المنبرالحر

مسابقات بلا طائل / قيس قاسم العجرش

سواء صرنا الى إقبال من الناخبين أم إكتفت الصناديق بمن سيحضر يوم الانتخابات، فالانتخابات ماضية وستنتج برلماناً وحكومة على شاكلة من انتخبها...نعم على شاكلة من سينتخب..فإذا شارك عدد قليل من الناس فهذا يعني أن السواد الأعظم لا يكترث وهو مقاطع نتيجة لـ»رأي» فيقول قوله عبر عدم المشاركة ...اما الأقلية التي قد تنتخب فسيكون البرلمان والحكومة صورة لها ومثلها قطعا، حزبية عقائدية تحاصصية ..لا ريب في هذا.
هذا الحد الأدنى من «حقائق الإنتخابات» لن تجازف الحكومة بأن لا يتحقق، لأنها مثل أي حكومة في العالم لديها هاجس حماية الشرعية وإن كان شكلاً وليس مضموناً. مع سعيها بمن فيها الى حجز أماكن VIP في الحكومة القادمة لا تقل إدراراً من أماكنهم الحالية.
الثابت لدينا اليوم والواضح إن العملية الديمقراطية»وليس السياسية» تسير بتعثر ويتغير اتجاهها يومياً وسط عشوائية لا تحسد عليها.
لو تعثرت السياسة فهذا لا يهم ولا يقلق على المدى الطويل، فللسياسة ألاعيبها وأحكامها،لكن أن تعطل الديمقراطية فعلى جهةٍ ما أن تقف وتقول رأيها في هوية هذه الديمقراطية المتعثرة، وهل بقيت تستحق ذات الإسم أم إن التغيير طال جوهرها؟.
لدينا لإثبات هذا الثابت في تغيّر الديمقراطية معطياتٌ كثيرة ليس أقلّها بقاء الحكومة لاربع سنوات بلا وزراء أمنيين وكأن الوزارة تكتمل بوجود رئيسها فقط وكأن الوزير منصبٌ لا غرض دستوري منه أو انه وضع عبثاً.
فوق ذلك،حزمة قوانين تتعارض مع الدستور مازالت عاملة وأهمها قانون العقوبات 111 لسنة 1969 الذي لم تتقدم الحكومة الى الآن بمشروع تعديله في وقت تشغل نفسها بقوانين تضيّف الحريات وتنال من جوهرها المحمي دستورياً.
ومع هذا فهناك من يقول إنها»سياسة»أو يحاول أن يقنع الناس بأن هذا هو الوجه الواقعي للسياسة.
الحكومة تصرف الأموال دون ان يعلم ممثلو الشعب كيف صُرفت، وهذا ما يسمى بالحسابات الختامية التي اشترط الدستور تقديمها لإقرار براءة ذمّة الحكومة من أموال السنة الماضية ..هذا ايضاً لم يحصل منذ اربع سنوات.
ومع هذا نريد أن نهرول معاً باتجاه الإنتخابات وهناك من استبق الهرولة بالبطانيات التي عادت لتظهر ...في جملة معناها:» إننا نخاطب نوعية محددة من الناس وهي التي نرغب بأن تتوجه الى صناديق الإقتراع..اما من يتساءلون أو من هم اصحاب العقل الذين لا يقبل أن يستغفلوا، فلا شأن لنا بهم..ويا حبذا لو قبعوا في بيوتهم يوم الانتخابات»..
أليس هذا لسان حال فصيح لهم، أم إننا متوهمون؟