المنبرالحر

ثمن صوتك الإنتخابي/ فلاح كنو البغدادي

تتسارع الأحداث و الخطوات وتتصاعد التصريحات بسبب أقتراب موعد الإنتخابات . حيث يسعى الجميع لجني أكبر عدد ممكن من الأصوات بسبب أهمية هذه الإنتخابات , حيث يعتبرها المراقبون نقطة التحول الأهم في العملية السياسية , فأما الهبوط الى الهاوية ونخسر كل شيء أو أنقاذ ما يمكن أنقاذه . ولأهميتها تتصاعد وتيرت الصرعات بين الكتل والأحزاب التي أحتكرت دائرة صنع القرار منذ 2003 , من اجل البقاء في الصدارة لكي لا تخسر مكاسبها وسلطتها , وتحاول جاهدة إقناع المواطن بمنحهم فرصة أخرى , وذلك عبر تقديم وجوه جديدة الى الساحة مع بقاء رئيس الكتلة وسلطته وكل أدواته دون تغير.
أن الصراع والتنافس في هذه الأنتخابات سوف يكون ذا ثلاث جبهات , وسوف تتوضح ملامحة وتتصاعد وتيرته كلما أقتربنا من موعد الإنتخابات ..... الصراع الاول بين حلفاء الطائفة الواحدة , والصراع الثاني بينهم وبين الخصماء من الطائفة الثانية , وأما الصراع الثالث فهو بين حملة مشروع المحاصصة الطائفية على إختلاف مسمياتهم وبين دعاة الدولة المدنية الذي يهدد عروشهم , والذي اصبح مطلب غالبية أبناء العراق. ونتيجة لهذا الصراعات بدأنا نلمس محاولات دعاة المحاصصة الطائفية للحفاظ على مكاسبهم عبر كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية , ومنها شراء الاصوات الذي تحدث عنها معتمد المرجعية الشيخ الكربلائي في خطبة الجمعة وكذلك بيان مكتب المرجع الكبير الشيخ النجفي . حيث يقدم البعض وفي هذه الفترة مكرمات الى أبناء العراق لتبيض صفحته أمام الناخب, واخر هذه الوسائل هي شراء بطاقة الناخب بثمن بخس جدا يتراوح ما بين 50 الف دينار– 100 الف دينار للبطاقة الواحدة . علما ان معدل صوت الناخب يساوي 10 ملايين دولار ........ !! نعم 10 ملايين دولار هو ثمن صوتك أيها الناخب , حيث بهذا المبلغ نستطيع بناء 10 مدارس أو مستشفى تخصصي بسعة 200 سرير.
قد يتساءل المواطن كيف حصلنا على هذا الرقم , عملية حسابية بسيطة ....... أن عدد المسموح لهم بالتصويت بحدود 22 مليون شخص , في أفضل الحالات سيكون معدل المشاركين في الإنتخابات بحدود 75% , اي بحدود 15 مليون ناخب , فاذا قسمنا ميزانية العراق لهذا العام والبالغة أكثر من 150 مليار دولار على 15 مليون ناخب سيكون الناتج 10 مليون لكل ناخب وهذا هو الثمن الحقيقي لصوتك أيها الناخب .
فلمن ستمنح صوتك أيها المواطن لتمكنه من التصرف بــ 10 مليون دولار؟ وهل تساءلت لماذا يقدم لك هذا المبلغ الزهيد لشراء صوتك ؟ هل ليسرق نصيبك من ميزانية بلدك ويكدسها في بنوك خارج الحدود ؟ لتحرم أنت ويتمتعون هم بخيرات العراق , وتبقى أنت وأسرتك وكل أبناء العراق ووقودا لصراعاتهم .
أم تسعى الى التغير وتمنح صوتك لمرشح لم يتلوث أسمه بالفساد المالي والأداري ولم تتلوث يداه بالدم العراقي ويبعد عنك وعن عراقك شبح الحروب وشلالات الدم , ليقدم لك الخدمات والتعليم والصحة ويوفر لك فرص العمل وكل مستلزمات العيش الكريم ؟ القراربيدك,حيث انت صاحب الصوت, ولكن تذكر معاناتك وتذكر ثمن صوتك الإنتخابي .