المنبرالحر

في معنى ما يحصل ../ قيس قاسم العجرش

إذا صح ما تضمنه التقرير الذي نشرته مجلة "فورن بوليسي" الأميركية عن طلب عراقي لحيازة طائرات بدون طيار مع مشغليها، فاننا نجد انفسنا أمام حزمة جديدة من الاسئلة مستحقة الإجابة على الجهاز الحكومي والأمني.
نعرف أن العمليات العسكرية في الأنبار قد تداخلت ملفاتها حتى باتت واحدة من اكثر القضايا تعقيداً واستعصاء على الحل.
وقد نتجنى كثيراً على القيادات الأمنية إن طلبنا منها أن تفرق عملياً بين من يحمل السلاح باسم العشائر، وبين آخر يحمله باسم القاعدة أو داعش.
الأمر كما قلنا مخلوط وهناك من يحقق الفائدة من هذه العشوائية لإبقاء الامور على حالها وربما هناك من يتعمد التدرع والإحتماء بالمدنيين من أجل إيقاع الخسائر بهم واتهام القوات الحكومية بذلك.
لكن تقرير المجلة الاميركية يتطابق مع ما قاله "بيرت ماكوروغ" قبل شهور إذ بيّن ان ادارة اوباما ستسرع(!) في عملية تزويد العراق بصواريخ "هيل فاير" من اجل مقاتلة الإرهابيين في مخابئهم الصحراوية.
كلا التصريحين والمصدرين يعنيان في المحصّلة ان القوات العراقية غير قادرة على الزحف البري بمفرده، نتيجة وجود تسليح ثقيل للمسلحين والإرهابيين في محيط الفلوجة.
وعلينا ان ندرك ان من يسمون مقاتلي العشائر لا يرغبون الى الآن ومع كل هذا الدمار والإستهتار من قبل إرهابيي داعش، في الدخول غير المشروط للقوات العراقية الى الرمادي والفلوجة، وما زالوا رغم كل ما حصل لا يشعرون بالثقة تجاه القوات العراقية وما زالوا يضعون شروطاً من أجل التعاون.
بل أكثر من هذا إنهم ما زالوا ملتبسين بين أنفسهم بمن يتعاون مع داعش ومن يسمي نفسه من مقاتلي العشائر.
هذا دليل واضح على ان مفهوم القوة العشائرية هو مفهوم خطر على وجود الدولة متى ما حصل وأين ما حصل، لأنه مرتبط اصلاً بمصالح شخصية لجماعات معينة ترغب في استمرار وضع العشوائية هذا.
اليوم تتقدم القوات العراقية في اتجاه مركز المدينة، والانباء تتوالى عن مزيد من الخسائر بين المدنيين ومقاتلي العشائر وإرهابيي القاعدة، فضلاً عن خسائر ابنائنا في القوات الأمنية.
وهذا يترافق مع شحّة في الانباء والتفاصيل عن الوضع الصحي والإجتماعي والأمني للاجئين من ابناء المدينتين، والذين لا ذنب لهم سوى حظ عاثر رماهم مرّة بيد الإرهابيين من القاعدة، ومرّة تحت سطوة عشائر تتكلم باسمهم عنوة، ومرة تحت مرمى نيران قصف القوات الأمنية التي بدورها تبحث اليوم عن طائرات بدون طيار. الآن فقط فكروا بقصة الطائرات والاستعانة بمشغليها.
أسئلة كثيرة لا تنتهي هنا.. بل تنتهي فقط الى أمنياتنا بأن لا يقتل بريء في مكان شهد مقتل آلاف الأبرياء ولم يطلب دمهم أحد.