المنبرالحر

حکام العراق الجديد والعالم/ د.محمود القبطان

ما ان انتهت الانتخابات باقل الخسائر البشرية حتى انبرى كل طرف"كبير" بالاعلان عن فوزه الساحق الماحق. ولكن ما أن بدأت التصريحات والتصريحات المضادة الحادة حتى هدأت ألأهواء لغاية في نفس يعقوب.بدأت الزيارات المكوكية حيث علم البعض أنه ليس الفائز الأول وبدأت الخطوط الحمر تتبدل الى ألوان أقرب الى الصفراء والخضراء بعد أن اتت الإشارات الخارجية "الدولية والاقليمية" لضرورة التهدئة وتقوية التحالف الوطني لانه في خطر الى حد بات واضحا من الزيارات الى دولة القانون من إن البعبع ليس عليه أي تحفظ من أي كيان أو مكون. اذا لماذا كل هذه الضجة قبل الانتخابات, لا أحد يعلم وأنما الواضح هو كان لكسب الشارع وزياد ة النقمة على من لم يستطع أن يوفر أبسط الخدمات ولا ألأمن ولا الإستقرار.

وفي المحافظات حيث اشتدت المطالبة بالأقاليم, أولها البصرة والرمادي وغيرها ليكون العراق عبارة عن أقاليم لا يربطهم بالمركز غير توزيع الموازنة وكل يذهب الى مكانه واقليمه. نوع من العناد وكأن الأمر يتوقف على إعلان الإقليم وليس توفير الخدمات من خلال توفير المشاريع وتشغيل الايادي العاطلة ومن ثم استقرار امني واقتصادي يعم البلاد,وليكون بعد كل هذا التفكير بتأسيس الأقاليم أن وجدت حاجة لذلك. لكن ماذ يريد بعض مجالس المحافظات؟ تريد بناء المطارات قبل أن تتوفر أبسط الخدمات!!حسب احصاءات وزارة التخطيط إن أفقر مدن العراق هما السماوة والديوانية (المثنى والقادسية) لاني اود التسميات القديمة, فماذ تعمل هاتان المحافظتان بمطار قد لا يغير من شكلهما الفقير درجة واحدة؟ من يسافر الى الديوانية بالطائرة من العالم الخارجي للسياحة أو التبضع مع احترامي الى اهلها؟ وطبعا الأمر ليس مثارا من قبل المحافظتين المذكورتين فقط وإنما من كل المحافظات..لم يتكلم مسؤولو هذه المدن عن توفير الخدمات, بناء مدارس حديثة بدل مدارس الطين التي تزخر بها المدن الصغيرة,بناء المستشفيات الحديثة وتوفير الكوادر الطبية والصحية لها مع كافة المستلزمات والأجهزة الطبية الحديثة,في نفس الوقت وزارة الصحة تسرّح الأطباء بعد عمر ال63 حيث الحاجة للاطباء مازالت كبيرة جدا بسبب النقص في عدد الأطباء مما اضطرت الحكومة الى التعاقد مع الهند في هذا المجال, في حين في السويد يحق للطبيب أن يعمل الى العمر الذي يشعر فيه أنه قادر على العطاء بالرغم من توفر العدد الهائل من الأطباء وليس للعمر أهمية.

والسؤال:هل فعلا يحتاج العراق الى بناء المطارات العديدة وفي كل المحافظات الآن في وقت لا تتوفر فيه أبسط الخدمات؟هل يمكن بناء شبكة خطوط السكك الحديدية تشمل العراق من شماله الى جنوبه؟

قتال العشائر, أصبح ظاهرة في العراق ربما بدأت في أماكن لم يلتفت اليها الإعلام إلا إن المعارك في القرنة المستمرة والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح بسبب خلافات عشائرية ربما في المحصلة كانت بسبب بقرة أو قطعة أرض أو..ولم تكون الناصرية بعيدة عن مثل هذا القتال .من أين تسلحت العشائر بالسلاح المتوسط؟ في السماوة وبسبب عدم وصول مرشح لاحدى العشائر نزلوا الى الشارع وقطعوا الطرق الكبيرة وبأسلحة ابناء هذه العشيرة؟ أين الحكومة؟ أين الدولة من كل هذا , اذا كان عندنا دولة؟

معظلة الكهرباء, رجعت حليمة لعادتها القديمة.بدأت الانقطاعات في الشبكة الوطنية حالما انتهت الانتخابات,مما يدل على روح الدجل والكذب على المواطن من أجل كسب صوته. عندنا النفط وعندنا المال وليس لنا كهرباء, يقول احد مواطني البصرة..متى يصدق القول وزير الكهرباء ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة في توفير الكهرباء؟ ومتى سوف نصدره الى دولة البصرة (إقليم)الجديدة؟

وزير الشباب والرياضة يتفقد المدينةالرياضية في كربلاء, لكن السيد الوزير نسى المدينة الرياضية في البصرة التي افتتحوها لاكثر من مرة ولم تكتمل!!

فساد رجال السلطة. قرأت أخيرا أن العراق وقّع اتفاقية مع بريطانيا بشأن تبادل المجرمين. ومن قبل مع السعودية وليبيا وربما مع تونس والحبل على الجرار...حسنا الاتفاق ليس عليه "شبهة" لكن ليفتي على الشعب العراقي وزير العدل صاحب أكبر نكبة طائفية في قانونه الأخير الذي اجبر به المالكي على الموافقة عليه الاوهو القانون الجعفري للاحوال الشخصية, ليقول ويفتي هذا الوزير لماذا يأتي المجرمون من بريطانيا الى العراق؟ هل لزيارة الأضرحة ؟هل لزيارة بابل وأور؟ أم لقتل اكبر عدد من مواطني العراق؟ هل سوف تسلم بريطانيا للعراق الوزير الفاسد فلاح السوداني سارق أموال العراق؟ من سوف يدفع ثمن دماء الأبرياء؟ لماذا لا تمنع بريطانيا ومن لف لفها مواطنيها, وهم ليسوا بريطانيين في الأصل, من السفر الى العراق وهم في معظمهم مسجلون على القوائم السوداء في بريطاني وفي باقي دول اوروبا؟ وفي هذا المجال عندنا في العراق الفاسد الكبير لا يحاسب وتتوفر له كل الامكانيات لتسفيره لكن هل يقر أ من يدير السلطة في العراق أخبار العالم كيف يُحاسب الفاسدون في بلدانهم مهما كبر المنصب الذي يتولاه أو تولاه؟ اليكم البعض من هذا ..

برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا لاكثر من مرة وبسبب عدم دفعه أو تهربه من دفع الضرائب بشكل صحيح حُكِمَ عليه بسنة في خدمة المجتمع, وقبل إسبوع بدأ تنفيذ الحكم عبر عمله في دار للعجزة يوما واحدا في الإسبوع ولمدة عام, ومعروف إن برلسكوني صاحب أكبر مؤسسة اعلامية, مافيوية, في إيطاليا.

الرئيس السابق لاسرائيل حكم عليه بستة أعوام بسبب الفساد (تحرش جنسي) وإن طلب التمييز في الحكم, لكن القضاء لا يستثني احدا في العالم المتمدن.

وزيرة في السويد كانت رئيسة حزب الوسط وبسبب توقيعها على اتفاقية لم تستشر فيه رئيس وزراءها قامت الدنيا ولم تقعد مع انها خارج الحكم الآن وحضرت امام اللجنة البرلمانية للاستجواب...

في الأخير اقول وأنا على يقين إن كل الوعود التي أطلقتها الكتل الكبيرة سوف لن تطبق شيئا منها بسبب الديماغوجية التي استعملتها في فترة الانتخابات في تضليل فكر الناخب ليبقى طائفيا وقوميا الى حد الترهيب من امكانية الهجوم والقتل والحرب الأهلية.. وغيرها من الوسائل الرخيصة لكسب عواطف ومن ثم صوت الناخب..

وماذا بعد؟

سوف لن تتشكل حكومة أغلبية بالشكل المتعارف عليها في العالم وانما مهما كانت أغلبية فهي في نهاية المطاف طائفية وقومية الى حد العظم. احد "المفكرين" من كتلة العربية تعني بالنسبة له حكومة من اكثرية من المكونات الثلاثة ومعارضة من نفس المكونات...

برلمانيو عراقنا الحاليين والذين سوف يذهب قسم منهم الى بيوتهم لم يقروا الموازنة لانها ليس همهم الأول الآن, ومعظمهم في الخارج.ينتظرون متى تدق ساعة المفوظية الغير مستقلة للانتخابات لتعلن ساعة الصفر من هو الفائز الاول .عقارب الساعة لن ترجع الى الوراء فالمخلصين النزيهين والكفاءات هم على أبواب البرلمان لتبدأ مرحلة التنظيف وأن كانت بطيئة لكن التغيير في الخطوة الأولى قادم.