المنبرالحر

لتكن الذكرى حافزاً لمزيد من النضال / كاظم حبيب

الرفيق العزيز حميد مجيد موسى المحترم /سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
الرفاق الأعزاء في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترمين
تحية رفاقية حارة
بمناسبة قرب حلول الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي أتوجه لكم ومن خلالكم إلى رفاق اللجنة المركزية وأعضاء ومرشحي وأصدقاء الحزب كافة بأحر التحيات وأعطر التمنيات راجياً للحزب ونشاطه النجاح والتقدم على طريق تحقيق الأماني الكبار في بناء وطن حر وشعب سعيد.
يمر العراق وشعبه في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد والتشابك، وهي وليدة عقود من الاستبداد والظلم والقهر السياسي والاجتماعي من جهة، ونتيجة منطقية لمخلفات الاحتلال الأمريكي-البريطاني وزرع نظام المحاصصة الطائفي والإثني السائد حالياً وممارسة سياسات التمييز بكل أشكالها وإسقاط هوية المواطنة العراقية لصالح الهويات الفرعية القاتلة من جهة أخرى، إضافة إلى التدخل الفظ من حكومات دول الجوار في الشأن العراقي الداخلي وما يرتبط به وينشأ عنه من عمليات إرهابية دموية تقتل وتجرح وتعوق العشرات من بنات وأنباء العراق يومياً وتزرع للفتنة والفوضى في البلاد. ومما يزيد في الطين بلة تحول الفساد المالي والإداري من كونها كانت ظواهر منفردة إلى نظام فعلي سائد ومعمول به على مستوى الدولة والحكم والمجتمع.
وليس سهلاً، وفي مثل هذه الأوضاع المتشابكة محلياً وإقليمياً ودولياً، رسم سياسة وطنية وديمقراطية قادرة على تخطي الصعاب ومواجهة الأزمات الحادة المتواصلة التي تعم البلاد مؤهلة لتعبئة الجماهير عموماً، والكادحين وشغيلة الفكر واليد منهم على وجه الخصوص، حولها لمواجهة الوضع الراهن وتجاوزه، خاصة وأن المجتمع يعاني من ضعف هائل في التنوير السياسي والاجتماعي وهيمنة الأفكار المريضة وتراجع القيم الإنسانية الحضارية وسيادة العنف وغياب الاستعداد والقدرة على الحوار بين القوى والأطراف السياسية الحاكمة.
إن التوجه السليم للحزب الشيوعي العراقي صوب تجميع القوى الديمقراطية والتقدمية في تحالف مدني ديمقراطي متين ومتماسك يضم إليه كل المناهضين لنظام المحاصصة الطائفية والرافضين للاستبداد والتسلط في الحكم أياً كان نوعه، والعاملين من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وحكم وطني ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، ومنها حقوق المرأة كاملة غير منقوصة، وحقوق المواطنة الحرة والمتساوية، وحقوق القوميات وأتباع الديانات والمذاهب، ومن أجل العدالة الاجتماعية، وكل الساعين لبناء اقتصاد وطني متنوع وديناميكي وغير مكشوف على الخارج ، وك? المناضلين ضد البطالة الخانقة والفقر والفساد والإرهاب، والرافضين للتدخلات الخارجية المستمرة في سياسات العراق الداخلية، والفضح المستمر للسياسات الراهنة المفرقة للشعب والقائمة على أساس الحلول العسكرية والأمنية وبعيداً عن الحلول السياسية الديمقراطية، يشكل المدخل الفعلي لعملية التغيير السلمية والديمقراطية المنشودة لأوضاع البلاد المزرية الراهنة. إن عملية التغيير الديمقراطي المنشودة ليست سهلة، بل هي سيرورة وصيرورة معقدة ومتشابكة ومرهقة في آن، كما تحمل معها التضحيات الجسام، ولكنها ملحة وضرورية وقابلة للتحقيق.
يمتلك الحزب الشيوعي العراقي، مدى العقود الثمانية المنصرمة، تجارب غنية في النضال من أجل بناء التحالفات الوطنية والديمقراطية وفي النضال من أجل حياة حرة وكريمة وديمقراطية، قدم في سبيلها الكثير والغالي من التضحيات وعانى فيها مرارات الفشل وأفراح النجاح، وهي التي ستكون بغنى دروسها الضوء الذي ينير طريق الحزب والقوى المدنية والديمقراطية العراقية في هذه الفترة العصيبة من حياة ونضال الشعب العراقي.
إنها ذكرى مجيدة تعيد إلى الأذهان نضال المبادرين الأوائل لتأسيس الحزب والمسيرة النضالية الطويلة غير المنقطعة للشيوعيين العراقيين والتضحيات الغالية التي قدمها حتى الآن، فهو شيخ الأحزاب العراقية من جانب، ولكنه الفتي في نضال المتواصل من جانب آخر والغني بتجاريه المتراكمة عبر العقود الثمانية المنصرمة.
لتنتصر إرادة الإنسان العراقي ببناء الوطن الحر والمستقل والآمن والمزدهر والشعب السعيد.
لتكن هذه الذكرى حافزاً لكل الشيوعيين وأصدقاء الحزب ومؤيدي سياساته الوطنية والديمقراطية لمزيد من النضال لتحقيق البرنامج الوطني للحزب الشيوعي العراقي والبرنامج الانتخابي للتحالف المدني الديمقراطي العراقي.
الذكر الطيب لشهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية.
الصحة الموفورة والسلامة لكم وللشعب العراقي ولتنتصر قيم المحبة والوئام والسلام في صفوف الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع أديانه ومذاهبه واتجاهاته الفكرية والسياسية الديمقراطية.
كاظم حبيب
28/3/2014