المنبرالحر

( الخوف والإحباط ) عنوان المواطن العراقي / زاهر نصرت

الخوف والإحباط هو عنوان كل مواطن عراقي اليوم، الخوف من التفجيرات والأسلحة الكاتمة والسيارات المفخخة والإحباط من المهاترات السياسية واستمرار الانقسامات الداخلية، خطوط ودوائر حمر مرسومة بالدم تلك هي تواريخ وايام المواطن العراقي.
المواطن لا حول له ولا قوة في الصراعات المتفجرة على المال والسلطة لتبقى لغة الحوار البارد هي القائمة بين اطراف العملية السياسية، لا يوجد استقرار في بلده ومدينته وقد يكون البلد الوحيد الذي يعيش نظرية امن مقلوبة. المحللون ينظرون ان الارتفاع في وتيرة الخلافات السياسية ما يرافقه دائماً ارتفاع حاد بالازمة الأمنية التي تنعكس سلباً عليه وتشكل عنصر عدم استقرار له.
ان الازمة السياسية والازمة الأمنية التي نعيشها اليوم تخالف حقوق الانسان. ان من حق الانسان ان يعيش في امن واستقرار في بلده وهذا البلد الذي يمتلك الكثير من الثروات التي اضحت وبالاً على مواطنه وهذه النعمة أصبحت نقمة ويجنى منها المأساة والحزن على الغالي الذي يفقده، فهناك في كل يوم فقيد وفي كل يوم جريح.
ان الصراعات المتفجرة على المال والسلطة تنبىء بغد ملئه التهجير والتفجير وعدم الأمان لا على الارواح ولا على الارزاق ولا على الدواء ولا على العمل، فالوفاق العراقي – العراقي يضيق والتشتت العراقي – العراقي يتوسع والضحية هو المواطن الذي يساير اسوأ مرحلة امنية وسياسية تعيشها ارضه ارض الرافدين ارض العنف وارض المهاترات السياسية.
الرحمة على شهداء العراق الذين سقطوا ضحية عنف مجنون واشخاص لاهثين وراء المناصب والامتيازات وكمشنة الجيب، يعتبرون انفسهم قادة يمثلون الشعب المغلوب على امره. هذا الشعب الذي وقع فريسة المؤامرات والذي يصدق احاديثهم المعسولة وتشدقهم بالوطنية زوراً لا لشيء ولكنه يتوسم خيراً بالمستقبل على ان يحمل معه بعض البلسم لجراحه الممتدة من الجبل الى الهور. هؤلاء هم من اوجدوا التحالفات والاتفاقات حيناً وهم من اختلقوا الازمات والانتكاسات حيناً اخر، لتهب على العراق عاصفة سوداء من الشد والجذب مفتوحة على اسوأ الاحتمالات واشدها خطورة، تفتيت البلاد وانقسامها وكأن العراق لم يعد مرتعاً للمصالحة والصلح ليجعلوه داراً للاعدل واللامساواة واللاانسانية.