المنبرالحر

عن الانتخابات الاسرائيلية / ابراهيم الخياط

توفيق زياد، شاعر وكاتب شيوعي فلسطيني، ولد عام 1929 بالناصرة، توفي عام 1994 بحادث طريق مروع وهو في طريقه لاستقبال «ياسر عرفات» العائد إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو، شارك في الحياة السياسية داخل الأرض المحتلة، وناضل من أجل حقوق شعبه، ولعدة دورات انتخابية شغل منصب رئاسة بلدية الناصرة حتى وفاته.
أكمل دراسته في موسكو، وترجم من الأدب الروسي، كما ترجم أعمال الشاعر التركي ناظم حكمت، وأصدر عدداً من الدواوين، أشهرها «أشد على أياديكم» عام 1966، الذي يعدّ علامة بارزة في تاريخ النضال الفلسطيني ضد إسرائيل، وبعض قصائده تحوّلت إلى أغان وأصبحت جزءاً من التراث الحيّ لأغاني المقاومة الفلسطينية.
كان زياد طوال حياته مستهدفا من السلطات الاسرائيلية، فقد رأوا فيه واحدا من الرموز الأساسية لصمود الشعب الفلسطيني بتصديه لسياسة الاحتلال وممارساته، ولا يحصى عدد الاعتداءات التي تعرض لها بيته حتى وهو رئيس بلدية، وقد لعب دورا مهما في إضراب يوم الأرض في 30 آذار 1976، حيث تظاهر الآلاف من فلسطينيي الـ 48 ضد مصادرة الأراضي و"تهويد" الجليل، وقصته معروفة يومذاك، عندما حاولت الحكومة الاسرائيلية افشال الاضراب الذي قررته لجنة الدفاع عن الاراضي الفلسطينية المحتلة، فقد اثبت لهم زياد ان القرار هو قرار الشعب الذي أعلن الاضراب الشامل ونجح، فقتلت سلطات الاحتلال ستة من الشباب وجرحت المئات وهاجمت بيت توفيق زياد، وتقول زوجته: «سمعت بأذني الضابط الاسرائيلي وهو يأمر رجاله أن طوقوا البيت وأحرقوه».
وتتكرر الاعتداءات، وفي مرة تطلق الشرطة الاسرائيلية قنبلة غاز عليه وهو في ساحة الدار، غير ان ابشع الاعتداءات كان في أيار 1977 قبيل انتخابات الكنيست إذ جرت محاولة لاغتياله فنجا منها باعجوبة ولم تكشف الشرطة الفاعلين لكن زياد عرفهم واجتمع بهم فاخبروه عن الخطة وتفاصيلها وكيف نفذوها.
ويومها 1977 كنا ثلة من طلاب الاعدادية، جيرة ورفاقا، نقرأ للامتحانات حتى الصباح في بيت العزيز (كريم ناصر ثابت) خلف اعدادية بعقوبة للبنات، وبعد أن نامت الاذاعات العربية ليلا ذهب مؤشر الراديو الى اذاعة اسرائيل بحثا عن «أم كلثوم» ولكن الاذاعة كانت مخبوصة بعدّ وفرز نتائج الانتخابات في المدن المحتلة والتي جرت في اليوم نفسه، واتصل المذيع بزياد للحديث عن الناصرة المحتجة على النتائج، ودار حديث ساخن بينهما، فقال المذيع بقصد افحامه: ولكن لأول مرة يستخدم الكومبيوتر في احتساب الاصوات وهو ليس فردا أو هيأة أو مفوضية، فلماذا تعترضون؟.
أجابه توفيق زياد: إنه كومبيوتر الحكومة، وكلب الشيخ.. شيخ.