المنبرالحر

قائمة الوركاء.. التي تدرك الحياة / ئاشتي

قوض أسوار ماضيك وأبحر في قارب من أمنيات وأحلام لعلك تصل إلى شاطئ قُـد مرفأه من حجر اللازورد، هناك تفتح حزام تعبك وتنحني لتـُقبلَ جبين الشمس حيث تقيم صلاة الشكر عند شروقها على صباح وطنك الذي ابتلى بكل جيوش الظلام، فما عاد للصمت من تصالح معه، مثلما لم يعد لك من تصالح مع التقاعس والخمول لأنك الأوفى لهذا الذي يدعونه العراق، لهذا أرفع راياتك البيضاء عاليا وأمسح شواطئ دجلة والفرات بصدى أغانيك، حيثما يسمعها أبناء هذه المدن الغافية على أمل التغيير، والذي هو انت ربما وحدك قادر على صنعه، فقد مرت العشر العجاف مسربلة بخنوعها وهزيمتها وخذلانها وكل تفاهاتها، وقد حملت معها كل رذائل الماضي القريب وكأنها تريد اعادة صنعه من جديد، دع أور- شنابي يعتلي أسوار أوروك، لكي يرى بأم عينه ما حدث لهذا العراق، فقد كنت وما زلت يا صاحبي (ذلك الذي رأى)، ومن اجل هذا العراق نزفت دم قلبك ولم تحقق لنفسك شيئا، لأنك سَخرت كل كيانك لهذا العراق، وهذا هو سر وجودك وديمومته، طويت حبال قارب ضيم أبناء العراق على مـَقدم كتفيك ورحت تجر القارب معاكسا ومعاندا لهبوب الرياح الغربية،(والهوه الغربي شرس..لازم يحطله انفجار بكل عرس)، يأخذ التعب منك مأخذه ولكنك يا صاحبي آلهة للصبر والتحمل، بل أنك تزداد عنادا على مواصلة مشوارك، وها هي قائمة الوركاء..تفرش جناحيها على كل سهول العراق وجباله، لتقول للجميع نحن هنا...لأنها تدرك الحياة.
قوض اسوار ماضيك وأبحر في قارب من أمنيات وأحلام، لأنك لابد أن تصل إلى ذلك الشاطئ الذي مرفأه قــُد من حجر اللازورد، ما دامت الوركاء ليست (كالباب الخلفي لا تحفظ من ريح وعاصفة) وما دامت الوركاء ليست ( الموقد الذي تخمد ناره في البرد) وما دامت الوركاء ليست (القصر الذي يتحطم في داخله الابطال) وما دامت الوركاء ليست (القربة التي تبلل حاملها) ولأنها اي الوركاء (الفرحة والبهجة وكسوة العيد) ولأنك يا صاحبي كنت وما زلت تعتقد (من يسقط في القتال فهو مبارك) لهذا اشعلت نيرانك للتائهين كي يستدلوا على فيض حبك للجميع، وما فيض حبك إلا قائمة الوركاء...تلك التي تدرك الحياة.
قوض أسوار ماضيك وأتبع طيبة روحك فقد آن وقت النهوض، ولم يعد لأوروك غيرك يا صاحبي، فأستجب لدعوة صديقك انكيدو فأنك وحدك تنقذ اوروك مما حل بها من دمار وخراب.
(ايها النائم، أيها المضطجع،
ها أن الأرض قد لفها الظلام وغدت مظلمة،
فلا تجعل أبناء مدينتك الذين اصطحبوك
يقفون في سفوح الجبال ينتظرونك)