المنبرالحر

مجالس المحافظات ينتظرها عمل كثير / محمد عبد الرحمن

انتهت يوم الخميس الماضي انتخابات مجلسي محافظتي الانبار ونينوى، وافادت المؤشرات الاولية ان نسب التصويت في المحافظتين كانت هي الاخرى غير مرتفعة، تماما مثل حالها في انتخابات مجالس المحافظات الاخرى يوم 20 نيسان الفائت .
فنسبة المصوتين في المحافظتين لم تزد على 40 في المائة من مجموع الناخبين، رغم انها كانت قد اجلت بدعوى ضمان وضع امني افضل. وفي الواقع لم يختلف الامر كثيرا من حيث التفجيرات والاغتيالات، وأخيرها - ونأمل ان يكون آخرها - الاقتحام الانتحاري الذي تعرض له مركز انتخابي في الرمادي وذهب ضحيته شهداء ابرار. لكن قرار التأجيل لم يكن، كما تبين، مرتبطا بالوضع الامني فقط ، وانما كانت له ارتباطاته الاخرى والحراك المتواصل والاصطفافات الجارية في المحافظتين.
على اية حال انتهت الانتخابات في المحافظات جميعا عدا كركوك والاقليم ، وتشكلت في العديد منها حكومات محلية جديدة الى حد ما، وطرأت تغييرات معينة على تحالفات القوى فيها، بعد صراعات وتدافعات ليس فيها الكثير مما يهم المواطن العراقي المتطلع الى خدمات افضل واستجابة اسرع لحاجاته وتطلعاته . على ان ما شهدته المحافظات لم يكن كذلك بعيدا عن اداء مجالسها وحكوماتها السابقة ، وهو ما عبرت عنه لاحقا التظاهرات التي جرت في عدد منها.
انتهت الانتخابات ولكن الطريق المفضي الى انطلاق العمل ما زال طويلا على ما يبدو، خصوصا وان بعض الكتل ما زال مقاطعا او غاضبا ومحتجا، معتقدا انه تعرض للغبن ، فيما لا يريد بعض آخر ان يسلم بان موازين القوى قد تغيرت، ولو بحدود معينة ، ويبقى طموحه ان يكون الاول في كل زمان ومكان .
انتهت الانتخابات في الانبار ونينوى ولكن لم يجر بعد حل للمشاكل والصعوبات التي تواجه المحافظتين، وفي المقدمة منها المتصلة بالامن والاستقرار ودحر قوى الارهاب والظلام. وتبقى ايضا مطالب المتظاهرين المشروعة شاخصة تنتظر الالتفات والاستجابة، واغلاق ملفها الشائك بروح التآخي وتعزيز الوحدة الوطنية، وتجنب الانجرار الى الحلول السريعة التي تترك ندبا يصعب علاجها وتزيد الامور تعقيدا. فضلا عن عامل الوقت المهم وغير المفتوح.
نعم، هناك الكثير من العمل بانتظار المجالس الجديدة في المحافظات، وهناك تطلع الناس الى اداء ملموس من جانبها، لا سيما وهي تتمتع اليوم بوافر الصلاحيات والاموال. وسيقول الناس كلمتهم فيها ايضا، فهي ليست بمنأى عن المساءلة والمحاسبة ، وعليها ان تدرك انهم لم ينتخبوها الى الابد . وسيكون عملها في خدمة المواطنين هو الفيصل والحكم .