المنبرالحر

تحليل عن سبب إختفاء الطائرة الماليزية/ عدنان يوسف رجيب

أود أن أورد تحليلا محتملا عن سبب إختفاء الطائرة الماليزية التي إختفت في البحر عند إتجاهها الى الصين، يوم 9 آذار 2014.

التحليل يشمل مسألتين: 1- نفي وجود عامل إنساني ضالع في الإختفاء، 2- وجود عامل طبيعي مسؤول عن هذا الإختفاء.

حول النقطة الأولى، بوسعي أن أضع الحقائق التالية، وفق ما جاء في جميع الأخبار العالمية:

* الطائرة إختفت من الرادار الأرضي فجأة (وهي عملية لا يستطيع أحد من القيام بها).

* مرور فترة أيام طويلة، نسبيا، وليس هناك علم بمصير الطائرة.

* عدم ظهور أي أجزاء أو مواد تعود للطائرة، سواء في المياه أو حتى على اليابسة، للدلالة على وجود تحطيم أو تخريب جرى على الطائرة.

* عدم الحصول على الصندوق الأسود (الذي عادة ما يكون موجودا والحصول عليه، حتى في حالة وجود تخريب أو تحطيم للطائرة بأي شكل كان).

* عدم إدعاء أي جهة إنها ضالعة في إختفاء الطائرة (رغم مرور فترة أيام).

* عدم وصول أي إشارة إلكترونية من طاقم الطائرة الى أي موقع على الأرض، لإستغاثة أو طلب مساعدة. كذلك عدم وجود أي إتصال من ركاب الطائرة عن طريق الموبايلات، لأقربائهم أو أصدقائهم، للإخبار عن وجود أي عملية غير طبيعية تحصل في الطائرة.

فإذا كان الإفتراض إن الطائرة قد تعرضت الى عملية إرهابية، (قرصنة) إذن كان يتوجب أن يبين القراصنة (أو مريدوهم) أهدافهم، سواء للسلطات الماليزية، مثلا، أو لطاقم الطائرة المختطفة ليتم التداول في هذا الأمر، وبالتالي يجري التعرف على مصير الطائرة بعد ذلك. لكن بعد مضي فترة أيام عديدة لم يجر أي توجه من هؤلاء الإرهابيين (المحتملين) لإعلان أهدافهم. إذن ماذا ينتظرون هم (أو مريدوهم) بعد إختطاف الطائرة؟!! وحتى لو تصورنا أنه حصل صراع بين المختطفين وآخرين في الطائرة، بحيث تحطمت الطائرة جراء ذلك، إذن نحن أمام نفس النقطة السابقة، وهي أين بقايا التحطيم ؟! بيدو إن هكذا إحتمال بعيد، حيث لا دلالة على منطق عقلي واضح من إرهابيين على مثل هكذا إختطاف يكتنفه السكون وعدم الإفصاح عن الأهداف.

إضافة الى إن عملية إختفاء الطائرة، المفاجئ، عن الرادار هو عامل هام في إن ما حصل هو ليس عملا إرهابيا، فإن من الصحيح كون إن المختطفين لا يتمكنون من حجب الطائرة عن الرادار، ولا يتمكن أحد آخر، لو أراد، أن يحجب الطائرة عن الرادار، سواء كانت مختطفة أو غير مختطفة.

وكما مر سابقا، إن كان هدف المختطفين، المحتملين، هو الإضرار بالطائرة، أوتفجيرها أو غير ذلك، فكان يجب أن يجري الحصول على بقايا الطائرة أو بقايا من حمولتها. لكن طواقم التفتيش الصينية واليابانية والماليزية فتشت مسار الطائرة عبر البحر لأيام دون جدوى. كما لم يعثروا هناك عن أي شىء ولا حتى عن الصندوق الأسود، الذي يتوجب وجوده عادة.
كذلك، فالدلائل تشير بأنه لم يكن هناك لوجود أي إنذار من طاقم الطائرة للإتصال بالقواعد الأرضية. حيث إن مثل هذا الإنذار هو أمر ممكن وضروري، خصوصا في هكذا طائرة حديثة، للإعلام عن وجود شيئ غير ملائم، مثل عملية القرصنة، لكي تتخذ القواعد الأرضية الإجراءات المناسبة.

وهنا، يبدو إن المؤثر على الطائرة كان شديدا وسريعا مما عسر على طاقم الطائرة من القيام بإرسال أي إشارة إنذار للقواعد الأرضية. ومثل هكذا صعوبة لا تأتي من قوة القراصنة في منع إرسال الإنذار، بل من إن الإشارة، التي قد تكون قد تم إرسالها، لم تصل للأرض بسبب تكنولوجي. وذلك بدليل إختفاء الطائرة أصلا من الرادار، وبذا تكون إشارة الطائرة، إن كانت قد أرسلت، فقد تبعثرت في الفضاء كذلك، ولم يرصدها الرادارالأرضي.

حول المسألة الثانية، فإن الحقائق التي يمكن أن نعتمد عليها هي تأثير المجال المغناطيسي الأرضي: هذا المجال يكون شديدا وجاذبا في مناطق كثيرة من الأرض. من هذه المناطق، مثلا، هي المنطقة المشهورة المسماة بـ "مثلث برميودا". هنا تبين لنا الحقائق، إن ثمة إختفاء لعشرات الطائرات وعشرات البواخر العابرة لهذه المنطقة، وذلك خلال عدة عقود من الزمان في القرن العشرين. ويتحدث بعض الطيارون، الذين نجوا من الموت، بأن البوصلات في طائراتهم قد فقدت الإتجاه وأصبحت تدور بشكل عشوائي، كذلك الطائرة أصبحت في مهب الريح، وفقد بعض الطيارين وعيهم. ولم تكن إلا في حالات نادرة أن يوصل الطيارون إشارات للأرض عن وجود إرتباكات شديدة في أجهزة الطائرة لا يعلمون مصدرها. وقسم منهم إختفى مع طائرته بعد تلك الإشارات.

وهناك منطقة بحرية تحاذي الصين ومجاوراتها، يسمونها " بحر الشيطان" كان يحصل فيها إختفاء للطائرات والبواخر شبيه بما يحصل في مثلث برميودا. ويذكر "جارلس برليتس، في كتابه، "مثلث برميودا" إن بعثة علمية كانت تحاول أن تستجلي ماذا يحصل في بحر الشيطان، لكن البعثة العلمية مع الطائرة وطاقمها تم إختفاءهم؟!!. كما إن هناك بحار صغيرة حول جزر في المناطق المحاذية لماليزيا والصين يحصل عندها إختفاء للطائرات والبواخر، وتحصل أحيانا فيها هيجانات موجية بحرية يصل إرتفاع الموجات فيها لحوالي سبعين مترا، تغرق البواخر الكبيرة وترفع الصغيرة منها فوق الأمواج وترميها بعيدا عن مسارها.

الإستنتاج من المسألتين السابقتين: ربما يكون الإحتمال، هنا، هو إن الطائرة الماليزية قد تعرضت لتأثير شدة المغناطيسي الأرضي (إرهاب طبيعي !)، جذب الطائرة بإتجاه المجال المغناطيسي، وربما ليسقطها في قاع البحر، منطقة معينة من البحر، قد تكون عميقة لا تراها أجهزة الرصد المرسلة من دول المنطقة. ووجود الطائرة في قاع البحر خرب أجهزتها التكنولوجية، كما، وهو طبيعي، أضاع وعي طاقم الطائرة عن عمل أي شئ.
هذا التحليل الذي أعتقده يقترب من الصواب، وفق المعطيات التي وصلت إلينا. وعند حصول معطيات جديدة، تؤكد أو تعارض هذا الرأي، فسآخذ بها حتما.