المنبرالحر

ملايين .. ملايين / ابراهيم الخياط

المليون هو عدد طبيعي بستة أصفار، ويسمى المرء مليونيراً إذا ثروته فاقت المليون وحدة من العملة، وكانت العرب تلفظه ألف ألف. وللمليون قصة في كل بلد الا في العراق فله قصص ثلاث.
ففي روسيا، كان نيكولاي الثاني، والملقب بنيكولاي الدموي، زعيماً شرساً، وتسببت سياساته في مقتل 3 ملايين روسي. بينما قاد بلجيكا ابان الحقبة الكولونيالية ليوبولد الثاني، الذي استعبد وقتل ما يقرب من 15 مليون كونغولي، مرتكبا مذابح بشعة. وفي ألمانيا راح أكثر من مليون شخص ضحية آخر أباطرتها فيلهيلم الثاني.
وفي تركيا، قاد إسماعيل انور باشا الإمبراطورية العثمانية ابان حروب البلقان، ورغم هزائمه العسكرية آنذاك، قتل أكثر من مليون ونصف المليون أرمني، فضلا عن مليون مواطن آخر ينحدرون من أعراق أخرى.
وفي ألمانيا ـ أيضا ـ كان هتلر مسؤولا مسؤولية مباشرة عن مقتل أكثر من 17 مليون انسان في الحرب العالمية الثانية، التي ورط العالم أجمع فيها.
وفي اليابان، تولى الجنرال هيديكي توجو منصب رئيس الوزراء، كما صار وزيرا للجيش وللخارجية وللتعليم وللتجارة ولوزارتين أخريين. كما أقام علاقات مع النازيين على أمل أن يصعد إلى السلطة أسوة بهتلر، وشنّ حروباً على الجيران، وهو يتحمل المسؤولية المباشرة عن مقتل أكثر من خمسة ملايين شخص.
وفي باكستان، فرض الجنرال أغا يحيى خان، وهو ثالث رئيس للدولة، حكما عسكرياً، وقاد حرباً ضد بنغلاديش، وتسببت سياساته الجائرة في مقتل مليون شخص.
وفي نيجيريا، استولى يعقوبو غوون اواسط الستينات على السلطة بانقلاب عسكري، وكان ذلك في زمن اكتشاف النفط في دلتا النيجر. وقد نافسه المتمرد أوجوكو، ورغم أنهما وقعا اتفاقية، فقد نشبت الحرب وتسببت بمقتل أكثر من مليون مدني، راح أغلبهم ضحية الانتهاكات المروعة من جانب غوون.
اما أوغندا، فقد استغل رئيسها عيدي أمين سنوات حكمه الثمانية بأبشع ما يكون، حيث لقي أكثر من نصف مليون مواطن حتفهم جراء المذابح التي ارتكبها.
وفي السودان تقع على عاتق الرئيس عمر البشير مسؤولية ابادة نصف مليون إنسان في إقليم دارفور، الذي مزقته الحروب والمجاعات اللاانسانية.
أما في العراق، فكانت القصة الاولى مع صدام حسين، الذي ارتكب إبادات جماعية بحق المواطنين جميعا، وخاض حربين مدمرتين ضد إيران والكويت، وتسبب في مقتل أكثر من مليوني مواطن.
والقصة الثانية تحكيها مستشارة رئيس الجمهورية سلمى جبو حين تشير الى وجود مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم. فيما ممثلية الامم المتحدة تقول أن أكثر من مليون عراقي قتلوا نتيجة المذابح الإرهابية.
أما ثالثة الملايين في العراق وأشهرها، فهي «ملايين» الفنانة التي سألتها احدى المجلات:
ـ ما الذي لا يعرفه الجمهور عن حياتك الشخصية؟
ـ ما لا يعرفه عني الجمهور هو أني «بيتوتية»، وحياتي ليست ترفيهية، وأحبّ الطهي.
وما دامت «ملايين» تهز الوسط والطاوة، فمن حقنا أن نستغرب ونتعجب متسائلين: لماذا تجاهلوا دعوتها لمهرجان بغداد عاصمة ثقافة الاكلات الشعبية لعام 2013؟