المنبرالحر

أي شيء في العيد اهدي اليكم يا رفاقي الشيوعيين العراقيين / جان نصار*

يصادف الـ31 من اذار ذكرى مرور 80 عاما على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي .هي ذكرى عزيزة على قلوب كل الشيوعيين العرب وليست مقتصرة على رفاقنا العراقين فقط. هي ذكرى عزيزة على قلبي بشكل خاص رغم اني لست عراقي الجنسية لكني عراقي الهوى واعترف بتحيزي للحزب الشيوعي العراقي بشكل خاص دون الاحزاب الشيوعية الاخرى. لا اجد سببا واحدا لتعليقي وانتمائي روحيا ومعنويا وعاطفيا لهذا الحزب دون بقية الاحزاب الشيوعية الاخرى
البداية كانت منذ تاريخ ولادتي في 14 تموز ذكرى ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم وكنت حينما اسمع من المذياع تبجيلا بالثورة و بهذا التاريخ وانا طفل اعتقد ان العراقيين يحتفلون بيوم مولدي. انذاك شرح لي والدي عن الثورة وعن تعلق آمال الشيوعيين العرب اينما حلوا بالزعيم عبد الكريم قاسم وكان والدي من اشد المعجبين والمتحمسين لهذا الخالد فتعلقت انا ايضا به رغم اني لا اتذكرا كثيرا عن احداث طفولتي لكن عبدالكريم قاسم والعراق حفرا في ذاكرتي منذ الطفولة.
تعقيدات حياة والدي السياسية وانتمائه للشيوعية رافقتني وعايشتها منذ ان كان والدي في عصبة التحرر في فلسطين ومن ثم الحزب الشيوعي الاسرائيلي ومن بعدها انتماؤنا للحزب الشيوعي الاردني ومن ثم الفلسطيني انتهاء بي اليوم شيوعي مستقل انتمي للماركسية واليسار بكل جوارحي ولو كان هناك بعث جديد لحياتي مستقبلا رغم استحالة حدوث ذلك لاخترت ان اكون شيوعيا من جديد وافتخر.
في فترة الشباب كنت من اشد المعجبين بالمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي, فازداد تعلقي بالعراق وخصوصا بغداد رغم عدم زيارتي لهذه المدينة العريقة الا انني رسمت لها صورة في خيالي مازالت ماثلة امامي حتى هذه اللحظة.
كان الحزب الشيوعي العراقي هو البوصلة التي تحدد مسار الكثير من الاحزاب الشيوعية العربية اذ كان مثالا يحتذى به من عظمة قياداته وتضحياتها وعطائها اذ قدم كوكبة من الشهداء ابتداً من خالد الذكر الرفيق فهد ,يوسف سلمان يوسف و سلام عادل وجمال الحيدري واخرين كثيرين. وبقي مسلسل تقديم الشهداء بالاعدامات والملاحقات للشيوعيين العراقيين لعقود طويلة وقدم الشيوعيون العراقيون اكبر عدد من الشهداء مقارنة بكل الاحزاب الشيوعية العربية مع احترامي وتقديري لكل شهداء الاحزاب الشيوعية العربية وحتى الاجنبية.
قاوم الشيوعيون العراقيون الاستعمار البريطاني وكانوا من اشد المدافعين عن قضايا تحرر الشعوب وخصوصا القضية الفلسطينية. عانوا من الملاحقات والاغتيالات منذ نشأتهم وصمدوا ودافعوا عن مبادئهم .بطش واغتيالات وملاحقات الدكتاتور صدام حسين لربما كان الاسوء اذ اضطر الكثير من كوادر الحزب الى هجرة العراق والعيش في المنافي ورغم ذلك تعلقهم بالوطن كان دائما حاضرا.
تضحيات شهداء وطن حر وشعب سعيد كانت تقدم دون خوف او تراجع وذلك حبا بالاوطان ودفاعا عن العمال والفلاحين والمهمشين وحلم بوطن للجميع مبتعدين عن الطائفية والمذهبية. رافعين شعار ازالة الطبقات.
تلاحمت كل فئات العراقيين تحت لواء الحزب الشيوعي العراقي الذي لم يعرف الطائفية ابدا فقد ضم الحزب ولازال يضم المسلمين السنة والشيعة والاكراد والمسيحيين , ضم الرجال والنساء ومفردات الطائفية والمذهبية لم تدخل ولن تدخل قاموسه.
اديبات وادباء وشعراء وقيادات الشيوعيين العراقيين كانت تدرس وندرسها في مسار حياتنا لانها كانت مثال مشرف وملهم لنا نحن شيوعيو الاحزاب العربية.
لقائي الكبير كان مع كوكبة من الطلاب الشيوعيين العراقيين خلال دراستي الجامعية في تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية انذاك. فاطلعت على معاناتهم وملاحقاتهم والاهم انسانيتهم وامميتهم وطاقاتهم اللامحدودة في التحمل والملاحقة ورغم ذلك كانوا مبدعين وملهمين في نفس الوقت..كانوا لنا نعم الرفاق والاخلاق والانتماء فهم مدرسة تدرس الانتماء وحب الوطن والاخرين.
كل ذلك توج من خلال انضمامي الى موقع الحوار المتمدن والذي يضم نخبة من اليساريين والشيوعيين العراقيين المنتمين الى الاممية والانسانية. تعرفت على اروع مجموعة من الكتاب والكاتبات العراقيين المنتمين الى اليسار بشكل عام والحزب الشيوعي بشكل خاص مع الكثيرين الغير منتمين الى أي حزب لكن انتمائهم الانساني وهو الاهم وهو المشترك بيننا.
اعتبر نفسي محظوظا بانضمامي لهذا النادي الثقافي الادبي التنويري الابداعي وتواصلي مع مثقفين ومفكرين وكتاب وقراء من كافة الدول العربية نتشارك بحلم الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع وتواصلنا الانساني.
ختاما من انا لاقيم نضالات وتضحيات حزب اممي ماركسي شيوعي عريق مثل الحزب الشيوعي العراقي .لقد سجل التاريخ بحروف من ذهب عظمة وانجازات هذا الحزب وسيكون له شأن عظيم في اعادة تصحيح مسار الدولة العراقية لان جذوره وانتمائه وكوادره لازالت عميقة في تراب الوطن ولا بد لليل ان ينجلي.
استعرت عنوان مقالي من اغنية المطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي:أي شئ بالعيد اهدي اليكي يا ملاكي واقتبست منها التالي: أي شئ بالعيد اهدي اليكم يا رفاقي .
اهديكم بطاقة محبة واعتزاز وتقدير ومعا في سبيل تحرير اوطاننا بعيداً عن الطائفية والاقصاء والتغيب. اوطان حرة سعيدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شيوعي اردني - فلسطيني