»وانتم شتشوفون راح تنحل بالدبابات ؟» عندها تحول الحديث الى مسارات أكثر تفكرا. لم يكن احد بين الحاضرين يؤمن بأن الاوضاع في العراق يمكن ان تحل بالطرق العسكرية ، فالاعمال العسكرية ستؤجج مشاعر طائفية اكثر تشددا عند اطراف مختلفة. المعركة المشروعة ضد الارهاب تأخذ مسارات معقدة، ارتباطا بما يجري في سوريا، وارتباطا بتداخل القوى في مناطق الانبار. تحدثنا انا وسكينة عن معاناة المدنيين والنزوح الكبير للمواطنين من مناطق الاحداث. صاح ابو جليل:» بوية الناس تعبت لان صارت كر وفر». قال جليل وهو يلوح بكومة من الجرائد:»قرأت اكثر من تعليق لمراقبين بأن هناك من يريد استمرار الحال مثلما هي حتى الانتخابات البرلمانية القريبة ليؤجج المشاعر الطائفية ليستخدمها كورقة لاجل كسب مقاعد في البرلمان؟» وبرزت عدة اسئلة في آن واحد بذات المعنى. ابو جليل: قال: وبعدين؟ وزوجتي قالت: وما هو الحل؟ وسكينة قالت: ماذا تعتقدون؟ حاولت المساهمة، قلت : ان الاوضاع صارت تخيف الناس اكثر، من ان تفلت الامور وتكون خارج السيطرة، فهناك حالة تشرذم وتشظي في واقع القوى السياسية وهذا سيترك تأثيره على تطورات الاحداث، ولاجل تحقيق نتائج انتخابية ستلجأ قوى عديدة لتحالفات وبمناورات مفاجئة، يكون اساسها طائفي قبل كل شيء، وهذا يعني بقاء المحاصصة الطائفية، التي هي اساس كل مشاكل بلادنا . مد ابو سكينة ساقه واسند ظهره للخلف وقال: أها .. وصلنا الى ما أريد قوله لكم. لا خلاص من الذي نعيشه اذا لم تحصل تغييرات كبيرة يخلقها صندوق الانتخابات. وانتخاب الناس المخلصين، الاكفاء، النزيهين أحد الحلول.
لازم الناس تعرف، بدون الصوت العاقل والمسؤول والموضوعي والنزيه، راح نبقى مثل ما احنه!