المنبرالحر

يوم الشهيد الشيوعي / ريسان الخزعلي

* ومرت الذكرى في يوم 14/2/2014، وما يفصل هذا اليوم عن يوم 14/2/1949 كان خمسة وستين عاما. الا ان اليوم الاخير (سنة 1949) يوم يشعل الذاكرة ويفك مغاليقها لتصحو على غبار هذا اليوم الذي توقف فيه نبض قلوب ثلاثة من قادة الحزب الشيوعي العراقي المجيد، لانهم ما كانوا قتلة ولا سراقا ولا مختلسين ولا مزورين، وانما كانوا مناضلين وحملة فكر من اجل العراق وشعب العراق بكل طبقاته الكريمة. ارادوا ان يمنحوا الحياة معناها الحقيقي حريةً، ووجودا نقيا في (وطن حر وشعب سعيد). توقف نبض قلوبهم الطاهرة في هذا اليوم الضبابي، غير ان هذا النبض حل في اجساد اخرى، تتحدى وتواصل الفعل النضالي ذاته، حتى وان كانت الشهادة هي الاخرى قد تواصلت حينما يكون الوطن قد ابرق الاشارة والعلامة.
* عن هذا الحلول او الاحلال، لا بد لي ان استعير قول الشاعر (والت ويتمان) لانه الابرع في تصوير الحلول، ولان الشعر في هكذا استذكار هو الاقدر على رسم مشهد الشهادة، حيث الكلمات الجادة المدببة:
أجساد الشبان هذه،
هؤلاء الشهداء المعلقين من المشانق
هذه القلوب التي اخترقها الرصاص الكالح
والتي تبدو باردة، جامدة
انها لتحيا في امكنة اخرى، متدفقة الحيوية
انهم يحيون في شبان آخرين
ايها الملوك.
انهم يحيون في اشقاء مستعدين..
لان يتحدوكم ثانية..*
وبما اني في مناخ الشعر، لا بد لي ايضا ان استعير قول الشاعر سعدي يوسف، لان قوله هذا يختزل المعنى، وهو يصف هيبة النضال والشهادة، ويقترب من نبض القلوب التي حلت في اجساد اخرى، ولانه قول عراقي، عن العراق وفي العراق ومن العراق:
نحن من انبتتنا البراءة
نحن من انبتنا البراءة
نحن من لا نريد البراءة ماضية
لا نريد البراءة لاحقة
نحن ابناء ذاك المسيل المحاصر ما بين بحرين
ابناء من يحفرون الجدار الى الفجر
والغجر يصحون عند الجدار..*