المنبرالحر

العراق: عشية الإنتخابات/ وهل هنالك ثمة من بديل..؟!(*)/ باقر الفضلي

الثلاثون من نيسان / 2014 ، سيكون يوماً فاصلاً في تأريخ العراق الحديث؛ يوماً مطلوب فيه من العراقيين، أن يقولوا كلمتهم الفصل، في إختيار من يمثلهم في مجلس النواب القادم، ولأربع سنوات جديدة؛ فمن خلال آلية صناديق الإنتخاب، وهي جزء من آليات الديمقراطية، سيجد المواطن العراقي نفسه من جديد، أمام إمتحان عسير في إختيار الشخص المناسب من قوائم المرشحين للمجلس المذكور، حيث تكمن صعوبة الإختيار في تعدد القوائم وتكرار الأسماء لأشخاص سبق وأن تمتعوا بعضوية ذلك المجلس لمرة وأكثر، وفي ظل إرث من فساد إستشرى وباله في كافة أرجاء العراق، طيلة عقد من السنين؛ إذ قلما تجد هناك من الأسماء المعلنة ضمن تلك القوائم الإنتخابية، ممن لم تطالهم أو تلوكهم ألسنة الفضائيات، بالبينة المؤكدة أو القرينة المؤشرة، أو الشبهة الملتبسة، في نوع من أنواع الفساد..!؟

أربعة أيام فقط تفصل العراقيين عن هذا اليوم الموعود، والعراقيون بفطرتهم، وكما يقولها مثلهم الشعبي الشهير : " يقرأون الممحي"، يدركون جيداً حجم الخراب والدمار الذي لحق بالبنى التحتية والهياكل الإرتكازية الإقتصادية لبلدهم، والتدهور المتواصل لقطاعي الصناعة والزراعة، مقروناً بحجم التدني المتعاظم لقطاع الخدمات والصحة العامة، ناهيك عن الأرقام الفلكية لضحايا الإرهاب ، وما إرتبط به من تضاعف أعداد اليتامى والأرامل، وتضخم حجم البطالة..والخ من إرتفاع في مستويات الأمية، ومستويات الفقر بين السكان..!؟

كل هذا وغيره أكثر، يدركه العراقيون من خلال تجربتهم الحسية ومعايشتهم اليومية لمسيرة الأحداث طوال عشرة أعوام بعد الإحتلال، ومن خلال تماسهم المباشر بما أفرزته العملية السياسية من نتائج خرجت في هيكليتها العامة عن أسس البناء الذي شيدت عليه، لتتحول مع مرور الزمن الى هيكلية من لون واحد " فلش وكل خستاوي " ، الأمر الذي بات مع مرور الزمن ينتهي الى إستقطابات ذات طابع " طائفي" أو ما شابه، وبات التفرد الحزبي، أحد المظاهر التي أخذت تطل برأسها تحت مسميات وأشكال مختلفة، وبات العراق كتلك الغنيمة التي تفترسها الذئاب..!!؟؟

العراقيون في الثلاثين من نيسان الحالي يتوجهون الى صناديق الإنتخابات، ليودعوا فيها كلمة السر التي يحملونها في ظمائرهم، متطلعين الى ذلك اليوم الذي ستأتيهم فيه البشارة وهي تزف اليهم، الأمل الذي ينتظرونه من التغيير، وكلهم ثقة بأن لا تغيير مع القديم؛ فالبدلة القديمة مهما رتقتها تظل " قديمة " في كل معانيها، ولا تسعف كل مساحيق الأرض في تبديل جوهرها، فمن جُبِل على الفساد، لا تطهره كل مياه البحر...

فالتغيير حاجة موضوعية ومطلب أصبح أكثر إلحاحاً اليوم قبل غد؛ وأمامكم أيها العراقيون، تقف العشرات من قوائم الكتل الإنتخابية بمرشحيها ممن عهدتموهم لدورتين إنتخابيتين، وآخرين ممن ركب الموجة باحثاً عن مكان شاغر بين الكراسي؛ ومع إحتدام المعركة الإنتخابية وشدة التنافس بين قوائم تلك الكتل الإنتخابية، تخوض قائمة (التحالف المدني الديمقراطي) ، شاخصة أمام الجميع ببرنامجها البديل، تخوض هذه المعركة بكل ثقة وجدارة، معلنة بأنها البديل المنشود لتلك الفوضى التي تقف وراءها تلك الكتل السياسية، التي كان لها الباع الطويل في كل ما أصاب العراق والعراقيين من ويلات ومصائب، طيلة السنوات العشر الماضية...

فأمامكم أيها العراقيون قائمتكم الديمقراطية، قائمة ( التحالف المدني الديمقراطي 232)؛ قائمة الفقراء والعمال والكادحين والفلاحين، قائمة المثقفين وذوي المهن المختلفة من محامين وأطباء ومعلمين وغيرهم من ذوي المهن الحرة والحرفيين، لتشكل البديل الحقيقي، لحالة الفوضى التي ضربت أطنابها في كل مكان، والتي ومن خلال برنامجها المعلن، ترسم أمامكم صورة المستقبل المنشود وآفاق التغيير المرتقب، والإصلاح لخراب السنوات العشر تحت يد المتنفذين من الكتل السياسية المتمسكة بدست الحكم، وتنير لكم طريق الخلاص، من ويلات الإرهاب المسلط على الرقاب.. فالمشاركة في التصويت لصالح القائمة المذكورة هو الوسيلة الديمقراطية للوصول الى الهدف المنشود من التغيير ...!(1)

فليس أمامكم أيها العراقيون من بديل آخر.. وهل هنالك ثمة من بديل..؟