المنبرالحر

اليحجي الصدك طاكيته مزروفهْ/ عبد الله السكوتي

وصديقنا هذا يدور في الاسواق بطاقية مثقوبة، فاعترضته احداهن وهي تسأله: عمي ليش طاكيتك مزروفهْ؟، فقال عمي من الكفخات غير، فعادت ثانية الى سؤاله: وليش ايكفخوك؟ فقال : لاني احجي الصدك وكل واحد انطيه طينته ابخده، فردت عليه يعني شلون تحجي الصدك، وهو الصدك ايزعل؟، فقال: اي عمي ايزعل، وهسه اذا اريد احجي وياج بالصدك اتزعلين، فقالت المرأة : لا انا ما ازعل من الصدك، فقال: ليش كذا بالعرض وكذا بالطول؟، فصرخت المرأة وضربته على رأسه ضربة قوية، فقال لها: الم اقل لك ان الصدق لايرغب به احد، واليحجي الصدك طاكيته مزروفهْ، وبالفعل هذا هو الموجود حتى ان الامام علي (ع) قال:ماترك لي الحق من صديق، ونحن اذا اردنا ان نقول الصدق، فسوف ينزل اعلان بنعينا من على كتابات والصحف الاخرى.
في الانتخابات السابقة ومع وجود الاميركان، كانت بعض الكتل تجهد في تزييف الوقائع مرة بالترغيب واخرى بالترهيب، وهذه الكتل كانت تدعو لنفسها بحد السيف، السيف المسلط على الفقراء فقط لمصادرة اصواتهم، وكأن الظلم والاضطهاد قد انصب على هذه الشريحة من الناس دون غيرها، وخرج اخيرا الفقراء عن صمتهم ليصوتوا لمن يريدون فاندفعت بعض الكتل المدنية غير المسلحة الى واجهة الاحداث وبجدارة، اربع او خمس كتل كانت تجبر الناس مرة بالفتاوى، واخرى بحد السيف، ولكن هذه المرة لم يجد السيف او الفتوى مكانا بين صفوف الشعب، وانا باذني سمعته يترنم ان انتخب تيارا مدنيا ويردد اغاني سبعينية، ماحدا باحدهم ان يقول له: عمي انته رجليك بالكبر، متخاف من الله، تنتخب هؤلاء، وتردد الاناشيد، فقال الحجي: اخي انا لا اردد الاناشيد لنفسي: انا اغني للاجيال المقبلة.
لم ترتفع قائمة اسم الفاعل هذه المرة مع كثرة الفتاوى والتسقيط، وانا على ثقة ان الشعب العراقي سيقول الحقيقة حتى وان كانت ستثقب طاقيته، قالها في هذه الانتخابات وسيقولها بقوة في الانتخابات المقبلة، وعلى المتدينين من كلا الطائفتين ان يحزموا امتعتهم، فالعراق بالوانه لا يتسع لهم وتجربة احد عشر عاما كفيلة بتسقيطهم، لأن هؤلاء باحزابهم ودعواتهم التي انطلت على البسطاء وبسرقاتهم الكبيرة اثبتوا ان الله لا يريد مراسيم عبادية من الانسان بقدر ما يريد ان يكون الانسان مخلصا لأخيه الانسان، وان رحلة آدم من الجنة الى الارض لم تكن عقوبة بقدر ماهي اعمار للارض وجعلها تليق بسكانها القادمين، اما من يفصل الله ويجعله قوة غاشمة تبيح اللصوصية والقتل والدمار، فهذا لا يعرف عن الله شيئا لانه يصوره بعدة ركعات ومراسيم لا ترقى ان تكون صنوا لعمل بسيط يقدمه لانسان مثله او حتى حيوان، جميعهم يترنم بقول الرسول: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، لكنهم لا يدركون معنى ما يقولون، وكثير من المسلمين الاوائل، كانت طاقياتهم مثقوبة، ومنهم من دفع اكثر من هذا، دفع حياته من اجل قول الحق، والان نسمع من الكتل التي اجهض مشروعها الطائفي بنسبة معينة، نسمع منها انها تشكك بالانتخابات وقبل ظهور النتائج، وهذا دليل على انها تريد سلوك طريق مصادرة الآخر وبالقوة هذه المرة، حيث لم تنفع القوة بقهر الناخبين، ولم ينفع الاغراء ايضا، كل هذا والوطن مجروح بكرامته وبثرواته وبأبنائه، وهؤلاء يريدون زيادة عذاباته بشتى الاساليب وليس بعيدا عن التدخلات الخارجية، ومع ان الولاية الثالثة اصبحت تحصيلا حاصلا، لكننا نأمل بالآتي حين نبدأ بزرع الفكر والوعي بأذهان الناس، ونبعد عنهم الخوف من المؤثرات الاخرى، وسيكون القادم خيرا مما مضى مع كثرة الطاكيات المزروفهْ.