المنبرالحر

سمعة العراق وشعبه بين وزير النقل ولجنة الخدمات البرلمانية/ فرات المحسن

قالت لجنة الخدمات والأعمار البرلمانية : أنها تشعر بالغضب من تدخل نجل وزير النقل السيد هادي العامري ومنعه طائرة لبنانية من الهبوط في مطار بغداد، وذكرت اللجنة أن الحادثة تسيء للدولة والشعب العراقي، وكشفت عن فتح تحقيق بالموضوع، وإن ما حدث سوف يؤثر على محاولات جذب شركات الطيران المدني العالمية للعمل في العراق. من جانبه فأن السيد العامري وزير النقل العراقي ذهب إلى بيروت على رأس وفد كبير من وزارة النقل لاستجلاء حيثيات ما حدث معلنا بأن الطيار قد منع نجله من الصعود إلى الطائرة دون أن ينفي حادثة منع الطائرة من الهبوط في مطار بغداد وفق أيعاز من سلطات المطار بناء على رغبة نجل الوزير، وقد بين السيد الوزير بأن حضوره إلى بيروت كان لغرض فقأ الفقاعة وإزالة السحابة التي سببتها الحادثة وما أعقبها من تداعيات على مستوى الوطن سمعة وشعبا وإعلاما.

أذن لجنة الخدمات والأعمار البرلمانية تبدو من تصريحها حريصة كل الحرص على سمعة الدولة العراقية والشعب العراقي وتلك بادرة تسجل لها فالوطن وسمعته ينتظر مثل هذا الموقف الشجاع والنبيل. أيضا فأن السيد وزير النقل قطع زيارته لفرنسا ليأتي إلى بيروت حرصا منه على سمعة وزارته وسلطة الطيران منها وأيضا حرصا على سمعته الشخصية والعائلية ويتقدم ذلك سمعة الوطن العراقي حسب ما أعلن عنه سيادته.

السيد العامري وزير النقل ولجنة الخدمات والأعمار البرلمانية وخلال فترة عملهم في متابعة شؤون الخدمات بمجملها أن كانت في بغداد أو عموم العراق لم نجد في ما يفعلوه ما يبرهن على تمسكهم ودفاعهم عن سمعة العراق ودرء ما يسيء لشعبه، فمتابعة الخدمات تشي بالكثير من المساوئ التي جعلت المدن العراقية ومنها بغداد بمستوى مدن منكوبة بمبانيها وشوارعها وبشرها مما دفع السيد أمين العاصمة السيد عبعوب وبمهزلة ووقاحة تلفزيونية أن يفخر بمستوى مزابل بغداد وخرائبها ويفضلها على ما موجود من صروح حضارية في نيويورك أو أبو ظبي ؟؟ّّّ!!.وهذه المقارنة البائسة حق مشروع على المستوى الشخصي والمنحدر الاجتماعي للسيد أمين النكبات عبعوب وأمثاله ، وتلك هي العلة .

اختصارا للمضحك المبكي وللكثير من الأوجاع والنكبات التي من الممكن تشخيصها وتوصيفها، أريد التحدث عن سمعة العراق كدولة وشعب والتي يحرص السيد وزير النقل ولجنة الخدمات والأعمار النيابية على رفعها كواجهة لعملهم يفاخرون بها أمام الأعلام، وأذهب معهم نحو واجهة من أوجه العراق التي يحرصون على أن تكون واحدة من البوابات التي تثبت حرصهم على سمعة العراق وشعبه أمام العالم كما يدعون ويتبجحون.

أتساءل ومعي آلاف من الذين سافروا عبر مطار بغداد أو عادوا من خلاله عن سبب فقدان الرغبة لدى لجنة الخدمات والأعمار النيابية والسيد هادي العامري وزير النقل عن البحث في ما يسيء للعراق بالصميم وهو أمام أنظارهم ويمرون عليه ويشاهدوه في ذهابهم وإيابهم وعند سفراتهم الميمونة التي تتكرر سنويا بعشرات المرات ،وأسألهم عن سبب إهمالهم لوجه العراق وتركه بائسا عكرا مضجرا، ولم يجعلهم أو يستحوذ منظره التعس المنكوب ولو نظرة بسيطة منهم أو ساعة واحدة من وقتهم. ولم لم يكلف أحدهم نفسه ليذهب إلى مطار بغداد الدولي متنكر مع المسافرين العاديين وعبر الطريق غير الرسمي وليس من خلال الطريق المعبد الخاص بالضيوف والوفود الرسمية، ليرى بنفسه ما تعني الإساءة للعراق وشعبه وكيف تتم الإساءة للمواطن العراقي لا بل حتى الزائر الأجنبي ، وعندها سوف تفخر اللجنة والوزير بالكيفية التي تطبق فيها المعايير الفنية والمهنية والمعنى الحرفي المؤسساتي للبنى التحتية المتمثلة بوضع مطار بغداد الدولي من أول الطريق الرابط بينه وبين مدينة بغداد حتى نقطة عباس بن فرناس. وهناك في موقف عباس بن فرناس وعند ساحة السيارات المتربة صيفا والموحلة شتاءا،هناك حيث يشاهد صخام الوجه بأكمل وأدق صوره وتتجلى ثقافة الأرياف بكل حرفية ومهنية. في المرأب أو ما سمي بتوصيف ( سلابته ) كراج أو موقف للسيارات الجالبة للركاب، حيث يبتز أصحاب ما سمي بالكراج سواق التكسيات والسيارات الأخرى ويمنعوهم من دخول ساحة الوحل والحفر قبل دفع ألفي دينار ومن يمتنع عليه رمي الركاب وسط ( الجيحة ) أو كتل التراب والحفر.

أعتقد أن لجنة الخدمات والسيد الوزير الحريصون على سمعة العراق يعرفون جيدا ماذا تعني كلمة الجيحة أو الطسه والحفرة والأتربة والساحة الترابية الخالية من كل ملمح يدل على أنها مرأب وبوابة أولى من خلالها سوف ينتقل المسافر إلى خارج العراق أو يدخل إلى العاصمة المجيدة للعراق التي يعشقها السيد أمين النكبات عبعوب.

منذ البداية ووسط هذا الخراب المفجع يحيل سائق التكسي ابتزاز أصحاب الكراج إلى الراكب الذي يقوم مضطرا بدفع مبلغ الألفي دينار للوصول جوار الساحة المقدسة لسيارات بهبهان وليس داخلها، وعليه أن يدفع بعدها للعتال البنغلاديشي خمسة آلاف دينار كي ينقل له حاجياته أن كانت ثقيلة، ثم يضع نفسه في سيارات الدفع الرباعي المسماة بهبهان التي تنقل المسافر من منطقة عباس بن فرناس إلى مطار بغداد الدولي خلال عشر دقائق وبعشرة آلاف دينار بالتمام والكمال.

بعيدا عن الإطالة، لو تنكر أحد أعضاء لجنة الخدمات أو السيد الوزير بهيئة راكب عادي وقام بسفرة إلى مطار بغداد بواسطة سيارة تكسي، ولا أظن سوف يفعلها أحد منهم،لكون حضوره سيكون مكشوفا بسبب أسطول حمايته الذي يفضح الغاية من سفره، أن لم يكن هناك موظف في الوزارة أو أحد أعضاء لجنة الخدمات يتبرع لوجه الله تعالى وبنية شريفة ويخبر جميع المشرفين على الطريق والكراج وداخل المطار بنية الوزير أو واحد من لجنة الخدمات التخفي لمعرفة حقائق الأمور. ومع كل تلك الظنون السيئة أو الحسنة وأن تحقق طلبي وعمل الوزير وغيره بما أقترحه عليه فسوف يرى بأم عينه كيف أصبح عباس بن فرناس، فركاس ما ينكاس من الابتزاز وخراب البنى التحتية وتعاسة وطين وسيان ومهازل وحفر وطسات لاتشرف لجنة الخدمات النيابية ولا وزير النقل وقبل ذلك لاتشرف وطن أسمه العراق،وسوف يطلع بنفسه على تذمر الناس اليومي، ولو توجهوا للمسافرين بالسؤال عن أداء وعمل لجنة الخدمات البرلمانية أو وزارة النقل لوجدوا وجبة دسمة من شتائم لا تبقي ولا تذر وربما تصل إلى ما يحمد عقباه مثلما حدث لعبعوب في شارع المتنبي.

أذا كان وزير النقل ولجنة الخدمات النيابية حريصة على سمعة العراق وشعبه وأثارتهم حادثة الطيارة اللبنانية إلى هذا الحد من الوجع، فلم لا يستحق وجه العراق وكرامته التفاته منهم، أيمانية نسميها أم وظيفية أو أي تسمية أخرى ، تحفظ للعراق هيبته وقبل ذلك للعراقي مواطنيته وتشعره بأنه شخص له كرامة وعزة نفس وحقوق مصانة وتحسسه بأن ما تغير ليس فقط اختفاء دكتاتور أسمه صدام وحزبه وذهابهم إلى مزبلة التأريخ...