المنبرالحر

عندما تصبح الكلمات وطنا/ ئاشتي

تستضيء روحك بفرح حروف الكلمات، فتمنحك الحياة ابتسامة حلوة ليوم جميل آخر، أنت المولع حد البكاء بكل أنواع الجمال، فكيف والحال بالكلمات التي تشع صدقا وابتهاجا، وكأنها تمسك أزميل ميكائيل أنجلو في نحت تماثيل تتنفس وتعشق وتركض في مروج من الحب والورد، فليس هناك أكثر رونقا من رونق فعل الكلمات حين تحمل الصدق في حروفها، إذ أنها حينذاك تصبح وطنا بكامل جاهزيته الإنسانية، حيث أنه يسير بشجاعة على قدميه مثل الشجاعة التي تحلت بها النصيرة الشيوعية هيفاء الأمين، حينما وجهت رسالتها الصادقة إلى كل الذين يعنيهم مشروع الدولة المدنية من أبناء محافظتها، وهي برسالتها تلك قد أعادت إلى الروح كل شجاعة وصدق وحرص نساء المنتفك حين يزغردن حزنا على استشهاد أبنائهن، النصيرة الشيوعية هيفاء قدمت التهاني لمن فازوا بثقة الناس الحقيقية، وهي تركز على الثقة الحقيقية لوجود الكثير من الزيف وشراء الذمم في انتخابات أقل ما يقال عنها تجربة وليدة في تاريخ الأمم، ونعني بذلك أن الديمقراطية في أدائها لم تكن قد تأصلت بعد، لهذا تحمل الكثير من شطط التخلف الذي توارثه شعبنا طيلة السنوات المنصرمة.
تستضيء روحك بفرح حروف الكلمات، فتمنح الآخر ومضات تأمل حزينة، ذلك الذي لا تعني له تلك الحروف غير خربشات على حائط متهرئ، مثلما تمنح الذات قدرة على مواجهة الغد بكل هذياناته وعجرفته كي تستطيع أن ترسم انفعالات الخسارة( أن كانت هناك خسارة) إلى انفعالات فرح وردي يطوف على شفاه من منح صوته للدولة المدنية حيث تقول النصيرة الشيوعية هيفاء (لا تندموا على أصواتكم ولا تظنوها قد ضاعت)، وتتجلى شجاعتها في الاعتراف الذي سجلته في رسالتها حين قالت (ضاع المدني في دائرة الأنا وضعف الإدارة واختفاء ثقافة العمل الطوعي) وبهذا سجلت هيفاء سبق الصدق في الانتماء لهذا الوطن الذي نتمناه جميعا، لأنها واثقة من تأثير ( سحر المدنية الذي جمعنا ووحد عقولنا مثلما هناك الساحر ألا وهو هذا العدد الكبير من الشباب).
تستضيئ روحك بفرح من نوع خاص، فرح يصنع من الهزيمة ملامح انتصار قادم، لأنه لا يجعل الخسارة في جولة معينة خسارة أبدية، ولهذا تجد نفسك منسجما مع الشاعر أدونيس وهو يقول:
(لا تزال طريقي طريقي
والجنون الذي قادني لا يزال أمير الجنون
وأنا سيد الضوء
لكنني كي ألامس أقصى المسافات
أخلع نفسي حينا
وأخرج من خطواتي
وأتوج نفسي
مـَلكا باسم ضوئي، على الكلمات).