المنبرالحر

السياسة أكثر من حساب/ عادل كنيهر حافظ

السياسة هي شكل من اشكال التعاطي الاجتماعي، البالغ في الجدية والخطورة، كونها تتعلق وتبحث في مصير وشؤون الناس، بمعنى أنها أي السياسة، تخوض في حركة المجتمع ، والحركة الاجتماعية هي كما يصنفها الفلاسفة، اعقد حركات المادة . نحن الشيوعيين نتعاطى السياسة من هذا الفهم ، ونجهد الذات في سبيل الانسجام، مع فهمنا وقناعاتنا ... .
بيد ان هناك من يأتيك وكأنك في سوق الخضار، ويفاجئك بسؤال وانت في مضمار السياسة، قائلا : ماذا جنيتم ؟ !! شحصلتوا ؟!! شكلنالكم ؟!!) ماذا قال لنا ؟ الشيطان ربما يعرف ماذا قال ...!! . لكنه يريد ان يحكم على ماهية الحزب من خلال الجواب .!!
السؤال مشروع رغم انه لم يخل من غرض ،وعلى حد العلم أحيانا، ان سائله لا هو منظر ولا منظم !! ونسمعه في مناسبات تجد الحزب فيها يغالب الظروف، لتحقيق منجز وطني لخير الشعب والوطن في المقام الأول .
والسائل عن ما حصل عليه الحزب من جهده السياسي في الاونة الاخيرة، يمكن للسائل وللقارىء العزيز ان يجده في مقالة ممثل الحزب الشيوعي ومنسق التيار الديمقراطي الرفيق جاسم الحلفي في صفحة الحزب. وكان السؤال المنصف والحريص الذي يفترض سماعه : هو هل كان منتسبوواصدقاء الشيوعي العراقي على صواب ؟ في عملهم وطروحاتهم وبرنامجهم وسلوكهم السياسي ؟.
المهم في القول هو ما هكذا يقيم تنظيم حزبي معروف بكفاءته الوطنية ، وإنما التقييم العلمي والمنصف، يتطلب النظر، لظاهرة اجتماعية تتمثل في إطار سياسي اسمه الحزب الشيوعي العراقي، تتطلب من بين أمور أخرى أخد العناصر التالية في الاعتبار، لتحليل الظاهرة، تقيمها، ثم اطلاق الاحكام بخصوصها، حيث لابد من اولا- النظر في خلفية ظهور الحزب ، واي شريحة اجتماعية يمثلها في المجتمع، وما قدمه وما في عموم سفر نضاله وسمعته في الأوساط السياسية والشعبية.
ثانيا- النظر الى الحزب كظاهرة اجتماعية ، في حركته وتجنب الحكم على حالة اوظرف يمر به وكانها حالة ثابتة، بمعنى انه في عشية ثورة تموز، هو ليست كما كان في ايام الجبهة مع البعث، وليس كما كان في الجبل، ولا كما هو عليه في راهن الظرف، وسيكون غدا ليس كما هو الان ....
ثالثا- الظاهرة لاتؤثر فقط في الظواهر التي تحيط بها ، وإنما هي تتأثر بتلك الظواهر ، وعليه يكون الحزب لا يؤثر فقط وإنما يتأثر حيث تنعكس وتؤثر الظواهر الاجتماعية الأخرى حيث تفرض عليه أحيانا ، رغم تطلعاته المختلفة.
رابعا - ماهي إمكانية تطور الظاهرة ؟من خلال تناسبها وانسجامها الإيجابي مع ظروف المستقبل القادم ... بمعنى ان ننظر للحزب كظاهرة اجتماعية، كيف يسير ويتطور تماشيا مع سنن الحداثة والعلم، وماهي آفاق تطوره الأحق. فهكذا تحليل سيقودنا الى الفهم الأمثل ، لتقييم ظاهرة الحزب الشيوعي العراقي في المشهد السياسي الملتبس، حيث يقاتل الحزب لبناء المستقبل مع قوى الماضي المتنفذة في الحكم ... .

نحن الشيوعيين ما أنصفنا الدهر، وكنا في اغلب الأحيان نجد انفسنا، امام خيارات مرة وسيىة وعلينا ان نختار الأقل الأسوأ منها، وهنا لا ننزه انفسنا من الأخطاء الذاتية، ولكننا نشعر بمرارة الحيف وجور الزمان، الا أننا كنا نشد الأزر في كل مرة ، لتجاوز المحن التي كانت تحيق بنا على مدى تاريخنا ... .

الجهل يتمظهر بقلة المعرفة ، وهو ليس عيبا ، لكن العيب ان يصر الجاهل على جهله، ولله الحمد عندنا في العراق ، وبفضل حكامنا ، كل الصناعات تالفة ، الا صناعة واحدة مزدهرة هي صناعة الجهل، حيث يجري العمل على قدم وساق، على تجهيل الناس، لأن القائمين عليه في العراق، يعرفون قطعا، ان الجهل يفضي الى الخضوع والخنوع والعبودية الكاملة ، وتكريس السلطة الروحية في روع البسطاء من الناس، والتي هي أبشع أنواع الاستعمار العقلي، الذي يبشع الحياة، ويوعد بنعيم مؤجل، في الحال الذي يعبون من خيرات الدنيا ، من مال وجاه، والأكثر قهرا هو ان قوى الاسلام السياسي، التي لها الكلمة العليا في حكم العراق، ومؤيديهم من السنة والشيعة على حد سواء،عملوا كل ما بوسعهم لتحقيق مصالحهم المغلفة بايدلوجيا ، تنتمي الى الماضي السحيق ، والموغل بالوحشية والبداىية ، وبهذه الأيدلوجية يريدون حل قضايا العراق الراهنة ، لا بل والتصدي لبناء مستقبله الواعد !! نحن الشيوعيين نعمل في هذه الأجواء يا من تسألونا عن محصولها، ومع هذه القوى، لانها موجودة في الزمان والمكان الراهن، ونحن نتابع نضالنا الذي لا ينتهي الا بتحقيق كامل العدالة الاجتماعية، عليه قدمنا ومازلنا وسنظل نقدم ما نستطيع، في سبيل وطن حر وشعب سعيد .