المنبرالحر

احتمالات.. توقعات.. نتائج / ئاشتي

يتقاسم حزنك بقايا الفرح العالق في أهدابك، لعل عيناك تبصر بشكل جلي أرجوحة الحياة، تلك التي كنت تتمنى أن تطوف بمخيلتك في يوم ما، حتى يتسنى لك أن تغفو غفوتك الطويلة الأمد، حيث لا يتسرب إلى سمعك ما لا ترغب فيه من زيف ورياء وتدليس، خاصة ذلك الذي تفور براكينه من أفواه الحكام على مدار أيام السنة، والمضحك المبكي ان البعض واثق من زيف وضحالة ما يتفوه به وربما ينتقد بعضهم بعضا على ذلك، وكأن الأمر قام به شخص آخر وليس هم أنفسهم، فنرى المواطن البسيط يضيع في تشابك خيوط (الوشيعة)، وبالطبع ليس غيره من ضحية، وما يثير الغرابة في أمورنا السياسية هو الثلاثية الزائفة التي يتبناها كل الطيف السياسي العراقي تقريبا قبل بدء الانتخابات وبعد انتهائها ألا وهي احتمالات..توقعات..نتائج، وقد لا نختلف في الاحتمالات والتوقعات عندما تقال قبل بدء الانتخابات، لأنها ضمن عملية الدعاية الانتخابية، ولكن اختلافنا على التصريح بالنتائج، فجميع القوى السياسية تصرح بأن الذي يحسم النتائج هي المفوضية المستقلة للانتخابات، ولكن أغلب هذه القوى حسمت أمرها وبدأت تصريحاتها تسلب لب المواطن العراقي في تشكيل الحكومة القادمة والأسس التي سوف تبنى عليها، وكأن أمر قيادتها للوضع في العراق بات محسوما لها وحدها فقط.
يتقاسم حزنك بقايا الفرح العالق في أهدابك وأنت تتذكر ذلك الشيخ الجليل في مدينتك الجنوبية، يوم أدارت الدنيا له وجهها، بعد أن كان يرفل بعيش رغيد هو وعائلته، فبدأ يبيع ما يملك حتى يوفر الطعام لأهل بيته، باع المقهى التي كان يشتغل بها، وباع أثاث بيته، ثم بدأ يبيع مصوغات زوجته التي قدمها لها يوم زواجهم، ولم يبق لها غير خلخال من الفضة، فجاء إليها وهو منكسرا وقال :
- أم فلان أستاهد عندك حجل فضه أتكدرين تنطينياه أبيعه؟ فقالت له:
- شوكت أنا عازه عليك شي اخذه وبيعه ابو فلان..بس اتمنه تشتريلنه بيه كونية طحين حته نوكل الزغار...فقال لها:
- لا والله اريد اشتري بيه دبل طابوك...فقالت له وهي مستغربة الأمر!!
- شتسوي بدبل الطابوك..فقال لها وهو حازم أمره:
- أريد ابني باب بيتنا من الداخل بالطابوك حته نموت بستر.
يتقاسم حزنك بقايا الفرح، تتيقن من زمانك في طريقه للزوال ما دام التحول هو سيد الموقف وهو الذي سوف لا يطيق الشجعان والأبرياء مثلما يقول الشاعر البريطاني أودن:
"الزمان الذي لا يطيق
الشجعان ولا الأبرياء
وبعد أسبوع لا يبالي
بالقامة البديعة التكوين
إنما يتعبد للغة
ويغفر لكل من تحيا به
يسامح الجبن والخداع
ويطرح أمجاده عند قدميها"