المنبرالحر

النفط.. وكل هذا العداء / محمد شريف أبو ميسم

أثبتت مجريات الأحداث وتداعيات التصريحات منذ أن أعلن العراق عن خططه المتعلقة بالصناعة النفطية ، ان ثمة شركات ودولاً لا تريد للعراق أن يأخذ مكانه الطبيعي في الصناعة النفطية العالمية .. اذ ان ثمة دولة نفطية استطاعت أن تكون من بين العشرين الكبار بفعل التراكم المالي جراء هيمنتها على السوق النفطية العالمية وليس بفعل نشاطها الاقتصادي في القطاعات الأخرى ، فأضحت كلمتها مؤثرة ومسموعة من قبل حكومات ودول بجانب كبريات الشركات العالمية ومراكز البحث النفطية، وهذه الدولة أضحت وعلى ما يبدو أشبه بلاعب كرة قدم مميز في فريق ما ( سلطت عليه الأضواء فتلألأ نجمه حتى صارت طلباته أوامر بوصفه الأبرز والأهم في الفريق، وحين دار الحديث عن لاعب واعد يمتلك ما يؤهله للتنافس أو ربما التفوق على ذلك المتصدر، عمد هذا الأخير لأساليب التحايل خوفا من زوال بريق التفوق وخسارة الصدارة ؟).. وبالتالي هل ستقول هذه الدولة للعراق وهو ينهض بصناعته النفطية، تفضل ليكون لك دور مشابه للدور الذي أتمتع به وكلمة مسموعة ككلمتي ، ورأي فاعل في الأحداث والمتغيرات في المنطقة والعالم كرأيي ؟
ان مرد التشكيك المتواصل في عدم قدرة العراق على تحقيق ما يعلن عنه عبر التقارير التي تصدر عن المراكز البحثية المعنية بشأن الطاقة في بعض الشركات العالمية يعود لمحاباة ومجاملة تلك الدولة النفطية بوصفها اللاعب المميز في السوق النفطية العالمية .. وهذه التقارير التي تتلاقفها وسائل الاعلام تصدر بهدف الترويج ووضع حد لأهمية الدور الواعد الذي ينتظر العراق في المنطقة والعالم .. فمرة تتحدث عن تخلف البنية التحتية في الصناعة النفطية العراقية ، وعندما يعلن العراق عن خططه المتعلقة بتطوير البنية التحتية ، تتحدث التقارير النفطية عن الانخفاضات المتوقعة في أسعار النفط اذا ما وصل العراق الى المعدلات الانتاجية التي أعلن عنها ( والتي قدرت بـ 12 مليون برميل يوميا عند حلول العام 2017) ما سيؤثر على العراق نفسه بحسب تلك التقارير ، وحين يتم الكشف عن احتمالات تصاعد الطلب العالمي على النفط خلال السنوات المقبلة، تبشر تلك الشركات والمراكز البحثية ومن خلفها اللاعب الرئيس آنف الذكر بالنفط والغاز الصخري الذي سيكون بديلا عن النفط والغاز الاحفوري. في وقت يلمح فيه المراقبون الى ان خنق الموانئ العراقية بميناء بوبيان الكويتي كان باقتراح وطلب من ذلك اللاعب بهدف التضييق على منافذ التصدير وتقييد حركة السفن والناقلات مستقبلا.. فكيف الحال الآن وخطة الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي أعلن عنها الاسبوع الماضي والتي تعد "خطوة مهمة لوضع البلاد في موقع قيادي في اسواق الطاقة الاقليمية والعالمية" على حد قول رئيس هيئة المستشارين .
ان المحزن حقا في هذا المسلسل الاعلامي الموجه أن يساهم الاعلام العراقي وبعض الصحف المحلية في بعض من حلقاته. قد يكون لبعض الملاحظات والتقديرات اساس، ولكن هذا شيء وان توضع العصا امام تطوير العراق صناعته وانتاجه النفطي شيء آخر مختلف.