المنبرالحر

هل القادم أفضل؟/ د. محمود القبطان

كل التوقعات للانتخابات القادمة,حسب ما يراه المراقبون, تقول إن المرشحين من الكتل الطائفية والقومية سوف تعيد ترشيح مرشحيها في الصفوف الأمامية المسيطرة على قرارات كتلهم ونوابهم وسوف تبقى الأمور كما هي دون تغيير كبير حتى إذا لم يحصل تزوير كبير ,كما هو معروف,حيث تستعد الحيتان الكبيرة لهذا الفعل المشين واللا ديمقراطي. لكن أين نحن المدنيين الديمقراطيين من كل هذا؟

الإعلام لعب وسوف يلعب دورا كبيرا في تغطية الحملة الانتخابية أينما كانت.شرع التحالف المدني الديمقراطي لتقديم أفضل المرشحين الى البرلمان القادم من حيث الكفاءة والإخلاص للوطن والنزاهة من خلال برنامج واقعي ليس فيه وعود فضفاضة وكذب مكشوف لمن لا يرى حتى. لقد غطت بعض الفضائيات حملة التحالف المدني عبر استضافة بعض ممثليه للبرامج التي تخض الحملة الانتخابية وقد وفِق ممثلو التحالف المدني في إيصال المعلومة الحقيقية عنه عبر شرح لبرنامجه الواقعي دون وعود بالتعيينات وتوزيع الهدايا البائسة والتجوال في الأسواق والأحياء الفقيرة وتوظيف فضائية بكاملها ,احدهم وهو يديرها, منبرا منذ حوالي الشهر ليتجول بين الفقراء ويتعهد بتحول محافظته الى إقليم "لينعم أهله بالنعيم" .

دغدغة العواطف الطائفية:

عبر وسائل أخرى عادت "حليمة لعادتها القديمة" لتستعر حملة دغدغة العواطف الطائفية في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية بتحذير الشعب من هجوم لداعش على الحضرة العلوية في النجف الاشرف عبر القصف بالطائرات .إذا صحّ هذا الخبر والمفبرك أصلا,أين الجيش والقوات الأمنية وأسراب الطائرات وحماية الأجواء العراقية منذ أكثر من عشرة أعوام؟ في كل يوم نقرأ ونسمع الأخبار بالسيطرة "النوعية" على الأرض والجو,وقتل أكثر من أمير, والسؤال كم أمير لداعش التي احتلت مكان القاعدة التي نُسيت من القاموس الإرهابي اليومي؟هل إرهابي داعش كلهم أمراء والقلة القلية أتباع؟

مفوضية الانتخابات وعدم حياديتها:

تصريحات ألجلبي المنقولة مصورة من تلفون خلوي تفضح كل سياسة الحكومة ومن يديرها.هل سوف نرى التسجيل كله وقبل الانتخابات أم يصار الى إجتثاث ألجلبي هو الآخر أسوة بمها الدوري؟لماذا مفوضية الانتخابات التي تدعي الحيادية تجتث كل من يقترب بالانتقادات للحكومة وأدائها ومرشحي دولة القانون ولا تجتث مرشحة ذاع"صيتها" بأنها تطالب بقتل 7 من السنة إذا قُتل 7 من الشيعة في حين كان أخوها برتبة صغيرة في أيام نظام صدام وقائد فرقة حاليا من اشترك في قصف قبة الإمام الحسين(ع) في انتفاضة آذار عام 1991 كما يقول المقربون من تلك الدائرة السياسية؟ أين كانت السيدة هذه في تلك الأيام العصيبة في انتفاضة آذار من قتل كل من وقف بوجه النظام الفاشي؟ ابهذه الأفكار البالية التي تمزق اللحمة الوطنية يريدون بناء وطن؟ لماذا يرجع مشعان الجبوري الإرهابي الى كرسي البرلمان ولم يُجتث إذا كانت هناك مصداقية لمفوضية الانتخابات والسلطة القضائية والتي أصبحت هي الأخرى بيد رأس الحكومة وكتلته؟ هل من المعقول ان يسحب ترشيح الإرهابي الجبوري ثلاث مرات والقضاء يبرأه من التهم التي توجه له؟أي استخفاف بمشاعر الناس والوطن؟

هدايا سخية قُبيل الانتخابات:

منذ أسابيع وقطع الأراضي توزع للمتعففين والأرامل والمطلقات, كما يسمون هذه الكتل البشرية المحرومة بطريقة أشبه بالابتزاز وضمان الأصوات لمن يوزع الأراضي دون قيد أو شرط,اليوم تحديدا وزعت الأراضي في محافظة المثنى, وفي مقابلة لأحد "المهمين" في المحافظة وكان على صدره إشارة"معا" وهذه إشارة دولة القانون ليبين للمشاهد مدى اهتمام من رشحه ومن يدير عملية التوزيع بالأرامل والمطلقات...لو كان هناك صدق وأمانة في التوزيع لكان الأفضل أن يوزعوها قبل عام أو أكثر حيث إن هذه الشريحة كانت من قبل أيضا في نفس وضعها ولكان التوزيع سليما وليس هناك من يقول إنها عملية دعاية انتخابية بامتياز لكسب الأصوات.

يقول أحد المشاكسين في أحدى مقالاته على أحدى الصحف العراقية الالكترونية إن احد أصهار دولة رئيس الوزراء يتسلق سُلّم الوظائف المهمة كما في عهد صدام مشبها له ب:حسين كامل.فهل هم سائرون على نفس المنوال؟الأيام أو الأشهر القادمة سوف تكشف ذلك حيث انه أصبح قريبا جدا من موقع"حسين كامل".

البديل؟

نعم البديل قادم ولو ببطأ ,لكنه قادم لا محال وسوف يقلق "منام وراحة الكبار" وسوف يتزايد هذا القلق الى أن يرحلوا من البرلمان وليس هناك من سوف يتأسف على الفاسدين وسراق ثروة الشعب. نزاهة مرشحي التحالف المدني الديمقراطي تزكيه للوصول الى البرلمان بالرغم من الإمكانيات الإعلامية المتواضعة له لكن الجماهير تلتف حوله وتعرفهم واحدا واحدا وسوف ينالون ثقة الناخب.والطرف الفاسد سوف يحاول بكل الوسائل اللا ديمقراطية تعطيل دورة التأريخ مرة أخرى ,لكنهم سوف يفشلون هذه المرة لان البديل هو البديل القادم الأفضل والحقيقي لبناء الوطن على أيدي أمناء الشعب والوطن في التحالف المدني الديمقراطي.