المنبرالحر

من عجائب الدنيا السبع.. نتائج الأنتخابات العراقية/ عبد جعفر

لا شك أن عد وفرز صناديق اقتراع الإنتخابات العراقية الأخيرة، ستدخل وبكل جدارة موسوعة غينتس، كأطول حالة مثلما دخلت أشياء أخرى مثل أطول لفافة سجق أو أكبر وليمة.
وهي بحق أكبر وليمة لغربان القوى المتفذة لنهش ما تبقى من إرادة الناخبين لتزويرها و التلاعب بنتائجها.
فتصويت أكثر من 12 مليون ناخب تحتاج من 20 الى 30 يوميا، هذا ما أعلنته مفوضية الإنتخابات الموقرة، وحجتها التدقيق والنظر في شكاوى الكيانات وطعوناتها، ويدل هذا أن حالة الفساد موجودة أصلا في كل شيء، وهي دليل إدانة وإتهام للقوى المتنفذة والمفوضية نفسها التي رشحت من قبل هذه القوى. حيث كشفت المفوضية نفسها وجود (صناديق) مجهولة الهوية كالجثث مجهولة الهوية، وقد وضعت عليها العلامة الحمراء، السؤال كيف جاءت ومن جاء بها ومن المسؤول ؟ وهل هنالك صناديق مجهولة الهوية أصبحت معلومة وأخذت طريقها كي تتحول من لقيطة الى شرعية؟
وأذا كانت القوى المتنفذة عبر المال الحرام وأموال الدولة تواصل صولاتها وجولاتها ومعاركها في الخفاء والعلن لتبادر الأدوار، ومن يتقدم على ألأخر، فهنالك جهة هي الأكثر ضررا منها وهي إرادة الناخب الحقيقية وقواها الديمقراطية والمدنية التي تحاول أن تفتح ثقبا للضوء في هذا الجدار الأسود، وكما يقول المثل أذا تصارع فيلة، والخاسر الوحيد هو العشب.
ولو كانت مفوضيتنا مسؤولة عن سير الأنتخابات -لاسامح الله- في الهند حيث هنالك 850 مليون ناخب من آلاف الكيانات والأقوام، فأنها تحتاج حوالي ست سنوات للبت، على طريقتنا العراقية.
إن من يوهمنا أن العد والفرز يجري بهذه الطريقة، فهو أما غبي أو يحاول أن يستغيبنا، فالفترة ما بين التحضير لإعلان النتائج الى حين تشكيل البرلمان الجديد والحكومة والرئاسة، هي فترة ليس لألتقاط الإنفاس فقط أيضا بل لمواصلة البيع والشراء في أسواق نخاسة الكتل وبورصة التحالفات، أوهي كذلك، موسم للحج للعواصم العربية والعالمية المعنية بالشأن العراقي لمعرفة من يباركون ومن يخذلون. وعلى ما يتفقون وكيف سيأتي صاحب السمو والمعالي!
وكعادة - كل مكرود- ليس أمامنا سوى إنتظار مع تعلنه المفوضية العليا من نتائج، ولكن هذه المرة لن يأتي الجدار الأسود ليغلق علينا ضوء الشمس والحقيقة، فهنالك قوى قادمة في الملعب على صغرها، ستنمو وتكبر، ولكنها لا تدمي مقلة الأسد فقط، بل ستكسر إنيابه أيضا لصده عن إبتلاع المجتمع والدولة وإرادة الناس.