المنبرالحر

عندما تفقد الدولة كرامتها! / ئاشتي

يسلبُ الصمتُ منك ضجيج الاشياء التي يحركها في روحك صمت الحياة، فتبدو لوحة التنافر في إيقاع متوازن وكأنك تعيد دوزنة الأوتار بطريقة اليكترونية تعفيك من التداخل بين درجات سلم روحك الإنساني. فما أصبح الضجيج نافعا ولا أمسى الصمت دواء في زمن تتعثر فيه خطى الحياة، رغم سيرها على طريق من بلور، رغم كل ادعاءات حكامنا حول إمكانيات المقدرة ومقدرة الإمكانيات. كل شيء يتبخر من حياة المواطن الغارق في بحر من القتل المجاني اليومي، وكأن الموت للعراقيين أصبح خبزا يوميا يخرج من تنور الارهاب المتصاعد اوار نيرانه في كل مكان من هذا الذي كان اسمه العراق!؟ لم يبق منه رسميا غير حكام يتبادلون الاتهامات في ما بينهم ولكن دون إدانة أو محاكمة، يكشفون زيف بعضهم بعضا علانية ولكنهم يتفقون سرا على استمرار هذا الزيف، وفي كل يوم تنقل الصحف للمواطن المغلوب على أمره تصريحا عن كشف قوائم المفسدين، أو يطلق أحدهم بالون دعاية من أجل أن يحقق كسبا شعبيا جديدا. ولا أحد منهم يفكر بكرامة الدولة (إن كانت هناك دولة)، لأن مصالحهم فوق مصالح الوطن والناس.
يسلبُ الصمت ُ منك ضجيج الاشياء التي يحركها في روحك صمت الحياة، فتمسك رأسك بين يديك وتصغي إلى هيجان أمواج بحر حزنك، لعلك تسترد في لحظة توهج عابر ذلك الأمل الذي أفنيت سنوات شبابك من أجله. ولكن كيف يتم لك ذلك وحكام وطنك تهزم دولتهم شراذم من داعش في سليمان بيك مثلا؟ كيف تغمض عين الحاكم ودولته تفقد كرامتها!؟ وكيف يتسنى للحكام جميعا في وطنك أن يتحدثوا عن حماية الوطن والمواطن وفي كل يوم تهز التفجيرات العاصمة بغداد؟ نتمنى على حكامنا أن ينتصروا لكرامة الدولة التي يقودونها (أن بقيت هناك من دولة)، فما عادت للدولة من ?رامة في ظل هذا القتل يا حكامنا.
يسلبُ الصمتُ منك الضجيج وأنت تشعر أن الشاعر الالماني هانز يوركن هايسه يتنبأ بحالة وطنك التي يعيشها الآن، عندما كتب يقول:
«بالأمس أطلقنا النار على قطيع الذئاب،
والآن هربت البرية للأبد.
مساحات أشجار التفاح تحوِّل العالم إلى بستان،
نتأمل,
فئران الحقل،
تحت المنزل،
تصنع عشاً،
نذير ٌ ببرية قاحلة جديدة».