المنبرالحر

(كي لانقول: تنعد بلادي وعدها من الارض منفاي)/ عبد الله السكوتي

وهذا ما جاء في رباعية الكبير شمران الياسري بلابوش دنيا، وقد اسر فرهود لملا نعمه ان الشيخ فالح بن سعدون متضايق من وجود الراديو في بيتك، حيث التصريح امام الفلح: بعد وبعد... كام ايشغل راديو للفلح حتى ايلعبهم على كصبه، واشار فرهود باصبعه الى الراديو، حين فرغ مذيع موسكو من حديث عن حياة الكولخوزيين، والكلوخوزيات: هي ضيعات تعاونية يعمل فيها الفلاح مع مجموعة من الفلاحين ويقسم الانتاج مناصفة بين الدولة والفلاحين، ثم قال: ماينلام الشيخ لو كال: ايلعب الفلح، اكو فلاح يسمع هيج عيشة بالدنيا ومايصير باثنى حال، فاجابه الملا: ستكون مهمته اصعب من مهمة زميله ابن الاقطاعي، الذي رجع من اميركا بلا شهادة بعد اثني عشر عاما من الدراسة، وتلقفت احدى الصحف البغدادية خبره، فما كان منه الا الهرولة في شارع الرشيد، وشراء النسخ التي صادفته، وهو يردد: اشتريت كل الجرايد حتى لاتوصل وحده للشامية ويشوفها ابوي، عاد ولاحسبة ابن مهلهل الاقطاعي، لازم ايجسر كل راديوات العالم ويحرج كل الكتب ويهدم كل المدارس، حتى لاتوعى الوادم، وعاد ملا نعمة ليتكلم في السياسة اليوم بغداد تغلي مثل جدر الماشوّه، ولو كان الامر خلاف ذلك لما تسلم الجيش زمام السلطة، وهل تتوقف بغداد عن الغليان يا ابا كاطع، ولكنه غليان من نوع آخر هذه المرة، انه غليان الديمقراطية، حيث تصارع الافكار والكتل والاحزاب، وقد فرز الشعب العراقي الكثير، وها هو يحدق جيدا بالقائمة التي ستكون ملبية لطموحاته، فالفقير هو صديق لحركات التحرر والافكار التقدمية، لتنتشله من واقع مزر وتحقق آماله في العيش الكريم.
لقد خبر الانسان العراقي ومنذ زمان بعيد من هو الحزب الذي يحاول دائما ان يعجن بتراب الارض ويكون لسان حال الجماهير مع كثرة اعدائه، وكثرة ما يدور حوله من جدال، ولذا على العراقي ان يكون بصف الجوع، ويترك الذين اثروا على حساب جراحاته وهمومه، ان التحالف المدني الديمقراطي يخرج من رحم معاناة الشعب ليقول قولته الرائعة: نحن البديل، ولن يخسر الشعب شيئا مع الايادي البيضاء التي صانت حرمة الوطن، وتدافعت للدفاع عنه في احلك الظروف، ظروف الديكتاتورية القاهرة، وظروف الاقطاع الذي مزق جلود الفلاحين امام سوط السركال واعوان الشيخ، بغداد تغلي مثل جدر الماشوّه، لكنها سترتاح اخيرا بما يتمخض عنه هذا الغليان، حيث فرصة التحالف المدني كبيرة هذه المرة حتى انه دفع، وسمى مرشحه لرئاسة الوزراء، بلافضائية وبجريدة عتيدة لاقت ما لاقت على عقود متتالية، ليثبت المارد الكبير انه كبير في كل شيء، حتى في حمى الانتخابات، دعايات انتخابية لا تتعدى اتصالات بسيطة بين الاصدقاء، مضافا اليها مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك من متطوعين يرون ان البديل الحقيقي في هذه المرحلة، والذي يستطيع ان يوقف غليان جدر الماشوّه ، هو التحالف المدني الديمقراطي، لان التحالف يملك كل امكانيات العمل السياسي والاقتصادي، فهو ينبثق عن فكر صاحب تجربة كبيرة في مقارعة الحركات الاستبدادية منذ العهود الملكية وحتى ديكتاتورية البعث المقيتة، ولعمري سيكون التحالف المدني الديمقراطي البساط الذي يجلس عليه ابناء الوطن قاطبة فهو يستوعب جميع الاديان وجميع الطوائف، وستجد داعش والقاعدة والمليشيات نفسها معزولة امام تحطم الافكار الطائفية، وسترى انها لا تستطيع ان تدخل الى معترك الحياة المدنية في العراق بعد افلاسها من حركات التطرف المناوئة، هذا ما سيكون قريبا لتهدأ فورة الشعب العراقي وليتنفس الصعداء بعد هذا العناء الكبير الذي رافقه منذ التغيير وحتى الآن، فرصة كبيرة على الشعب ان لا يضيعها، وحتى لا نضطر ان نردد مع ابو كاطع: تنعد بلادي واعدها من الارض منفاي.