المنبرالحر

نساء شريدات في وطن جريح! / سهاد ناجي

«فرضت قوات داعش سيطرتها على ثاني اكبر مدينة في العراق -الموصل» خبر تناقلته القنوات والمواقع الاخبارية طيلة الايام الماضية ولاكثر من مرة، وتصدر الخبر غيره من الاخبار السياسية، وكاد ان يطغى على الحدث الاعظم المتمثل بمباريات كاس العالم لكرة القدم في بعض الدول الاخرى، في حين صدم الخبر الكثير منا نساء ورجالا على حد سواء، وبعضهم لم يتجاوز الصدمة بعد والتي هزت كيانهم من الاعماق حتى بعد مرور ايام، وكأن جزءاً من ارواحنا واجسادنا قد اقتطع، بل ان بعض النسوة اجهشن بالبكاء لضياع وطن وتشرد شعب، فيما اخريات تحيرن بكيفية الاسهام بانقاذ الوطن والناس اسوة بالرجل، ومن اجل وقف تداعيات التدهور الذي حل بالبلد ، فلم نألف مثل هذه الحالة من قبل لنواجهها بصنوف الثبات والصبر والشجاعة ، والتصدي للرياح السوداء العاتية التي تريد ان تضعضع البلد وتشرذمه.
لعل ما آل اليه حال البلد اجبرنا ان نغرق انفسنا في اسئلة عديدة،اجاباتها مبهمة هذه الايام ، ونتداول الاحاديث لكي نشتت افكارنا بعيدا عن هاجس بات يؤرقنا، هل كانت هناك خيانة ؟ هل ان مشروعهم السياسي هو استهداف بغداد، و هل ان زحفهم سيتكلل بالنجاح ؟ وهل سيتم تقسيم البلد بين صنوف وجماعات؟ هل سيصبح اهالي الموصل نساءً ورجالا اسرى لا خيار امامهم سوى الاذعان للجماعات الارهابية المسلحة ؟
بيد اني ساقرأ الخبر بلسان حال المراة العراقية، وبعد ان سيطرالداعشيون الارهابيون على مدينة الموصل اضطرت الكثير من العوائل الى النزوح لاقليم كردستان وقد وصل عدد النازحين الى ما يقرب من نصف مليون شخص، بينهم اطفال ونساء وكبار السن، بحسب تقرير منظمة رايتس ووتش، والنساء النازحات هن في الغالب امهات ولديهن اطفال بحاجة الى غذاء وحليب ، وما احوج الام في مثل هكذا ظروف لرعاية وتغذية اطفالها. وفعلا فان اغلب النازحات في المخيمات التي نصبتها حكومة اقليم كردستان يعانين شحة الغذاء والمعونات رغم تقديمها من قبل بعض المنظمات الاانها تبقى شحيحة قياسا بالعدد الكبير من العوائل النازحة. فما الذي قدمته الحكومة لهذه العوائل والامهات والاطفال؟ هل عملت جهدها لتقديم المعونات لهم، ولكي يتم استقبالهم بما يقلل من مصابهم الكبير ؟
من جانب آخر ، لنأخذ المواطنين داخل مدينة الموصل ومنها المرأة ، و مما لا يقبل الشك فيه ان الاحكام العرفية اولى اجراءات الجماعات المسلحة الارهابية والتي قامت بها بعد سيطرتها على مدينة الموصل، وهذا الامر اكدته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان باعلانها عن انتحار اربع نساء بعد تعرضهن للاغتصاب من قبل داعش واجبارهن على ممارسة جهاد النكاح. وقد استنكر الجريمة وزير حقوق الانسان العراقي.
ايعقل ما يحدث في مدينة الموصل من انتهاكات صارخة، انها دعوة الى المنظمات المدنية المحلية والدولية الانسانية لمساعدة النساء المتضررات من النازحات من مدينة الموصل، ولنكن سندا قويا لبنات جنسنا من النساء في بلدنا الجريح ولنتسامى فوق الاعراق والطوائف، و نوحد كلمتنا من اجل دحر الارهاب ونصرة بلدنا