المنبرالحر

دور المنظمات المهنية في مكافحة الفساد المالي والإداري.. مهمة وطنية / احمد رشيد

إذا كان الأمن الهاجس الأول للمواطن العراقي ومصدر قلقه الرئيس، فأن استشراء مظاهر وممارسات الفساد الإداري والمالي بصورة سرطانية في جميع مناحي الحياة العامة، وشموله لجميع القطاعات، يشكل تهديداً من نوع آخر لا يقل خطورة على اعادة أعمار الوطن وعلى آفاق العملية السياسية. وينم تشكيل هيئة النزاهة عن إدراك مبكر لضرورة التصدي للفساد، وتحديد الضوابط والأليات والوسائل الكفيلة بذلك، كما يعكس توجهاً سليماً في تصنيف هذه المهمة ضمن ترتيب الأولويات السياسية. الا ان الجميع يعي بأن للفساد جذوراً تاريخية واجتماعية وسياسية واقت?ادية في بلادنا، وان دلالة المفهوم تتعدى التعريف الضيق له، والذي يقصر معناه على استغلال المركز الرسمي لجني المنافع الخاصة، ليشمل عدم اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة في التعيين في الوظائف العامة.
وتطلع علينا هيئة النزاهة بين فترة وأخرى بقوائم تضم المئات من المفسدين وأصحاب السحت الحرام ,ومع الأسف بينهم العشرات من هم بدرجة مدير عام فما فوق ممن لديهم رواتب عالية جداً ومخصصات (خطورة!) ورواتب للحمايات الخاصة من الأهل والأقرباء!، كل هذه الامتيازات ويمارسون السحت الحرام؟ وفي مختلف المؤسسات الحكومية وابتداء من بعض الوزراء ووكلائهم الى الوظائف الدنيا.. ليس هذا فحسب وإنما هناك الفضائح التي تنشر في الصحف العالمية في قضايا سرقة أموال مخصصة لبعض الوزارات المهمة والتي تتجاوز مبالغها مئات الملايين من الدولارات!.
كما يؤكد مسؤولو هيئة النزاهة بأن حجم العاملين وقلة الخبرة والتخصص بمكافحة الفساد المالي والإداري يشكل عقبة حقيقية لعملها.
من هنا نؤكد على ضرورة الاستعانة بالمنظمات المهنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني في رصد وكشف هؤلاء المفسدين والإسراع باتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة بحق المسيئين، لما تمتلكه هذه المنظمات من حضور غير قليل في مختلف المواقع والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية وبما يتمتع به العاملون فيها من شعور عال بالمسؤولية والحرص على الوطن وممتلكاته ولأن عملهم التطوعي في هذه المنظمات يساعدهم على العمل بروح وطنية عالية بعيداً عن مغريات المناصب والمواقع التي تم تقاسمها ومحاصصتها بالطريقة التي جرى بها في الوزارات والمؤسسات ?لحكومية.
ليس من المبالغة اعتبار الحملة ضد الفساد المالي والإداري المستشري والانتصار فيها ضمن الرهانات الأساسية للمستقبل شرطاً هاماً لسير وتنشيط عملية إعادة الاعمار لوطن الخير والمحبة والسلام، عراقنا الجديد.