المنبرالحر

رشاشة اثيل النجيفي وبندقية سلفادور الليندي / د. مؤيد عبد الستار

عام 1973، لم يكن مضى على تسنم سلفادور الليندي رئاسة الجمهورية في تشيلي سوى ثلاث سنوات ، فهاجم القصر الجمهوري رعاع الرأسمالية ، حمل سلفادور الليندي بندقيته وقاتل قتال الابطال حتى استشهد في القصر الجمهوري دفاعا عن وطنه تشيلي .
بعد استشهاده ،استلم السلطة بينوشيت الجنرال الفاشي الذي قاد الانقلاب اليميني ، فجرع ابناء البلاد الاحرار كأس المنية . استشهد الالاف على يـد عصابات الانقلاب البينوشيتي ، ولكن بينوشت لم ينجو من العقاب ، فحوكم و نال حكم التاريخ الذي كساه بالعار في رحيله ومثواه ، حيث القي في مزبلة التاريخ .
بندقية سلفادور الليندي التي استشهد وهو يحملها دفاعا عن شعبه ووطنه مازالت رمزا للوطنية ، وما زال سلفادور الليندي كما الزعيم عبد الكريم قاسم الذي استشهد يوم 8 شباط الاسود عام 1963 اسما وعلما من اعلام النضال الاممي في امريكا اللاتينية .
في احداث الموصل الاخيرة والتي ذهبت لقمة سائغة الى انياب البعث الصدامي - داعش - شاهدنا السيد محافظ الموصل اثيل النجيفي يحمل رشاشته مع حمايته ليسير في شوارع الموصل في تظاهرة بائسة ، لا ليقاتل المهاجمين الذين استباحوا مدينة يحكمها هو واسرته ، وانما ليستعرض بها امام الكاميرات بهلوانينته التي سرعان ما انكشفت بهربه خارج المدينة ، لينام هناك نومه الهانئ ، بينما ابناء مدينته الموصل الحدباء يفرون امام عصابات همجية اقتحمت المدينة من خارج الحدود في غفلة من اهلها وفي تواطئ من حكامها.
ان اي مواطن يشعر بمقدار بسيط من الكرامة ، لن يترك الساحة تجول بها عصابات مهاجمة آتية من خارج الحدود لتعيث بالمدينة فسادا .
وفي هذه المناسبة لا بد وان نذكر القراء الاعزاء ، رغم علمي انهم لن ينسوا ما حدث يوم 8 شباط في بغداد ، حين هاجمت قطعان الحرس اللاقومي وزارة الدفاع وارادت اسقاط النظام الجمهوري .
فرغم تمكنها من اختراق وزارة الدفاع واسقاط المعسكرات الوطنية ، بسبب خيانة بعض كبار الضباط ، وحبكة المؤامرة الاقليمية على الزعيم عبد الكريم قاسم ، الا ان جماهير الشعب في عقد الاكراد والكاظمية ، ابت الاستسلام ، وحاربت المهاجمين بضراوة لقنتهم درسا لن ينسوه حتى اليوم .
كا ن المفروض بالسيد محافظ الموصل ورهطه، وحرسه ، وعشيرته ، واتباعه ، وانصار واتباع اخيه رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ، محاربة الارهابيين حتى اخر اطلاقة ، وهم كما يزعمون ابناء المحافظة ، وعديدهم لا يعد ولا يحصى ، ويقدر باكثر من مليون مواطن ، فكيف لعصابات لا تتجاوز المئات ، حتى لو فرضنا عددهم ثلاثة الاف كما اوردت مصادرهم ، يستطيعو ن التغلب على ابناء المدينة وعسكرها وشرطتها وحراسها ، هذا اذا علمنا ان الحراس الشخصيين لاثيل النجيفي في الموصل لا يقلون عن الف حارس وشرطي ، اضافة الى ابناء العشائر التابعة لهم .
ان الخيانة التي حدثت في الموصل ستبقى نقطة سوداء في سجل حكم السيد اثيل النجيفي ، ولن يستطيع احد ازالتها ما لم تنهض اسرته بحمل السلاح وطرد الارهابيين وعصاباتهم الشريرة من المدينة وعودة السلام والامن الى الموصل الحدباء .
تحية الى ابناء الموصل الذين ما زالوا صامدين في وجه الارهاب ،فهم سيقودون حرب مقاومة لتحرير مدينتهم .
اما جيش العراق الذي تعرض للخيانة من قبل قادة لم يحسبوا حسابا لمستقبلهم ، فسيقبض على زناده مرة اخرى ويقوم بواجبه الوطني في تحرير مدينة الموصل الحدباء وبقية القرى والاقضية المرتبطة بها ، وما ذلك بكثير على جيش يحمل راية الوطن واماني الشعب .