المنبرالحر

موظف أسمه : صدام حسين! / يوسف أبو الفوز

يقترب العد التنازلي من يوم الانتخابات البرلمانية.الكثيرون يعولون على الانتخابات ان تأتي بالجديد، وان تجلب الى قبة البرلمان مرشحين بعيدين عن شبهات الفساد والعمل بروح المحاصصة البغيضة التي شلت عمل الدولة ومؤسسات المجتمع. وأثارت قرارات مفوضية الانتخابات استبعاد العديد من المرشحين تساؤلات من قبل سياسيين ومواطنين، حول ما اذا كان رفع دعوى قضائية دون انتظار الحكم القضائي فيها، يعتبر سببا كافيا. تعالت الاصوات محتجة عندما تم استبعاد بعض مرشحي التيار الديمقراطي المدني. كنت اقرأ لصديقي الصدوق، ابو سكينة، ما يدور من تكهنات حول احتمال استبعاد المزيد من مرشحي التيار الديمقراطي بالبحث لهم عن سبب ما يدعمه قانون لايزال ساريا من قوانين النظام الديكتاتوري البعثي المقبور.
حين وصل جليل وزوجته حكوا لنا، كيف أنهم التقوا صدفة «أبو علان»، الجيران السابق لابي سكينة، وحين سألوه هل رشح للانتخابات، قال لهم ان كثرة مشاغله تمنعه من القيام بأكثر من مهمة وقد ترك الامر لمن هو أجدر منه. يعرف الجميع ان «ابو علان» بعد سقوط الصنم واحتلال العراق، وشأن المتلونين وانتهازيي الفرص، نزع الزيتوني واطلق لحيته، وبمساعدة بصلتين حاميتين صار له «ختم التعبد»، وضع لنفسه لقبا عشائريا رنانا، وراح يزايد على الاخرين بوطنيته ونضاله، لكنه بحنكته الانتهازية يعرف انه سوف يجتث اذا طار عاليا، فبقي يطير على مقدار تمشية اموره وكسب رضا المسؤولين عنه والعارفين بتاريخه الاسود. قال ابو سكينة: (تعرفون ان أمثاله ملأوا الدنيا بالردح للعزيز «القائد الضرورة»، وكانوا ادوات طيعة تسيّر ماكنة دولته القمعية، وساهموا بانتاج نمط حياة وثقافة مشوهة مهدت لكل ما موجود حاليا، وصاروا الان يتصدرون ببراعة المشهد السياسي والثقافي، ولا يوجد اطول من اصابعهم القذرة لتعبث بمقدرات البلاد، وهذا «أبو علان» يعرف قدر نفسه، لكن غيره من امثاله تسلل لقوائم المرشحين وقد ينجح بواسطة التحالفات السياسية البغيضة في الحصول على التزكية المطلوبة للاشتراك في الانتخابات). قال أبو جليل: وحين تواجه أياً منهم بحقيقته يقول لك انه في زمن صدام كنت مجرد موظف في الدولة!
ضحك ابو سكينة، ومط رقبته وأغمض عينه اليسرى: تعرفون تبين حتى المجرم صدام حسين كان موظفا في الدولة، لكن بالقصر الجمهوري. فبكل صفاقة قال خلال محاكمته انه حين تم قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية، سمع بالخبر من الاذاعة، مسكين حاله حال أي موظف بالدولة !